"عباد القمر" كنز اقتصادى بأرض الفيوم.. زهور برتقالية تصنع منها أدوية وعطور وأدوات مكياج.. إنتاجية الفدان تصل لـ 10 أطنان ويصدر لأمريكا وأوربا ودول الخليح.. والفلاحون : تكلفة زراعته محدودة .. صور

زهور لونها برتقالى مبهج تنتشر بين الحقول بالفيوم على مساحات كبيرة بمختلف مراكز المحافظة، وتجدها بكثرة بمراكز اطسا وأبشواى ويوسف الصديق، ربما يتبادر إلى ذهن من يرى هذه الزهور أنها ورود منزرعة للزينة، لكن حقيقتها أنها من أهم النباتات الطبية والعطرية التى تستخدم فى صناعة الأدوية والعطور ومنتجات التجميل، ويعتمد عليها أصحاب مكاتب التصدير بشكل كبير لكثرة الطلب عليها بالعديد من الدول الأجنبية ودول الخليج، كما أن المزارع بمحافظة الفيوم يفضل زراعتها نظرا لكثرة إنتاجية الفدان، بالإضافة إلى قلة تكاليف الزراعة، حيث أنها لا تحتاج إلى استخدام أى أنواع من المبيدات. قال جابر محمد، أحد مصدرى النباتات الطبية والعطرية بمحافظة الفيوم: إن زراعة عباد القمر أحد أهم النباتات الطبية والعطرية وتبدأ زراعته باختيار البذور الجيدة، وتكون من خلال الزهور فى الموسم السابق، حيث نختار الزهرة الكبيرة ونحتفظ بها خلال شهر مارس ولا يتم قطفها وننتظر حتى تسقط جميع أوراقها وأخذ البذور وغربلتها وحفظها فى جوال من الخيش ويتم زراعتها فى صوب، وتكون مظللة بالشباك لمدة 40 يوما وذلك فى نهاية شهر أغسطس . وأضاف" نقوم بتجهيز الأرض وإلقاء السماد وحرثها وتقسيمها إلى خطوط ، ونروى سواء بالتنقيط أو الغمر، وكل زهرة تبعد عن الأخرى 30 سنتيمتر، ثم أقوم بالتسميد بسوبرفوسفات وأرش بكتيريا ومادة فعالة ويتم القطف من شهر نوفمبر إلى شهر مايو، وتكون حسب الشمس، ويتم الجمع بشكل أسبوعى، وكل كيلو فريش يكون من 3 إلى 4 جنيهات والمزارع يجمع من400 إلى 500 ‪ كيلو أسبوعيا ولفت جابر إلى أن دوره كمصدر يكون بمتابعة الفلاح بدء من الزراعة، حيث يعتمد عليه المزارع فى البذور الجيدة لزراعتها ، وأقوم بمتابعة محصوله وشراء الإنتاج منه من شهر نوفمبر إلى شهر مايو. وقال شعبان بكرى محمد، أحد المزارعين إن عباد القمر ينتج للمزارع ويدر عليه دخلا جيدا، لافتا إلى أن كل مزارعى المنطقة اتجهوا لزراعة عباد القمر، ويتم الجمع منه بشكل أسبوعى، لافتا إلى أنه يزرع 6 قراريط ويحصل منها على دخل جيد، مشيرا إلى أن مديرية الزراعة بالفيوم تنظم دورات مستمرة حول النباتات الطبية والعطرية. ويقول محمد أحمد عبد الله، أحد المزارعين بمحافظة الفيوم إن نبات عباد القمر اسمه العلمى "كلانديولا" لكنه اشتهر بين المزارعين باسم عباد القمر، لافتا إلى أنه يصدر للخارج ويستخدم فى صناعة الأدوية وما يستخرج منه يستخدم فى صناعات الصبغات والعطور ومنتجات التجميل، لافتا إلى أنهم يقومون بزارعة نباتات أخرى مش حشيش الليمون والبابونج والنعناع، وغيرها من النباتات الطبية والعطرية التى تشتهر بها المحافظة وخاصة قرية السنجأ بمركز يوسف الصديق. وأشار إلى أن دورة الزراعة لعباد القمر تبدأ بترك بعض النبات فى الأرض من الموسم السابق حتى يتم استخراج بذور منه، وبعد ذلك تؤخذ هذه البذور ويتم عمل مشتل بها خلال شهرى سبتمبر وأكتوبر، ثم ينقل النبات إلى الأرض الزراعية ويبدأ يزهر بداية من أواخر شهر ديسمبر حتى شهر مايو وهو نهاية الدورة الزراعية لنبات عباد القمر. وقال محمد عبد الله إن إنتاجية الفدان تبدأ بـ 50 كيلو فى الجمعة الواحدة ، وتتدرج حتى تصل إلى طن فى الجمعة، ويصل إجمالى إنتاجية الفدان خلال الموسم إلى 10 طن، لافتا إلى أن عباد القمر يحتاج إلى أرض زراعية نسبة الملوحة فيها منخفضة. وأكد أن جمع النبات يكون عن طريق فتيات يقمن بالجمع من الشجر، ثم يتم وضع النبات بقطعة أرض فضاء حتى يتم تجفيفه ثم يتم تنقيته مرة أخرى عن طريق الفتيات لاستخراج الشوائب ويأتى صاحب مكتب التصدير ويقوم بشرائه مجفف بالكيلو. وعن أسعار بيع عباد القمر، أكد المزارع أن سعر الكيلو 4 جنيه، ويوجد أكثر من 50 شركة تقوم بشرائه وتصديره بمحافظة الفيوم ويصدر لدول الخليج والدول الأجنبية. وعن تكلفة زراعة المحصول أكد أنه لا يحتاج إلى أى تكلفة خلال الزراعة سوى تكلفة البذور، حيث يحتاج الفدان إلى 3 كيلو بذور بتكلفة 100 جنيه ولا يتم استخدام أية مبيدات. وأشار محمد عبد الله إلى أن مديرية الزراعة تعقد ندوات توعية تحت عنوان "المدرسة الإرشادية" وهذه الحلقات تعقد فى الأراضى الزراعية ويحضرها جميع مزارعى عباد القمر ويتم تقديم كافة المعلومات لهم حول كيفية التعامل مع النبات خاصة فى حالة وجود إصابة. ومن جانبه قال الدكتور ربيع محمد مصطفى وكيل وزارة الزراعة بمحافظة الفيوم إن النباتات الطبية والعطرية كنوز تنتشر فى مركز ابشواى تنتظر من يستثمرها وأن هناك ثروة هائلة من النباتات الطبية والعطرية، ومئات الأنواع المنزرعة بالمحافظة وتشكل هذه الثروة فى مجملها قيمة اقتصادية كبيرة، حيث يزداد الطلب عليها محلياً وعالمياً، لما تتميز به من استخدامات متعددة، وفى الكثير من المجالات، ما أدى إلى ارتفاع أسعارها، وزيادة عوائد تصديرها، يضاف إلى ذلك أن هذا الكنز الاستراتيجى المصري، يمكنه المساهمة فى الوصول إلى اكتفاء ذاتي، وإلى إنتاج دواء مصرى بنسبة 100%. ولفت الدكتور ربيع مصطفى إلى أنه فى الوقت الذى تتحرك فيه مصر نحو بناء اقتصاد قوى، يستثمر كل إمكاناته بفكر متطور وخلاق، كان لابد من النظر إلى هذا المورد الهام برؤية جديدة. وأشار وكيل وزارة الزراعة بالفيوم إلى أن القيمة الاقتصادية للنباتات الطبية والعطرية لا تتوقف عند هذا الحد، كونها محصولاً تصديرياً داعماً للدخل القومى، بل هى مشروع اقتصادى متكامل، يفتح المجال لإقامة العديد من الصناعات، التى ترتبط بهذه المنتجات الزراعية ، مما يساهم فى توفير فرص عمل كبيرة للشباب، خاصة وأن مصر تمتلك مقومات التوسع فى هذا المجال، وقام بالفعل العديد من المراكز البحثية المتخصصة بوضع مشروع قومى للنهوض بزراعة النباتات العطرية والطبية، من أجل التوسع فى المساحات المزروعة بمصر. وأضاف وكيل الوزارة أن النباتات الطبية والعطرية من أقدم المجموعات النباتية التى عرفها واستخدمها الإنسان على مر العصور فى أغراض شتى، فكانت تارة تستخدم كغذاء وتارة أخرى كدواء، وفى العصور الوسطى و الحديثة ظهر جلياً مدى أهمية هذه النباتات، وتعددت استخداماتها ومجالات الاستفادة منها، لذلك أصبحت أهميتها الاقتصادية فى تزايد مستمر. ويعرف النبات الطبى بأنه النبات الذى له أو لجزء من أجزائه تأثير طبى على الإنسان، ويميزه عن النباتات الأخرى وجود مواد فعالة ذات تأثير فسيولوجى على الكائنات الحية، أما النبات العطرى فهو النبات الذى يحتوى فى جزء من أجزائه على زيت عطرى.