كشف الدكتور أحمد المنظرى المدير الإقليمى لشرق المتوسط، خلال مؤتمر صحفى اليوم الأربعاء، أن الوضع الراهن لجائحة كورونا في الاقليم لا يزال يبعث على القلق، فحتى 22 يناير 2022، أُبلغ عن أكثر من 18.2 مليون حالة إصابة، ونحو 320 ألف حالة وفاة بسبب كورونا، بزيادة بنسبتها 37% في الحالات مقارنةً بالأسبوع السابق، وزيادة بنسبة 186% في الحالات مقارنةً بنفس الوقت من العام الماضي.
وأضاف: لابد أن نصل إلى المناعة بتطعيم 70% من السكان نهاية شهر يونيه، والعمل على عدم انتشار الفيروس وعلينا الالتزام بالإجراءات الاحترازية والبعد عن التجمعات".
وأكد، إنه على الرغم من عدم ورود أعداد دقيقة من البلدان بشأن حالات الاحتجاز بالمستشفى التي تُعزى إلى التحور أوميكرون، يوجد عبء متزايد على نُظُم الرعاية الصحية والعاملين في مجال الرعاية الصحية كنتيجة مباشرة لهذا التحوُّر الجديد الذي يُشكِّل غالبية الحالات الجديدة المُكتشفة.
وقدمت منظمة الصحة العالمية، على مدى أكثر من عامين، إرشادات وتوصيات للبلدان والأفراد بشأن الإجراءات اللازمة للمساعدة على إنهاء هذه الجائحة، "ولأننا علمنا المزيد عن الفيروس وقدرته على الانتشار والتحوُّر، فإننا نواصل تحديث توصياتنا بانتظام، ولكن طوال هذا الوقت، كان موقفنا من عدة نقاط واضحًا".
أولًا، يتطلب إنهاء الجائحة الالتزام باستجابة تشمل الحكومة بأكملها والمجتمع بأسره.
ثانيًا، لا يزال الترصد، والاختبار، والعزل، وتتبع المخالطين، والعلاج عناصر رئيسية في أي استجابة وطنية.
ثالثًا، يُعدّ الالتزام بتدابير الصحة العامة والتدابير الاجتماعية، والتوسع في توفير التطعيم أمرًا بالغ الأهمية .
وأوضح أنه انطلاقًا من روح الرؤية الإقليمية "الصحة للجميع وبالجميع"، تواصل المنظمة التشديد على التنسيق والتعاون بين البلدان وانخراط مختلف الشركاء، مضيفا" احتواء الجائحة في بلد واحد فقط ليس حلًا، ونحن نشجع البلدان، ولا سيما البلدان المرتفعة الدخل ذات الاستجابات القوية، أن تشارك الموارد وتتقاسم الدروس المستفادة وأفضل الممارسات مع البلدان ذات القدرات المحدودة.".
وتابع : شهدنا، حتى الآن، أمثلة جيدة لتقاسم الموارد من بلدان مثل الكويت، وقطر، والإمارات العربية المتحدة، حيث قدموا جرعات اللقاحات إلى بلدان أخرى داخل الإقليم وخارجه".
وقال: بينما نشهد ارتفاعًا حادًا في الحالات، تُتاح لنا الفرصة لتسريع جهود الاستجابة والاقتراب من إنهاء هذه الجائحة، فحياة الناس مُعرَّضة للخطر كل يوم، وتتمثل أولويتنا في الحد من العدوى الوخيمة والوفاة، وحتى يتسنى حدوث ذلك، ينبغي أن نضع في اعتبارنا ما يلي:
1. يمكن أن يسبب أوميكرون أعراض المرض الوخيمة ويضع أنظمتنا الصحية تحت ضغط. ورغم أن معظم حالات الإصابة الناجمة عن هذا التحوُّر قد تكون أخف وخامةً، فإنه لا يزال يتسبب في الاحتجاز بالمستشفى والوفاة، بل إن الحالات الأقل وخامةً تتسبب أيضًا في إنهاك المرافق الصحية.
2. اللقاحات تنقذ الأرواح، فمعظم الإصابات الحالية تحدث لأشخاص لم يحصلوا على اللقاح، ولا تزال اللقاحات فعالة للغاية في الحماية من الإصابة بأعراض المرض الخطيرة، والاحتجاز بالمستشفى، والوفاة، وحتى من تحوُّر أوميكرون.
3. توجد علاجات جديدة في متناول أيدينا، فقد أوصت منظمة الصحة العالمية مؤخرًا بعلاجين جديدين لمرض كورونا.
4. يُعتبر العاملون في مجال الرعاية الصحية العمود الفقري للاستجابة، فلا بد من احترامهم، وحمايتهم، وتزويدهم بالأدوات والمعلومات اللازمة للقيام بعملهم بأكبر قدر مُمكن من الكفاءة، ودون المخاطرة بسلامتهم الشخصية دون مبرر.
5. المجتمعات والأفراد هم العناصر الفاعلة الرئيسية في العالم الجديد الذي نعيش فيه الآن، وتؤدي مجهوداتهم البناءة، وروحهم الإيجابية، وشعورهم بالانتماء للمجتمع دورًا حاسمًا يقودنا إلى نهاية الجائحة.
وقال إنه على الرغم من أننا الآن في بداية السنة الثالثة لجائحة كورونا، فقد أحرزنا تقدمًا في عدة مجالات رئيسية، لا سيما فيما يخص تطوير مجموعة فعالة من الأدوات، وقد أظهرت لنا هذه الجائحة أن الحكومات والمجتمعات تمتلك إمكانات هائلة للعمل على نحو جماعي وإحداث التغيير عند مواجهة تهديد مشترك. ولعل أكبر التحديات التي لا تزال تواجهنا هي المعلومات الخاطئة والمُضللة، والفتور والسأم من الجائحة، ولكننا جميعًا لنا دور في التصدي لهذه التحديات.
وأضاف: فلنستعيد العزيمة، والتصميم، والزخم الذي وحَّدنا في بداية الجائحة حتى نتمكن من دحر هذا الفيروس قبل أن تُتاح له الفرصة لمزيد من الانتشار والتحوُّر، فنستعيض عن التراخي بالعمل، وعن الحزن بالأمل"، مبينا أن اقليم شرق المتوسط شهد ارتفاعا فى الاصابات، ولكن هناك استقرارا فى الوفيات، ومتحور أوميكرون موجود فى 15 دولة من دول الإقليم.
من جانبها قالت الدكتورة رنا الحجة، مديرة إدارة البرامج، بالمكتب الإقليمي لشرق المتوسط، إن لجنة ساج وهى اللجنة الاستشارية للقاحات، قررت الأسبوع الماضى خفض سن متلقى لقاح كورونا من سن 12 لـ5 سنوات للأطفال.
وأشارت الحجة، إلى أن هيئة الأغذية والأدوية الأمريكية خفضت سن تلقى اللقاح، موضحة أن تلقيح الأطفال ليس ذى أولوية، حيث أن هناك 6 بلدان بإقليم شرق المتوسط لقحت 10% فقط من السكان، وبالتالى لم تلقح المعرضين للخطر، مضيفة أن مصر قدمت خدمات تطعيمات كورونا لمعظم السكان، وتقدم جميع الخدمات الخاصة بعلاج الفيروس.
ولفتت مديرة إدارة البرامج بالمكتب الإقليمي لشرق المتوسط، إلى أن اللقاحات الموجودة فى الوقت الحالى ثبتت فاعليتها ضد المتحورات، ولكن كل اللقاحات نقوم بمراجعتها، وبالنسبة للجرعة الثالثة المعززة فإن المنظمة أصدرت توصيات أخذ الجرعة المعززة، لأصحاب المناعة الضعيفة، موضحة أن السيدات الحوامل يعتبر اللقاح آمن وفعال لهن.
وقالت الدكتورة رنا الحجة، خلال مؤتمر صحفى، حول آخر مستجدات فيروس كورونا، واللقاحات والعلاجات: نعرف إن هناك رغبة فى التفاؤل بخصوص أعراض اوميكرون الخفيفة، ولكن من المهم أن نعرف أنه طالما هناك فيروس فلابد من أن يحدث تحور، ويمكن أن يحدث تحور أسوأ من أوميكرون، ولازلنا فى المرحلة الحادة، وهدفنا هو إنقاذ الأرواح، وطالما أن لدينا ناس غير ملقحين يمكن أن يسبب أوميكرون فى دخول المستشفيات، وحتى الوفيات".
وكشفت الدكتور شيوري كوداما، المسؤولة الطبية، برنامج الوقاية من مخاطر العدوى، بالمكتب الإقليمي لشرق المتوسط، أن هناك أدوية مضادة للفيروسات يمكن تناولها فى الحالات الحادة، والشديدة، موضحة أن بعض المضادات الحيوية لا تفيد المرضى، حيث أن الفيروسات لا يتم علاجها بالمضادات الحيوية إلا اذا كان هناك عدوى بكتيرية، ويجب الحفاظ على التباعد الاجتماعى، ومراعاة الاجراءات الاحترازية الأخرى، لتجنب العدوى، وخاصة مع وجود انتشار البرد فى فصل الشتاء.
وأضافت، أن أعراض الاصابة بأوميكرون أخف من المتحورات الأخرى، والأشخاص الذين يذهبون الى المستشفيات يعانون من أمراض أخرى مصاحبة لمن لم يحصلوا على اللقاح، لافتة إلى أن الاصابة بالأنفلونزا، وكورونا يمكن أن يحدثا معا، وعند الإصابة بالفيروسين معا يكون المرض أكثر شدة.
من جانبها، قالت إليزابيث هوف، ممثل منظمة الصحة العالمية فى ليبيا، أن أعداد الإصابات في ليبيا وصلت إلى 1000 حالة فى اليوم، وليبيا لم تصل إلى معدل التلقيح المطلوب، موضحة أن ليبيا قادرة على التعامل مع المتحور، وتمكنت من التعامل مع أوميكرون، والقدرة على الاختبار جيدة ولكنها ليست جيدة فى بعض الأماكن.