الجنة تحت أقدام الأمهات.. سيدة تتبرع بكليتها لإنقاذ حياة طفلتها.."مى" أصرت على مغادرة المستشفى مع ابنتها.. جامعة الزقازيق تجرى العملية بالمجان.. ورئيس قسم المسالك البولية: العملية نجحت وحالة الأم والا

الأم مهما قلنا عنها وتحدثنا بشأنها فلن نوفيها حقها على الاطلاق، يكفي أن نعرف أن الجنة تحت أقدام الأمهات، الأم هي الإنسانة الوحيدة فى حياتك التى تمنحك كل ما تملك أن تعطيه من وقت وجهد ومال واهتمام وعناية بلا أى مقابل على الاطلاق، وهي تفعل هذا الأمر بمنتهى الحب والعشق والقناع، مهما فعلت لأجل أمك ومهما حاولت أن تنال رضاها عنك فلن تستطيع أن ترد ولو مقدار ذرة واحدة مما قدمته لك" داخل قسم المسالك البولية بمستشفيات جامعة الزقازيق، ترقد سيدة خمسينية بعد تماثلها للشفاء ونجاح عملية زراعة الكلى تبرعت بها لابنتها الصغرى وأصرت على عدم مغادرة المستشفى، بالرغم من قرار الفريق الطبي بتحسن حالتها لكنها أصرت على البقاء لكي تخرج هى ونجلتها سويا. السيدة" مي حسين" 45 عاما مقيمة مركز منيا القمح بمحافظة الشرقية، تبرعت منذ 10 أيام لطفلتها "هنا" 15 عاما بالكلى اليسرى، وسردت الأم لـ" انفراد" كواليس رحلتها مع ابنتها قائلة:"هنا" كانت طبيعية جدا وفى شهر مارس الماضي شعرت بآلام فى البطن وتم عرضها على طبيب تخصص كلى وشخص الحالة بالفشل الكلوي المزمن، وبدأنا فى رحلة الغسيل الكلوي لمدة 7 أشهر، 3 مرات أسبوعيا مدة الجلسة ثلاثة ساعات وكان قلبى ينزع من ضلوعى عند مشاهدتها تتألم فقررت التبرع لها لكى ترتاح"، موضحة أن الفريق الطبى سمح لها بمغادرة المستشفى منذ 4 أيام لتحسن حالتها وبقاء نجلتها تحت الملاحظة، لكنها أصرت على عدم مغادرة المستشفى إلا ونجلتها برفقتها. وتحدث الدكتور لطفى بندارى، رئيس قسم المسالك البولية، لـ"انفراد"، عن نجاح العملية، قائلاً: إن المريضة طفلة تبلغ من العمر 15 سنة، كانت تعاني من فشل كلوى مزمن وتحتاج إلى زراعة كلى ووصلت معها والدتها من منيا القمح بمحافظة الشرقية، للتربع لها بكليتها، وهي الحالة الثالثة خلال هذا العام لزراعات الكلى بالتعاون مع أطباء جامعة المنصورة، وتم نجاح العملية والأم ونجلتها بصحة جيدة، ومن المقرر خروجهما غدا. فيما قال الدكتور مصطفى كامل بقسم المسالك البولية، إن الطفلة تعاني من فشل كلوى مزمن منذ سبعة أشهر، وتتعرض لعملية الغسيل الكلوي بالقسم على مدار ثلاثة مرات أسبوعيا بشكل مستمر، وقررت والدتها أن تخفف عنها هذا الألم فقررت التبرع لها وتم إجراء كافة الفحوصات والتقارير الطبيبة للحالتين وتمت العملية بنجاح منذ 10 أيام واستمرت الأم ونجلتها بغرفة العمليات لمدة 3 ساعات والحالتين فى صحة جيدة. وفى سياق متصل افتتح الدكتور عثمان شعلان، رئيس جامعة الزقازيق، وحدة عناية زرع الكلى الجديدة بمستشفى الجراحة بمستشفيات جامعة الزقازيق؛ الذي استقبل الحالة الثالثة لزرع الكلى، موضحا أن الزراعة تمت بنجاح وأنه اطمأن على الحالة الصحية للمريضة ووالدتها المتبرعة، موضحا أن نجاح برنامج زراعة الأعضاء نتاج التعاون المثمر بين الأقسام المختلفة لتكوين فريق لزراعة الأعضاء، وكذلك الدور الفعال لفريق زراعة الأعضاء بجامعة المنصورة، بعد بروتوكول التعاون مع جامعة المنصورة في برنامج زراعة الأعضاء. من جانبه، أوضح الدكتور يحيى زكريا، مدير برنامج زراعة الأعضاء بمستشفيات جامعة الزقازيق، أن برنامج زراعة الكبد بمصر ومستشفيات جامعة الزقازيق من المتبرعين الأحياء يُعد من أصعب البرامج التي تتطلب تقنيات خاصة وفرق عمل خاصة، منوهًا بأن هناك دول قليلة على مستوى العالم فقط هي من تنفذ هذا البرنامج، ومنها مصر. وأفاد الدكتور عبد السلام عيد، عميد كلية الطب البشري بجامعة الزقازيق، بأن الدولة تتحمل كافة تكاليف زراعة الأعضاء للمواطنين سواء كانوا خاضعين لمظلة التأمين الصحي أو العلاج على نفقة الدولة. وأشار الدكتور وليد ندا، المدير التنفيذي لمستشفيات جامعة الزقازيق، إلى أن مستشفيات جامعة الزقازيق ماضية قدمًا فى برنامج زراعة الأعضاء لرفع المعاناة عن كاهل المرضى وطول فترات الانتظار، قبل أن يشير إلى أنه جاري تحضير أربع حالات أخرى لزراعة الأعضاء خلال شهر فبراير المقبل.