عاد الفراعنة وعادت سيمفونية الإبداع، فاز المنتخب الوطنى على المغرب وضرب موعدًا مع المستضيف، ليؤكد أنه منتخب البطولات المجمعة، والعارف بأسرار بطولة الأمم الأفريقية التي يمتلك كل أرقامها القياسية.
وقدم منتخب مصر شوطًا هجوميًا من الطراز الفريد فى الشوط الأول أمام المغرب، وكان الأكثر سيطرة واستحواذًا ومحاولات، لكنه خرج متأخرًا فى النتيجة نتيجة خطأ من أيمن أشرف منح أشرف حكيمي ضربة جزاء تصدى لها سفيان بوفال وترجمها لهدف التقدم.
ومالت الأفضلية للفراعنة أمام الأسود الذين اعتمدوا على الهجمات المرتدة وسرعات ماسينا وحكيمي فى الانطلاقات، بجانب وجود أمرابط بين رباعى الدفاع وثلاثي الوسط ليحرم المصريين من السيطرة على وسط الملعب، لكن عاب الفراعنة سرعة الهجمة في الثلث الخير للمغرب.
في الشوط الثاني أجرى كيروش تبديلاً اضطراريًا بخروج حجازي للإصابة ونزول ترزيجيه، وعودة أيمن أشرف لقلب الدفاع، لم يندفع البرتغالي كارلوس كيروش خلف رغباته الهجومية فى مواجهة المنتخب المغربي، بعدما راهن على خطة دفاعية مؤلفة من كوكتيل من الشباب والخبرة لمواجهة أسود الأطلسي في المباراة التي تجمع المنتخبين حاليا في ربع النهائي على ملعب أحمدو أهيدجو بعد قليل.
كيروش لعب بطريقته المعتادة 4 - 3 - 3، وحمل أبو جبل آمال المنتخب الوطني وجماهيره فى غياب الشناوى للإصابة، بينما لعب فى الدفاع فتوح وحجازي وعبد المنعم وعمر كمال، وفي وسط الملعب محمد النني، عمرو السولية وأيمن أشرف، وفي الهجوم الثلاثي عمر مرموش ومحمد صلاح ومصطفى محمد.
وشهد تشكيل الفراعنة لمواجهة المغرب تغييرين على التشكيل الذي خاض به لقاء كوت ديفوار بعد التحسن الكبير في الأداء، مع تواجد أبو جبل بدلاً من الشناوي وأيمن أشرف بدلا من حمدي فتحي المصاب في وسط الملعب.
وراهن كيروش على الحالة البدنية والفنية المتصاعدة للمدافع محمد عبد المنعم، ما يحرم محمود الونش من العودة لمكانه الطبيعي في قلب الدفاع بجوار حجازي، بعدما تماثل للشفاء من الإصابة التي تعرض لها في دور المجموعات.
وجاء اختيار أيمن أشرف للقيام بأدوار مزدوجة في وسط الملعب والدفاع، خاصة في المساندة الدفاعية مع أحمد فتوح على أشرف حكيمي نجم أسود الأطلس والظهير الأيمن الذى نجح في تسجيل هدفين مع منتخب بلاده هذا الموسم.
وتتحول طريقة اللعب إلى 3 – 4 – 3 في الحالة الهجومية بعودة أيمن أشرف بجوار حجازي وعبد المنعم كمدافع ثالث، بينما يحصل الظهيرين فتوح وعمر كمال على مهام هجومية أكثر مع لاعبي الوسط النني والسولية، ليلعب المنتخب بجناحين على الجبهة اليمنى هما عمر كمال ومحمد صلاح وجناحين على الجبهة اليسرى بوجود فتوح ومرموش.
وحاول كيروش الحد من خطورة أسلحة البوسني وحيد خاليلوزيتش المدير الفني لأسود الأطلس، والذي يراهن في حراسة المرمى على المتألق ياسين بونو حارس أشبيلية الإسباني، فيما يعتمد على رباعي الدفاع، أشرف حكيمي، ونايف أكرد، ورومان سايس، وآدم ماسينا.
في الشوط الثاني تحمل وسط الملعب للمنتخب الوطني عبء تحمل لاعبو الوسط والهجوم في منتخب الأسود، حيث لعب المنتخب على حرمان أي منافس من السيطرة على الكرة في الوسط وذلك في تواجد الرباعي عمران لوزا، وسليم أملاح، وسفيان أمرابط، والمتألق سفيان بوفال.
رفاق حجازي في الخط الخلفى كانت مهمتهم في الشوط الثاني هي إغلاق المساحات والرقابة اللصيقة على هجوم المغرب المميز، بتواجد الثنائي يوسف النصيري، ومنير الحدادي.
ونجح كيروش ولاعبو المنتخب في إيقاف أهم ما يميز المنتخب المغربي وهو القوة الهجومية للظهيرين أدم ماسينا لاعب واتفورد وأشرف حكيمي لاعب باريس سان جيرمان، والذي تمكن من تسجيل هدفين في غاية الجمال بالبطولة حتى الآن، لذلك كان الرهان على أيمن أشرف كلاعب وسط ثالث لهذه الأسباب.
تحسن منتخب مصر بعدما بدأ مشواره ببطء بعد الخسارة من نيجيريا بهدف دون رد، تمكن بعدها من عبور دور المجموعات بعد الفوز على غينيا والسودان بهدف نظيف في المباراتين، أما في دور الستة عشر، ظهر مدى التطور على منتخب مصر خلال مواجهة ساحل العاج، وتمكن "الفراعنة" من الفوز بنتيجة 5-4 في ركلات الترجيح.
على العكس تمامًا، بدأ منتخب المغرب البطولة بقوة، وحقق الفوز على غانا بهدف نظيف في الجولة الأولى، ثم على جزر القمر بهدفين دون رد، قبل أن يتعادل مع الجابون في الجولة الختامية لدور المجموعات بنتيجة 2-2، وفي دور الستة عشر، نجح "أسود الأطلس" من تخطي عقبة مالاوي بهدفين لهدف.