قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إنه فى الوقت الذى يسود الولايات المتحدة نقاشا حول دور الإسلام، فإن الضباط المسلمين فى وكالة الاستخبارات المركزية "سى أى إيه" CIA يحاربون الإرهاب.
وأشارت الصحيفة إلى أن نائب مدير السى أى إيه قام بعد حادث إطلاق النار فى مدينة سان برنادينو بولاية كاليفورنيا فى ديسمبر الماضى، بتكوين مجموعة من الموظفين المسلمين بالوكالة للحديث عن الإسلاموفوبيا.
وقد أظهر الحادث مدة قابلية الولايات المتحدة لحدوث هجمات إرهابية فيها بإلهام من تنظيم داعش، وهو ما أثار نقاشا حاميا حول دور المسلمين فى البلاد، لاسيما مع دعوة المرشح الجمهورى دونالد ترامب لمنع دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة، وهى الدعوة التى رفضها كثير من الأمريكيين لكنها لاقت صدى لدى البعض. وكان نائب مدير السى أى إيه ديفيد كوهين، والذى يعد الرجل الثانى فى الوكالة حريص فى هذا الاجتماع على التأكيد على رسالة بسيطرة، كما قال المجتمعون معه، وهى عدم التسامح مع أى محاولات لتهميش الموظفين المسلمين.
وأكدت الصحيفة أن دعم قيادات السى أى إيه للموظفين المسلمين بالوكالة كان هاما، لأنهم يرون وجودهم مهمة أساسية، فوجود قوى عمل مرتبطة بجزاء كثير من العالم يعمل بها السى أى إيه، يمكن الوكالة، كما يقول مسئولوها، من فهم تفكير الخصوم فى الخارج.
وتذهب الصحيفة إلى القول بأن النقاش حول التنوع الدينى فى أمريكا قد زاد بعد هجوم أورلاندو الأسبوع الامضى الذى نفذه أحد أنصار تنظيم داعش.
وفى محاولة لزيادة الوعى بالمسلمين الذين يشاركون فى عمل حساس يتعلق بالأمن القومى، سمحت الوكالة لحوالى عشرة من الموظفين بالحديث إلى واشنطن بوست بشرط عدم الكشف عن هويتهم التزاما بقيود الوكالة.
ورأت الصحيفة أن القرار غير المعتاد بتقديم الموظفين الحاليين، الذين من بينهم عدد من الضباط السريين، للإعلام يعكس الضغوط التى تواجهها الوكالة لتثبت أنها أصبحت أكثر تنوعا. وكانت دراسة كلفت بها الوكالة عام 2015 قد وحدات أن الأقليات العرقية والدينية التى تمثل 23.9 من قوة العمل فى السى أى إيه، غير ممثلين فى المناصب العليا، وأن التنوع لا يمثل أولوية للمسئولين التنفيذيين فى الوكالة.
ولم تتحدث الدراسة بشكل خاص عن المسلمين. وفى حين تقول الوكالة إنها لا تحتفظ بإحصائيات على أساس الدين، فإن المسئولين يعترفون بأن المسلمين يمثلون نسبة ضئيلة من قوة العمل.
وأغلب الموظفين الذين تحدثت إليهم الصحيفة قالوا إن دينهم لم يكن عائقا أمام مهنتهم، وأشاروا إلى أن الوكالة، وضباطها الذين يسافرون كثبرا، ربما أصبحوا أكثر ترحيبا من معظم أماكن العمل الأخرى.
وأكدت الصحيفة أن الكثير من المسلمين فى الوكالة أمريكيين محايدين، يقولون إنهم يشعرون بالفخر لأن الحكومة الأمريكية وثقت بهم وأطلعتهم على أسرارها، حتى وإن كان البعض منهم قد حصل على الجنسية الأمريكية قبل وقت قليل من التحاقه بالسى أى إيه.
ومن بين هؤلاء، ضابطة مسلمة مولودة فى جنوب آسيا جاءت للولايات المتحدة للتخرج من الجامعة والتحقت بعدها بفترة قصيرة بالوكالة. وتم توظيفها كمحللة، وأصبحت فيما بعد ضابطة عمليات والآن تتولى منصبا رفيها فى مركز مكافحة الإرهاب بالوكالة، وتقود وحدة تتعقب جماعة مسلحة فى الشرق الأوسط.
وتقول الضابطة إنها كانت فى مركز مكافحة الإرهاب منذ هجمات سبتمبر. وبعد هجمات سبتمبر، كتبت أول تقرير استخباراتى هام لها تم تقديمه لصناع القرار عن باكستان.
وفى عملها ضابطة فى الخارج، قالت إن جذورها ودينها ساعداها على تكوين صلات بالأصول المحتملة. ففكرة أن الولايات المتحدة أسندت هذا العمل الحساس لشخص يشاركهم خلفياتهم ربما يؤثر فيهم ويدفعهم للتعاون.