"نفق المياه العجيب" فى سوهاج.. حفره المصريون بأيديهم فى عهد الملك فؤاد الأول.. عمره 94 سنة وطوله 1200 متر وارتفاعه 10 أمتار.. حفر فى عمق الجبل لرى 115 ألف فدان فى 4 سنوات فقط.. صور وفيديو

عجبية من العجائب تلك التى نفذها أبناء محافظة سوهاج بأيديهم، وخاصة أهالى قرية الأحايوة شرق بمدينة أخميم فى عهد الملك فؤاد الأول ملك مصر، واستمر العمل بها منذ عام 1928 وانتهى فى عام 1932. الحفر كان لم يكن فى الأرض الطينية ولا فى الرمال، ولكن كان فى عمق الجبل لإنشاء نفق الأحايوة شرق بطول 1200 متر تقريبا، لرى أكثر من 115 ألف فدان كانت محرومة من مياه الرى خلف الجبل. بداية الأمر عندما فكرت وزارة الأشغال فى إنشاء قناطر نجع حمادى لرى مساحات كبيرة من أراضى الوجه القبلى المحرومة من وسائل الرى المنتظمة، إلا أن إنشاء القناطر وحدها لم يكن كافيا، لذلك قررت وزارة الأشغال حفر ترعتين تستمدان الماء من هذه القناطر أحدهما تمتد غرب النيل "الترعة الفؤادية"، والأخرى تمتد شرق النيل "الترعة الفاروقية". وعند حفر الترعة الفاروقية واجه العاملون صعوبات جمة، إذ اعترضهم طبقة من الصخر طولها حوالى ثلاثة كيلو مترات، وما كادوا يتغلبون على المشكلة حتى أعترضهم "جبل الأحايوة" وكان اعتراض الجبل طريق الترعة يحول دون الانتفاع بها نهائيا لأن الأراضى المراد زراعتها تقع خلف هذا الجبل. فى ذلك الوقت ظهرت عدة أراء للتغلب على تلك المشكلة إلى أن استقر الرأى على أن يتم شق نفق فى الجبل نفسه ، يكون منفذا بين طرفى الترعة الفاروقية، وعهد ذلك العمل إلى شركة ألمانية وتم البدء بحفر الجزء المكشوف بجانبى الجبل إلى منسوب القاع، ثم شرعت بشق فتحتين فى الجبل من الجهتين، واستمر النقر فى كلتا الجهتين إلى أن التقت الفتحتان ثم أجريت عملية توسيع للفتحتين. "انفراد" أجرى بثا مباشرا من داخل النفق، حيث لم يسبق لأحد دخوله والتصوير فيه منذ حوالى 94 سنة، حيث أن المعتاد أن الصور التى يتم أخذها للنفق من أمام الفتحة الجنوبية له أو للجدارية التى تحمل اسم الملك فؤاد الأول الذى تم إنشاء وافتتاح النفق فى عهده. النفق له مدخل من الناحية الجنوبية ومخرج من الناحية الشمالية بطول 1200 متر تقريبا ، وتم تغطية الفتحات بالحجر العيساوى وهو من أقوى الصخور الموجودة بالمنطقة، وتم وضع جدارية تحمل اسم الملك فؤاد الأول من الناحية الغربية من المدخل الجنوبى للنفق. والنفق الذى تم حفره فى الجبل بلغ طوله فعليا 940 مترا ، وعرضه من الأسفل 8.60 سم، من الأعلى 10 أمتار وارتفاعه بالمحور 6.60 سم، وبلغت التكلفة فى ذلك الوقت ربع مليون جنيه. ومن أهم المفارقات أن الشركة الألمانية المشرفة على الأعمال أعلنت إرتياحها وثنائها على موظفى الشركة والموظفين المصريين الذين أشرفوا على العمل، الأمر الذى رفع اسم مصر عاليا فخرا بمهندسيها المصريين. وعينت وزارة الأشغال فى أول الأمر مهندسا إنجليزيا مقيما لمراقبة العمل فى النفق ، وفى إجازته حل مكانه المهندس المصرى فريد أفندى سيف، فقام بالعمل على أكمل وجه، وعندها قامت وزارة الأشغال بالإبقاء عليه تقديرا لكفاءته، حيث عمل على إحلال المصريين محل العمالة الأجنبية فى النواحى الفنية التى برع فيها المصريين. ماذا بداخل النفق ؟ سؤال يتردد لدى كثيرين، حيث أنه لم يسبق لأحد دخوله منذ سنوات طويلة جدا، فالنفق من الداخل يكسوسقفه خيوط العنكبوت، وعلى جوانب النفق توجد كميات كبيرة من الطحالب التى تجمع عليها عدد هائل من الطيور، ليس هذا فقط بل أن النفق يحوى كميات من الأسماك وخاصة أسماك الزمار وأسماك البلطى ، وكذلك حيوان الورن بأحجام كبيرة وهو حيوان مائى غير مفترس يشبه التمساح، والنفق يعد تحفة معمارية غير عادية تدل على عظمة وصلابة الشعب المصرى فى تحدى الصعاب وتنفيذ أشياء تكاد تكون للبعض أنها مستحيلة. النفق طوال العام مملوء بالمياه ولا تنحسر المياه إلا فى وقت السدة الشتوية من كل عام، وينخفض فيها منسوب المياه بشكل غير كبير يصل حتى القاع، وهذا الأمر يسهل عملية الصيد من ناحية وعملية الدخول من ناحية أخرى. وفى النفق يوجد 3 صيادين يقيمون بشكل دائم فى هذا المكان، لصيد الأسماك وهم أكثر الأشخاص الذين يعلمون الكثير عن النفق وأسراره وتاريخه وما يحتويه، وذلك لكثرة الدخول والخروج والإقامة به.
















الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;