"الصاحب الجدع رزق".. يمكن لهذه العبارة أن تعبر بشكل واضح عن حملة التبرع بالدم التى أطلقها شباب بمدينة الدلنجات بالبحيرة، لإنقاذ أحد أصدقائهم المصاب بمرض سرطان الدم.
وأثارت هذه المبادرة الإنسانية موجة من التضامن الواسع بين أرجاء المحافظة وتفاعل معها الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعى، و ثمنوا موقف الشباب الواعى من أجل إنقاذ حياة صديقهم المريض.
"انفراد" اقترب من هذا المشهد لرصد تفاصيل مبادرة التبرع بالدم بمركز الدلنجات بالبحيرة ، والتى أثارت موجة كبيرة من التضامن بكافة أرجاء المحافظة، حيث توافد عدد كبير من الأهالى على سيارة التبرع بالدم التابعة لوزارة الصحة التى تمركزت بوسط المدينة ، وذلك عقب إطلاق الحملة على منصات التواصل الاجتماعى والتى تفاعل معها روادها بشكل لافت.
من جانبه أكد أحمد نبيل أحد منظمى الحملة، أن الحملة رسالة محبة وتضامن مع "محمود ربيع" أحد الأصدقاء، والذى أصيب فى ريعان شبابه بمرض سرطان الدم ، مبينا أن إطلاق اسم ربيع على الحملة مجرد رمز ملهم للتضامن وتحفيز الشباب للقيام بأعمال الخير، مضيفا أنه تم إطلاق الحملة على مواقع التواصل الاجتماعى ولاقت تفاعلا كبيرا من الأهالى الذين توافدوا منذ الصباح الباكر للتبرع بالدم.
وأوضح نبيل أن هذه المبادرات الإنسانية لن تتوقف عند حملة التبرع بالدم، بل هناك حملات أخرى جارى تنظيمها ،ومنها حملة "شتا ودفا" التى تستهدف توزيع بطاطين على الأسر الفقيرة والأكثر احتياجا.
فيما أعرب محمد ربيع شقيق الشباب المريض عن شكره العميق لكل أهالى مركز الدلنجات الذين تفاعلوا مع الحملة دون معرفة مسبقه بشقيقة، مضيفا أن الحملة مجرد خطوة لأعمال الخير فى كل المجالات الاجتماعية.
وقال إن حملة التبرع بالدم استطاعت أن تجمع حوالى 250 كيس دم خلال ساعات معدودة ووصل الأمر أن عدد من الشباب افترشوا الأرض انتظارا لدورهم فى التبرع بالدم.
وأوضح ربيع أن الحملة ضمت عددا كبيرا من الأهالى المتطوعين الذين ساهموا بجهدهم ودمائهم من أجل انقاذ المرضى وعلى رأسهم أصدقاء محمود ربيع الذين افترشوا الأرض وانتظروا بالساعات للتبرع.
وطالب أحمد سلام، أحد المنظمين لحملة التبرع بالدم كافة الشباب بإطلاق المبادرات الإنسانية باختلاف أنواعها للمساهمة فى إنقاذ المرضى وجبر خواطر الناس لوجه الله تعالى، مضيفا أن أكياس الدم التى تم جمعها متاحة لجميع المرضى وليس لصالح محمود ربيع فقط، ويمكن لأى مريض محتاج للدم التواصل مع منظمى الحملة للحصول على إيصالات أو "شيكات" التبرع بشكل فورى.
يذكر أن شباب مدينة الدلنجات قد قاموا منذ عدة أشهر بحملة تبرع بالدم للشاب محمود ربيع واستطاعوا تجميع نحو 500 كيس دم إستفاد منها عدد من المرضى.
وعبر منظمو الحملة عن دعوتهم التطوعية بكلمات عفوية مؤثرة لاقت استجابة واسعة من الأهالى، قالوا فيها "طول عمرنا فى الشدة مع بعض.. نختلف أحيانًا ونزعل أحيانًا وساعات بنخاصم بعض.. لكن دايما فى الشدة بنكون مع بعض وبننسى خلافاتنا ودى ميزة أهل الدلنجات".