مأساة حقيقية شهدتها قرية ميت جراح التابعة لمركز المنصورة بمحافظة الدقهلية، بعد أن أصيب ثلاثة من أسرة واحدة، بمرض ضمور العضلات.
واضطر الزوج أن يترك عمله فى سبيل خدمة زوجته وشقيقتها وشقيقته، بعد أن أصابهم المرض جميعا ، فى أوقات زمنية متقاربة؛ ليعتنى بهن ويساعدهن ويخفف عنهن آلامهن ومعاناتهن بعد إصابتهن بضمور العضلات.
وقال الزوج أبو المعاطى: إن "الضمور العضلى وحش كاسر ينهش فى عائلتى"، فأسرتى تحطمت صحيا ونفسيا ومعنويا، بعد أن أصيبت شقيقتى وزوجتى وشقيقتها بمرض ضمور العضلات منذ أن كن فى العشرين من عمرهن، حيث بدأت رحلة المرض مع شقيقتى الكبرى، فأصيبت بالشلل الرباعى الذى أثر مع مرور الوقت على جميع عظام وعضلات جسمها، وجعلها غير قادرة على الحركة تماما، مشيرا إلى أنها قامت بحلق شعرها تماما لعدم قدرتها على تمشيطه؛ حتى لا تطلب المساعدة من أحد.
وأضاف أن زوجته أصيبت هى الأخرى بمرض ضمور العضلات بعد زواجهما وإنجابها طفلهما الثاني، حيث بدت تظهر عليها معالم المرض، كعدم قدرتها على حمل طفلها الرضيع، وسقوطها أكثر من مرة أثناء صعودها الدرج، وعدم ثبات واتزان جسمها أثناء الحركة، مشيرا إلى أنها مع مرور الوقت أصبحت غير قادرة على التحكم فى حركاتها وتفقد نسيجها العضلى الذى سبب لها العجز التام، وبعد فترة ظهرت أعراض المرض على شقيقة زوجته "ابنة خالته"، وأصبحت تعانى هى الأخرى من ضمور العضلات، والذى تسبب فى عجزها تماما عن الحركة وجعلها غير قادرة على النطق والسمع.
وأشار إلى أن ما تعانى منه أسرته، ليس مرضا وراثيا، بل طفرة جينية أثرت على الثلاث فتيات فقط، موضحا أن لا أحد من أجدادهم أو آبائهم أو خالاتهم يعانى من مرض ضمور العضلات، والثلاث فتيات أصيبن بالمرض فى نفس العمر والتوقيت، موضحا أن الثلاثة عانين من تبعيات المرض على مراحل تسببت فى تآكل عظامهن وعضلاتهن مع مرور الوقت، حتى أصبحن عاجزات تماما عن الحركة ويحتجن لمن يساعدهن، فتركت عملى فى مجال النجارة، وتفرغت لخدمة زوجتى وشقيقتى وابنة خالتى، بعدما ضاق بهن الحال، وزادت آلامهن وأوجاعهن، وأصبحن غير قادرات على الحركة بمفردهن.
وأوضح أن الأعباء تزيد عليه بشكل كبير خلال تلك الفترة، فالمرض يزداد ، ومتطلبات الخدمة أكثر والأولاد يحتاجون أيضا خدمة ورعاية.
وقال: أنتظر وفاتهن فى أى وقت لأن المرض يسرى فى أجسادهن، وبمجرد أن يصل إلى عضلة القلب تتوقف عن العمل وتموت على الفور، وعلى الرغم من ارتفاع سعر العلاج الذى أشتريه، إلا أنه لم يشكل أى تقدم فى الحالة، ولكنها جميعا مسكنات لكى يستطعن النوم فقط.
فيما أشارت الزوجة المصابه إلى أنها تشعر بتعب زوجها وتتمنى أن تستطيع مساعدته، وتخفيف الحمل، لأنه يقوم بمجهود شاق لن أستطيع شكره عليه، فيما أشارت إلى أن شقيقته من الصم والبكم وتحتاج أيضا إلى خدمة مضاعفة، فنحن لا نستطيع أن نرتدى قطعة واحدة من الملابس بمفردنا.