ضربة جديدة تعرضت لها شركة ميتا، المالكة لموقع التواصل الاجتماعى الأشهر فيس بوك، حيث كشف تقرير الأرباح ربع السنوى لها، الذى تم الكشف عنه مساء أمس الأربعاء، عن إحصائية مذهلة، وهى أن نمو الشركة حول العالم يواجه ركودا لأول مرة منذ تأسيسها.
وحسبما ذكرت صحيفة واشنطن بوست، فإن فيس بوك خسر مستخدمين يوميين لأول مرة فى تاريخه الممتد منذ 18 عاما، وتراجع بنحو نصف مليون مستخدم فى الأشهر الثلاث الأخيرة من عام 2021، ليصل إلى 1.93 مليون شخص يدخلون إلى الموقع يوميا.
وكانت الخسارة أكبر فى أفريقيا وأمريكا اللاتينية، بما يشير إلى أن منتج الشركة مشبع عالميا، وأن سعيها الطويل لإضافة أكبر عدد من المستخدمين قد وصل إلى ذروته.
وتراجعت أسهم فيس بوك أكثر من 20% فى الساعات التى تلت الإعلان عن هذه الأنباء، وهوت لتصل إلى 249 للسهم، وتهدد بخصم نحو 200 مليار دولار من القيمة التسويقية لشركة ميتا. وتواجه الشركة تحديات على جهات عدة، فى الوقت الذى يزدهر منافسها تيك توك، ويجرى المنظمون الفيدراليون الأمريكيون والدوليون تدقيقا فى ممارساتها التجارية، كل هذا فى الوقت الذى بدأت فيها تحولها للتركيز على الميتافيرس.
وحذرت "واشنطن بوست" من أن هذا التطور يمكن أن يؤدى أيضا إلى تراجعها فى قائمة الشركات الأعلى قيمة فى العالم.
وتعد هذه ضربة مذهلة للشركة التى طالما عرفت بهوسها المستمر بالنمو والارتفاع السريع لشبكة التواصل الاجتماعى التى بدأت من إحدى غرف السكن الجامعة بجامعة هارفارد عام 2004 لتصل إلى مليار مستخدم نشط شهريا فى عام 2012، ثم مليارى مستخدم بعد ذلك بخمس سنوات فقط، كان مدفوعا بمهمة لربط العالم، بما فى ذلك جعل عدد أكبر من الأشخاص متواجدين على شبكة الإنترنت فى الدول النامية بحيث يمكنهم الدخول إلى فيس بوك أيضا.
لكن الطموحات الجديدة للشركة تواجه تباطؤ، على الأقل بمقياس واحد، فقد أظهرت فيس بوك، ولأول مرة، مقدار خسارة المال فى استثماراتها فى الواقع الافتراضى والمعزز، وهى مجموعة المنتجات التى تطلق عليها الشركة اسم الميتافيرس.
وخسرت مختبرات الواقع التابعة لفيس بوك، وهى قسم الأجهزة بالشركة، نحو 3.3 مليار دولار فى الربع الأخير، على الرغم من تحقيق إيرادات بقيمة 877 مليون دولار.
لكن حتى هذا جزء بسيط من إجمالى عائدات فيس بوك، 33.67 مليار دولار الربع الأخير، وهذا الرقم مستمد بشكل أساسى من الإعلانات المستهدفة على منصتها الأساسية للتواصل الاجتماعى.
وقامت الشركة باستثمارات كبيرة نحو تطلعها لتصبح عملاقة فى مجال الأجهزة، بما فى ذلك توظيف 10 آلاف شخص وإعادة تسمية نفسها بميتا، إلا أن التحول لا يزال فى مراحله الأولى.
وقال مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذى للشركة، إن العام الماضى كان يتعلق بوضع أساس لما نحن متجهين إليه، وهذا العام سيتعلق بالتنفيذ.
ويأمل المسئولون التنفيذيون أن تستطيع الشركة إعادة تقديم نفسها بتركيز أكبر على الأجهزة، وأن القيام بذلك سيكون إلهاء عن المشكلات السياسية للشركة. حيث كشفت عشرات الآلاف من الوثائق الداخلية للشركة التى كشف عنها موظفة سابقة بها، عن دورها فى تسريع الاستقطاب المجتمع، وأن خوارزمايتها قد ضخمت من التضليل المعلوماتى وساعدت الجماعات العنيفة فى التنظيم على المنصة.
كما تخضع الشركة لتدقيق حكومى مكثف فى الولايات المتحدة، وتواجه بشكل كبير قضية مكافحة احتكار فى الولايات المتحدة، إلى جانب قوانين متوقعة فى أوروبا والتى يمكن أن تحدث تحولا فى أعمالها التجارية. وأغلقت الشركة مؤخرا مشروعها للعملة المشفرة فى ظل معارضة سياسية قوية.