عاد تنظيم داعش إلى سطح الأحداث فى سوريا والعراق، بعد فترة من الاختفاء، فقد ظهرت أشباح داعش فى سوريا والعراق مع الهجوم على سجن الحسكة، وتنفيذه هجمات فى العراق، مع تحذيرات دولية من عودة التنظيم إلى ليبيا، وقد أعلنت مصر، أكثر من مرة، أن مواجهة الإرهاب تتطلب تحالفا دوليا، وإيقاف الجهات والدول والأجهزة التى تمول تنظيم داعش، وتوفر لمقاتليه، والمرتزقة ملاذات آمنة.
فقد كان الهجوم الذى شنه داعش فى 20 يناير الماضى، هو الأكبر منذ إعلان سقوط التنظيم وهزيمته، حيث تم إعلان هروب مئات السجناء قبل إعلان «قوات سوريا الديمقراطية» السيطرة على الوضع، واستسلام عشرات من داعش، ومقتل 120 داعشيا، و45 من قوات سوريا الديموقراطية، وتزامن هذا مع عمليات للتنظيم فى العراق، أكثر من هجوم على نقاط أمنية، فضلا عن تحذيرات من خلايا نائمة.
ولهذا، طالب مستشار الأمن القومى العراقى، قاسم الأعرجى، بضرورة أن تحاكم الدول رعاياها من عناصر تنظيم «داعش»، وعددهم فى سجون «قسد» شمال شرق سوريا، أكثر من 10 آلاف إرهابى من 50 دولة.
وفى الوقت نفسه، حذرت ستيفانى ويليامز، مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة بشأن ليبيا، من عودة ظهور تنظيم داعش فى جنوب البلاد، معتبرة أن خطر التنظيم أصبح شديدا على البلاد فى حال العودة للانقسام والحرب، خاصة بعد العملية الإرهابية الأخيرة، وأعربت عن قلقها الشديد من شبح رفع العلم الأسود فى الجنوب، وحثت فى مقابلة مع صحيفة «الجارديان» السياسيين الليبيين على عدم التلهى بالخلافات على المراكز والمناصب، والتركيز على مسألة إجراء الانتخابات فى يونيو المقبل، وهناك تحليلات مختلفة بأن تحركات داعش فى غرب أفريقيا أيضا تتواصل، وهو ما يتطلب مواجهة إقليمية، بل ودولية، تمنع من إعادة توظيفه فى حروب بالوكالة، وأيضا فإن هناك جهات فى ليبيا ربما لا تريد إتمام الانتخابيات، أو المسارات السياسية، ما يجعلها تدعم داعش والمرتزقة والأجانب لاستمرار فوضى السنوات الماضية، وهو ما تنتبه له مصر ودول الجوار، التى تدعم المسار السياسى، لإنهاء أى دور للمرتزقة.
يأتى هذا فى الوقت الذى أعلن فيه الرئيس الأمريكى، جو بايدن، أمس الخميس، مقتل زعيم تنظيم داعش إبراهيم الهاشمى القريشى، فى ضربة نفذتها قوات العمليات الخاصة الأمريكية، مساء الأربعاء فى شمال غرب سوريا، وحسب «وول ستريت جورونال» الأمريكية، فإن الضربة الجوية نفذتها طائرات أباتشى وطائرات بدون طيار، وفقا لمسؤولين أمريكيين، ويأتى هذا بعد أيام من قول مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، بسام صباغ، إن الأحداث التى شهدتها الحسكة مؤخرا تأتى فى إطار «محاولات واشنطن لإعادة تدوير تنظيم داعش وإعطاء مبرر لبقاء قواتها».
لكن هذه العملية الأمريكية لم تمنع من استمرار التوقعات بأن داعش لا يزال مستمرا، ويرى جوليان بارنز داسى، مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فى المجلس الأوروبى للعلاقات الخارجية، أنه رغم إعلان «سقوط الخلافة»، لم تتم هزيمة داعش والقضاء عليه بشكل كامل، ويقول فى تقرير لـ«دويتش فيله»: «إن داعش قادر على القيام بهجمات عبر عناصره النشطة فى سوريا والعراق»، فيما يحذر جاسم محمد، مدير المركز الأوروبى لدراسات مكافحة الإرهاب، فى حديث لـDW، من أن «داعش» سيظل قابعا فى بعض الأماكن فى الصحراء، لأنه «من الصعب عليه السيطرة على أى مدينة، وأنه يخطط لمهاجمة أهداف حكومية فى الغالب، على سبيل المثال الأهداف العسكرية أو السجون، فى محاولة لجذب التعاطف.
فهل يمكن أن تكون العملية الأمريكية لقتل زعيم تنظيم داعش إبراهيم الهاشمى، بداية مرحلة؟ أم أن التنظيم يستمر فى دوره ليظهر ويختفى حسب الحاجة؟