رحل عن عالمنا المخرج المسرحى الكبير جلال الشرقاوى متأثرا بإصابته بفيروس كورونا، وانضم لقائمة الفنانين الراحلين الذين لم يصمدوا أمام هذا الفيروس مثل دلال عبد العزيز وسمير غانم وأحمد خليل وغيرهم.
وفى آخر حوار للمخرج جلال الشرقاوى مع "انفراد" قال عددا من التصريحات حول بعض الأسئلة أبرزها:
- هل كل مسرحياتك يجب أن تتطرق للسياسة؟
أول مسرحية ظهرت فى التاريخ الإغريقى كانت سياسية فلا توجد مسرحية على وجه الأرض لم تناقش المسرح السياسى، فالتحدث فى المواضيع السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية خصوصا فى وقتنا الحالى تعتبر مسرح سياسى، لأن السياسة تصب فى الاقتصاد وفى المجتمع حتى أصبح الثلاثة عنصر واحد، ومثلا فى مسرحيتى "دنيا حبيبتى" قدمت جرائم الإخوان خلال فترة حكمهم وكان هدفى توثيق جرائم الإخوان التى ارتكبوها خلال فترة حكمهم لمصر لأنهم كانوا يريدون طمس معالم الثقافة المصرية ومحو هوية مصر، لكن مصر دائما وكل فترة حينما تتدهور بها الأمور يخرج من جموعها قائد يعيد لها هويتها.
- هل المسرح دائما يعانى ؟
مهما حدث لابد أن يستمر المسرح وأن يقدم المسرحيون أعمالهم بموازاة ما يحدث فى الساحة لأن المسرح دائما هو التأريخ للواقع وأنا شخصيا فى كل أعمالى كنت أقدم ما يحدث على الساحة السياسية وأنتقد وأقدم صورة المجتمع فى المسرح، فالمغامرة لابد أن تكون دائما داخل الفنان.
- ما رؤيتك لنهضة المسرح حاليا ؟
نهضة المسرح تبدأ من بناء مسارح واهتمام الدولة بالمسرح وبنيته التحتية فى البداية، ثم تأتى الخطوة التالية وهى هيكلة منظومة مسرح الدولة بالكامل وعدم التعامل مع المسرح بمنطق الموظفين الذين يبحثون عن صرف ميزانية وإنهاء أخرى.
- كيف ترى مسرح مصر ونجومه الجدد؟
ليس لهم علاقة بالمسرح وليس لهم علاقة بمصر لأن هناك تفاهات وبذاءات موجودة ويجب محاربة هذا النوع من المسرحيات.
للمخرج جلال الشرقاوى تاريخ طويل فى الفن، خاصة فى مجال المسرح، وهو من مواليد 14 يونيو 1934، حصل على بكالوريوس العلوم من جامعة القاهرة سنة 1954، ودبلوم خاص تربية وعلم النفس من جامعة عين شمس 1955 وبكالوريوس المعهد العالى للفنون المسرحية بتقدير امتياز سنة 1958 ودبلوم إخراج من معهد (جوليان برتو) للدراما فى فرنسا سنة 1960 ودبلوم اخراج من المعهد العالى للدراسات السينمائية من فرنسا سنة 1962 قسم إخراج.
شغل خلال مشواره الفنى عدة وظائف منها مدرس التمثيل والإخراج بالمعهد العالى للفنون المسرحية أكتوبر 1962، ومدير مسرح توفيق الحكيم 1967، وأستاذ التمثيل والإخراج بالمعهد العالى للفنون المسرحية ورئيس قسم التمثيل والإخراج 1975 وعميد المعهد العالى للفنون المسرحية سنوات 1975 و 1979. وهو أستاذ متفرغ بالمعهد من سنة 2006.
من أهم مسرحياته التى أخرجها "دنيا حبيتى، دنيا أراجوزات ، كوتش ، أنا متفاءل تصور ، حودة كرامه ، أشطة وعسل، الجنزير، بحبك يا مجرم، عطية الإرهابية".