ساعات تفصلنا عن المحطة الأخيرة لكأس الأمم الأفريقية، حيث يخوض منتخبنا الوطنى المواجهة مع فريق السنغال، فى المباراة النهائية، وهى مباراة فاصلة تأتى بعد ثلاث مباريات لعب فيها فريقنا ببسالة وشغف، ونجح لاعبونا فى أن يجددوا عهدهم مع الجمهور المتعطش للفوز، فى منافسة ليست سهلة، وأمام فريق السنغال الذى يطمح فى الحصول على البطولة، ويضم عددا كبيرا من المحترفين فى نوادى العالم الكبرى، أبرزهم ساديو مانى نجم ليفربول، والذى سيواجه زميله محمد صلاح نجم النادى الإنجليزى.
ومثلما قلنا قبل مباراة الكاميرون، فإن الرهان على المنتخب ارتفع خلال المباريات الأخيرة، وبدا أن هناك نوعا من تجديد العهد بين الجمهور والمنتخب، وارتفع السقف بعد أن قدم الفريق جهدا كبيرا وصل به للنهائى، ويبقى أن يستمر هذا الجهد، وأن يتم إغلاق الثغرات التهديفية أمام المنافس، والصمود والتمسك بالشغف حتى يمكن أن يحملوا الفرح لجمهور يمنحهم سره، وقد حصل المنتخب على دفعات من الجمهور، انتظارًا للعودة بالكأس، واللقب الثامن فى تاريخ الفراعنة.
هذه المباراة، لم يسبقها حشد وشحن مثلما واجهه الفريق قبل مباراة الكاميرون، لكن فريق السنغال هو الآخر لديه طموح للفوز، مثل طموح فريقنا، وهو طموح مشروع، يدعمه الأداء الجيد لفريقنا خلال ثلاث مباريات صعبة، لعب فيها كلها وقتا إضافيا، ووصل إلى ضربات الترجيح مرتين، هناك أيضا الإصرار الذى رأيناه فى المواجهات مع كوت ديفوار والمغرب، وأخيرا الكاميرون، حيث سادت الروح الرياضية، ومنح الجمهور سره ودعمه للفريق، اختفت شارات النوادى، لترتفع راية مصر والفريق الوطنى، والذى قدم جهدا كبيرا، وصمد لاعبوه بالرغم من الإصابات والغياب للنجوم، وإن بقيت ثغرات التهديف والفرص الضائعة.
والمباراة ليست سهلة للفريقين، منتخب مصر بقيادة محمد صلاح، وعدد من اللاعبين المحترفين دوليا، يواجه منتخب السنغال الذى يضم العديد من النجوم البارزين، على رأسهم ساديو مانى، جناح ليفربول، وإدوارد ميندى، حارس مرمى تشيلسى، وفى خط الدفاع كاليدو كوليبالى، لاعب نابولى الإيطالى، وبونا سار، لاعب بايرن ميونيخ الألمانى، وشيخو كوياتى، لاعب كريستال بالاس الإنجليزى. وإدريس جاى، لاعب باريس سان جيرمان الفرنسى، وميندى لاعب ليستر سيتى الإنجليزى، وإسماعيلا سار، لاعب واتفورد، وعدد من اللاعبين الذين ينضمون لأندية عالمية فى أكبر دوريات فى أوروبا تأهل منتخب السنغال فى دور الـ16 بعدما فاز على الرأس الأخضر، وفى دور الـ8 فاز على غينيا الاستوائية، قبل أن يصعد للنهائى بعد الفوز على بوركينا فاسو، بينما فريقنا لعب ثلاث مباريات ساخنة كان فيها وقت إضافى، وحسم اثنتين منها بركلات ترجيح، وحققت مصر 7 انتصارات فى 13 مواجهة مع السنغال، آخرها 2006 خلال كأس الأمم الأفريقية وفاز فريقنا 2-1 على السنغال، وبالكأس، لكن خسرنا أمامهم 2015، وفى انتظار الحسم فى مباراة صعبة.
ونكتب هذا قبل مباراة حاسمة فى الدور النهائى، ويراهن الجمهور على أن يعود الفريق بالكأس فى مباراة صعبة، والرهان على استمرار الأداء البطولى الذى تم على مدار ثلاث مباريات، وبجانب اللعب يأتى الشغف فى السباق، وهى معان تتجاوز الأداء إلى الروح التنافسية، الفريق الذى نجح فى أن يعيد الثقة لجمهوره، مطالب باستمرار الصمود واللعب بروح الشعراء التى تصنع الفوز، وأن يكون محمد صلاح هو والمهاجمون قادرين على التسديد وعدم إهدار الفرص، مع الرهان على «أبوجبل»، الذى صعد كنجم كبير فى حراسة المرمى، ومعه حراس مرمى تم اكتشافهم من الإصابات لزملائهم، بجانب بطولة محمود حمدى الونش، مدافع المنتخب الوطنى، والذى لعب نصف مباراة الكاميرون وفى رأسه 7 غرز، بعد أن خضع لخياطة بين الشوطين وأكمل المباراة ببسالة، فى ظل غياب أحمد حجازى لإصابته.
الرهان الآن قبل ساعات تفصلنا عن النهائى، على استمرار الشغف والبسالة، للعودة بفوز يضاعف من فرح الجمهور، ويمنح الفريق الوطنى والجمهور شحنا كبيرا للمستقبل.