- الرقابة الإدارية بالأقصر تفتش على المحطات لمتابعة سير العمل
- الأزمة تضرب الشرقية.. والشركة تؤكد: الحل فوق امكانيتنا
- تنفيذ محطتين نقالى بتكلفة 6 ملايين جنيه لمواجهة الأزمة بالبحيرة
- تعطل الشبكات منذ 5 سنوات بالشيخ زويد
مازال مسلسل أزمة انقطاع المياه وتغير لونها عرض مستمر فى أكثر من محافظة من محافظات الصعيد والدلتا وسيناء، ففى الدقهلية قطع المئات من أهالى قرية الكمال، التابعة لمركز تمى الأمديد، طريق المنصورة المار بالقرية اعتراضاً على استمرار انقطاع المياه بشكل مستمر وتفاقم الأزمة فى شهر رمضان بشكل كبير، ما تسبب فى لجوء الأهالى إلى استخدام الفناطيس التابعة لمجلس المدينة فى جلب المياه ونقلها إلى المنازل عبر الجراكن البلاستيكية.
وتجمهر الأهالى على الطرق القادمة من مدينة المنصورة باتجاه مركز تمى الأمديد وقرى الربع وكفر الأمير والعزب التابعة، والطرق الداخلية المؤدية إلى محافظة الشرقية بسبب انقطاع المياه، ووصلت قيادات أمنية لتفريق الأهالى بصحبة رئيس مجلس المدينة، وسط رفض نساء القرية اللآتى تصدرن الوقفة فضها قبل حل الأزمة.
وكان أهالى القرية وجهوا استغاثات متعددة عبر "انفراد" بسبب تكرار الأزمة على مدى سنوات نظرا لوقوع قريتهم فى آخر خط المياه وعدم تركيب محطة تحلية مركزية بتل الآثار المجاور لهم لحل الأزمة.
وفى الشرقية، مازال الأهالى يعانون من أزمة نقص مياه الرى والشرب فى بعض القرى، حيث يؤكد أهالى قرية الستين التابعة لمركز صان الحجر انقطاع مياه الرى والشرب عنهم ولجوءهم للرى بمياه الصرف الصحى.
ويقول محمود عمر أحد الأهالى أن المياه مقطوعة باستمرار عنهم، وكذلك مياه الرى، مشيرا إلى أنهم شكوا مرارًا للمسئولين دون أى اهتمام منهم، ولم يختلف الحال فى قرى القصبى شرق وغرب وتوابعهم، حيث اكد حسيب عبدالحميد، أن مشكلتهم مع المياه مازالت مستمرة بالرغم من تكرار الشكوى قائلا " محدش بيسمع صوتنا ".
وفى قرية "تلراك" التابعة لأولاد صقر، أكد إبراهيم الشرقاوى مزارع، أن الخليج المغذى للأراضى القرية وهو ترعة " عزت سليم "، جف تماما من المياه، قائلاً: "مفيش قطرة منذ بداية الصيف الارضى الزراعية كلها جفت واتشققت والمحاصيل مات، ويضيف أن البعض يلجأ إلى مياه الصرف الصحى لرى الأرض ولكنها تضر الأرض الاكثر".
كما اشتكى الأهالى، من ضعف مياه الشرب فى القرى الحدودية مع الدقهلية، ومن بينها قرى إبراهيم حسن، وانقطاعها تماماً عنهم.
من جانبه، أقر اللواء أيمن عبد القادر رئيس مجلس إدارة شركة مياه الشرب بالشرقية، بوجود أزمة فى القرى الواقعة على أطراف المحافظة، ومعانتها من قلة مياه الشرب لبعدها عن المحطات المغذية، قائلا: "حل المشكلة فوق امكانيتنا".
وقال "عبدالقادر" لـ "انفراد": "على سيبل المثال القرى فى صان الحجر تبعد عن خط المياه العكرة حوالى 37 كيلو مما يصعب المد إليها، أما إبراهيم حسن فى أولاد صقر تبعد عن خط العكرة 16 كيلو أن مد الخط يتكلف 200 مليون جينه .. إننا قمنا بعمل دراسة للإنشاء محطات التحلية للمياه الجوفية إلا أن التحليل كشفت أنها غير صالحة للاستخدام الآدمى، لكون نسبة الملوحة 18 ألف بما يفوق النسبة المسموح بها بكثير والتى هى أقل من واحد فى الالف.
وفى البحيرة، أعلن المحافظ الدكتور محمد سلطان إنتهاء شركة مياه الشرب والصرف الصحى من تنفيذ محطتى مياه نقالى بطاقة إجمالية 4 آلاف متر مكعب وبتكلفة إجمالية 6 مليون جنيه، وذلك للقضاء على ضعف وانقطاع المياه بأطراف قرى مركز ومدينة أبو حمص، وخاصة قرى الوحدة المحلية ببركة غطاس وتوابعها.
ووجه محافظ البحيرة بسرعة الانتهاء من التشغيل التجريبى للمحطتين والبدء فى ضخ المياه لزيادة ورفع الضغوط بتلك القرى.
وفى شمال سيناء، تجددت مطالب أهالى قرى الشيخ زويد وشرق العريش بتوفير المياه بمناطقهم التى حرموا منها، وكشف عددا من الأهالى أن شبكات المياه المخصصة للقرى لا تعمل منذ خمس سنوات، وأن فناطيس المياه التى تنقل المياه اليهم توقفت بدورها عن الوصول لمناطقهم منذ عامين وهو ماجعلهم يعانون يوميا فى الحصول على المياه.
واشار عددا من الأهالى أن البدائل التى لجئوا إليها هى حفر المقتدرين من بينهم أبار مياه لتوفر مياه تصلح للشرب ويقومون بنقل المياه فى جراكن مسافات تزيد عن 20 كيلو متر لاستخدامها فى الشرب.
وطالب الأهالى بوجود حلول لمشاكل المياه فى مناطقهم من خلال التوسع فى حفر الأبار.
وفى دمياط ، اشتكى أهالى عزبة ياسين والنوادرية وخاطر وغانم والسرو فى قرية إسكندرية الجديدة التابعة لمركز فارسكور دمياط، من الانقطاع الدائم لمياه الشرب والتى استمرت ما يقرب 50 يوما متصلة، ولا يصل منها غير قطرات ضعيفة فى أوقات متباعدة جدا، وأكد الأهالى أنهم اضطروا إلى استخدام مياه الصرف الزراعى ومياه الترعة لتلبية احتياجاتهم. وأضافوا أنهم طرقوا كافة الأبواب وذهبوا إلى مسئولى مياه الشرب فى مدينة الروضة وإلى مسئول شركة مياه الشرب بدمياط ولكن لا حياة لمن تنادى.
ويقول المهندس سعد صقر من أهالى المركز: "تعانى 4 عزب منذ فترة طويلة من انقطاع مياه الشرب، واضطر الأهالى لاستعمال مياه الصرف الزراعى فى مصرف السرو الأعلى، ويستخدمون هذه المياه فى غسيل الطعام والأوانى والاستحمام وهى مياه ملوثة ويذهبون إلى مسافة 7 كيلو من أجل الحصول على مياه الشرب، ولكن المشكلة هى شبكة مياه الشرب بدمياط، لا أحد يريد أن يتحرك والناس تبحث عن شربة مياه نظيفة".
وفى الغربية، تفاقمت أزمة مياه الشرب، وطالت جميع المدن والقرى وزادت حدتها فى شهر رمضان المعظم خاصة فى القرى النائية مثل " جناج وصالحجر" فى بسيون، و" ميت البز وسنباط" فى زفتى، و"شبرا اقاص، وميت حواى، واشناواي" بالسنطة، و" بنا أبو صير " بسمنود، و" بشبيش ودمرو" بالمحلة، و" إخناواي" بمركز طنطا.
وأكد أهالى القرى أن مدة انقطاع المياه زادت عن الحدود منذ بداية شهر رمضان حيث وصلت لأكثر من 12 ساعة يوميا دون معرفة الأسباب وسط تجاهل تام من المسئولين.
وقال عطا الشرقاوى من أهالى قرية اخناواى مركز طنطا: "بلدنا بيفصلها عن طنطا، طريق مصر إسكندرية الزراعى، ومع ذلك محرومة من كل الخدمات، لا صرف ولا طرق ولا كهرباء، والأسوأ هو انقطاع المياه المستمر، وحرمان الأهالى من مياه الشرب".
وأضافت أكرام محمود أن أزمة انقطاع المياه مستمرة وزادت عن حدتها منذ بداية الشهر الكريم، كما أنها تصل فى ساعات متأخرة من الليل، ومختلطة بمياه الصرف وغير صالحة للشرب ولا حتى الطهى، أو الاستحمام.
ولم يختلف الأمر كثيراً فى الأقصر، حيث واصلت لجنة برئاسة مكتب هيئة الرقابة الإدارية بمحافظة الأقصر، جولاتها على عدد من محطات مياه الشرب والصرف الصحى، للوقوف على مستوى الخدمة المقدمة للمواطنين، ومتابعة مدى كفاءة المحطات وقدرتها على ضخ المياه للمواطنين خاصة فى القرى والنجوع والحواجر.
وشملت الجولات خلال يومين تفقد محطات مياه الأقصر الشرقية والغربية التى تغطى مدينة الأقصر ومحطة مياه أرمنت الرئيسية التى تغذى مدينة ارمنت، وكذلك محطات مدينة الأقصر ومدينة البياضية.
وبحث وفد هيئة الرقابة الادارية مع مسئولى فرع الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى ومسئولى المحطات والمهندسين العاملين بها، مدى قوة ضخ المياه والمواتير والشبكات والجهد الكهربى، وشكاوى المواطنين من ضعف المياه خاصة فى قرى الحواجر، وإنتظام سير العمل بالمحطات ومتابعة شكاوى واحتياجات المواطنين، وذلك فى إطار حرص هيئة الرقابة الإدارية على الاطمئنان على صحة وسلامة المواطنين، والتأكد من قيام الموظفين والعمال بأداء عملهم على الوجه الأمثل بالاضافة إلى متابعة مسئولى شركة المياه والمهندسين بالمحطات واحتياجات ومتطلبات كل محطة والشكاوى الخاصة بالمواطنين لفحصها ومتابعتها.
واستطلع وفد هيئة الرقابة الادارية بالأقصر، خلال الجولة آراء وشكاوى بعض المواطنين الذين أعربوا عن تذمرهم من ضعف المياه لعدة ساعات خاصة فى قرى الحواجر وعدم معرفتهم برقم الخط الساخن لشكاوى ضعف أو انقطاع المياه وهو رقم 125، وتمت مناقشة مسئولى المحطات لبحث كيفية التغلب على عقبات ضعف أو انقطاع المياه ومواجهة الأزمات التى تمر بها المحطات، عبر التفكير فى حلول بديلة ومبتكرة لإنهاء كل المشاكل والسلبيات، وتأكيد ضرورة التعاون مع الاجهزة التنفيذية لتدبير احتياجات المواطنين.
كما قام أعضاء الوفد بالاطلاع على آخر التطورات بالمحطات والتقارير الدورية والإجراءات الإدارية ودورة ونظام العمل وتواجد العمال فى مواقعهم والورديات المخصصة لهم والتقارير المرفوعة بشأن متطلبات المحطات، واستعرض مسئولى المحطات كيفية العمل داخل المحطة واسباب ضعف المياه ومحاولاتهم لرفع كفاءة المحطات وصيانتها والقيام بعمليات الاحلال والتجديد.