اعتبرت دراسة حديثة صادرة عن المركز المصرى للفكر والدراسات أن عملية مقتل أبو إبراهيم القرشى العديد من الارتدادات والتداعيات المحتملة على تنظيم داعش على المستوى الداخلى، أو حتى على المستوى العملياتى، ويمكن تناول أبرز هذه الارتدادات على النحو التالي:
1- على الأرجح سيؤدى مقتل “القرشى” إلى زلزال داخل تنظيم داعش الإرهابى، أو على الأقل عملية ارتباك كبيرة، وذلك فى ضوء الصراع على القيادة داخل التنظيم، وفى ضوء فقدان التنظيم فى السنوات الأخيرة لمعظم قياداته الكاريزمية. لكن التنظيم سيحاول إخماد هذه الأزمة وتجاوزها فى أسرع وقت ممكن؛ منعًا لتفاقمها وتوظيفها ضده سواءً من قبل القوى المنخرطة فى عمليات مكافحة الإرهاب، أو التنظيمات الإرهابية المنافسة. وقد تكرر هذا السلوك عقب مقتل “البغدادى” حيث سارع التنظيم باختيار زعيم جديد له، وبالفعل تم اختيار “القرشى” فى غضون أسبوع تقريبًا، حيث سعى التنظيم عبر هذا التحرك إلى الحفاظ على هيكل قيادى متماسك وإظهار الوحدة.
2- يمكن أن تؤدى عملية اغتيال القرشى إلى انشقاقات بين قواعد التنظيم، وذلك فى ضوء شعور قواعد التنظيم بحالة من اليأس فى ضوء الضربات المتكررة التى يتعرض لها داعش، وفى ضوء تنازع القيادات على تبوؤ السلم الهرمى للتنظيم، لكن التنظيم يلجأ عادةً إلى اغتيال أو حبس هذه القواعد.
3- يجد المتابع لجهود مكافحة الإرهاب أن التنظيمات الإرهابية تلجأ على الأرجح عقب اغتيال قادتها إلى التوسع فى شن العمليات الإرهابية، والقيام بعمليات انتقامية بدلًا من العمليات العسكرية الموسعة التقليدية، فى محاولة للرد على هذه الاغتيالات، وإيصال رسائل بتماسك التنظيم، وقدرته على ممارسة نشاطه العملياتى، على الرغم من اغتيال قادته، وهو اعتبار يُرجح قيام التنظيم فى الأيام المقبلة لبعض العمليات الإرهابية الانتقامية، سواءً فى سوريا أو العراق، خصوصًا ضد الولايات المتحدة والقوى المتحالفة معها على الأرض.
4- يشير أغلب المؤشرات إلى احتمال تولى “الحاج جمعة عواد” زعامة تنظيم داعش عقب مقتل القرشى، لمكانته التنظيمية الرفيعة؛ إذ يشغل “عواد” منصب رئيس مجلس الشورى العام للتنظيم، فضلًا عن مكانته المعنوية والكاريزمية بوصفه شقيق أبى بكر البغدادى الزعيم السابق للتنظيم.
وأكدت الدراسة أنه يمكن القول إن عملية استهداف القرشى هى عملية نوعية بطبيعة الحال سوف تربك التنظيم، وقد تُحدث تراجعًا مؤقتًا له، لكنها لن تقضى عليه تمامًا، خصوصًا فى ظل تأقلم التنظيم مع خسارة قادته، وتزايد اعتماده على أفرعه فى أفريقيا وآسيا، فى مقابل تراجع قوة الأفرع المركزية بالعراق وسوريا.