يعد "بير مسعود" المرعب، أحد المزارات السياحية بالإسكندرية و الذى تدور حولة أخطر أساطير الإسكندرية، مجموعة من الحكايات والقصص حول سر تسميته بهذا الاسم، وسر تحقيق الأمنيات للزائرين، حيث يشهد البئر إقبالا كبيرا من الوافدين والزائرين للمحافظة وأهالى الإسكندرية نفسهم لإلقاء العملات المعدنية داخل ذلك البئر للدخول فى مياه البحر مباشرة لتحقيق الأمنيات المختلفة.
وحول تسمية المكان بهذا الاسم، هناك العديد من الأساطير التى تدور حول هذا المكان حيث يعتقد البعض إنه نسبة إلى شخص يدعى مسعود كان يجلس دائمًا هناك، أو نسبة إلى السعادة التى يحصل عليها الزائر بعد تحقيق أمنيته برمى العملات المعدنية، ويقال إن سبب تسميته بهذا الاسم هو تواجد رجل صالح من صعيد مصر كان يجلس باستمرار عند "البئر" واسمه "مسعود"، وكان يعرف بالعمل الصالح والبعض اعتقد أنه "صاحب بركات"، وقد وجده الأهالى فى أحد الأيام توفى بجوار البئر ليطلق عليه اسمه.
حكاية أخرى تقول إن هناك ثريا كان لديه عبد هرب من بطشه وسوء معاملته وجاء إلى البئر وفى اليوم التالى وجده الأهالى وقد توفى بجوار البئر وأطلق عليه هذا الاسم لأن العبد الحبشى مسعود بأن تخلص من بطش هذا الثرى.
وقصة أخرى تقول إن طفلا يتيما يدعى مسعود، هرب من بطش زوجة أبيه وجاء إلى البئر ومات بجواره ليتخلص من سوء معاملة زوجة أبيه وأطلق على المكان اسم هذا الطفل، ويعتقد أنها مقبرة يونانية قديمة واعتاد اليونانيون دفن موتاهم بجوار البحر.
والبئر يلتف حوله الشباب والصبية طوال الوقت ويلقون بأنفسهم داخل البئر ويخرجون إلى البحر والاتجاه الآخر، لاستعراض قوة السباحة من جهة ولجمع العملات المعدنية التى كان الزوار يلقون بها من جهة أخرى.
ولقد أعادت محافظة الإسكندرية الحياة مرة أخرى لمنطقة "بئر مسعود" الشهيرة بالإسكندرية، فى يوليو 2016 خلال الاحتفالات بالعيد القومى لمحافظة الإسكندرية، لتشهد منطقة "بئر مسعود" رواجًا وإقبالاً كبيرًا بعد أن توقفت الحياة فيها فى العشر سنوات الأخيرة، بسبب انسداد البئر وعدم وصول المياه إليها لوضع حواجز الأمواج بشكل خاطئ، ما أدى إلى حجز المياه عن "البئر".
والهدف من تطوير منطقة بئر مسعود، تعظيم القيمة الآثرية والتاريخية للمنطقة، وعودتها لتكون متنفسا ترفيهيا، يخدم أهل المحافظة وزائريها، وكذلك تعظيم القيمة التاريخية لصخرة البئر من خلال تصميم يحترم طبيعة المنطقة، وإحياء الشكل التراثى للبئر، وجعلها مركزا ثقافيا مفتوحا، يتم فيه تقديم جميع عروض الفنون المختلفة لتنمية المستوى الذوقى والثقافى للمواطنين.
قام بوضع جميع التصميمات والدراسات الفنية الدكتور هشام سعودى والدكتور صلاح هريدى أساتذة كلية الفنون الجميلة جامعة الإسكندرية لتطوير المنطقة، وأمر المحافظ بغسل جميع الصخور الموجودة بالمنطقة ووضع صناديق القمامة للحفاظ على نظافة المكان.
وتضمنت عملية التطوير تجديد أرصفة البئر بالكامل، وأعمال إنشاء مقاعد وأماكن جلوس رخامية وعمل مدرجات فنية على غرار المسرح الرومانى، وأيضا عمل مشايات ومناطق جلوس فى المساحة بين الصخر والبحر، ووضع مظلات خشبية، مع توفير كافة الخدمات اللازمة للمواطنين، كما شملت عملية التطوير إضاءة المنطقة بالكامل من خلال تركيب 20 عامود إضاءة جديد ذات كشافات LED الموفرة للكهرباء.
وتم تطوير المنطقة بالكامل من خلال جهاز تعمير الساحل الشمالى بالتنسيق مع المحافظة وحى المنتزه أول، على أن يتم الانتهاء من عملية التطوير خلال شهر على الأكثر، وفتحها للجمهور بالمجانى.
كما تم إنشاء ممشى مؤقت، بجانب سور شاطئ ميامى، لتيسير وخدمة حركة الجمهور والمصطافين لحين استكمال الرصيف البحرى للكورنيش من نفق إسكندر إبراهيم، حتى نهاية نفق خالد بن الوليد، وإلغاء موقف السيارات الموجود بالمنطقة، وتجهيز المكان بشكل لائق لخدمة المصطفين فى هذه المنطقة المهمة.
ومؤخرا أطلق اللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية، بدء تنفيذ مشروع الهوية البصرية لمنطقة بئر مسعود بتكلفة 25 مليون جنيه ومدة تنفيذ 6 أشهر ،حيث يأتى المشروع كبداية لانطلاق تنفيذ مشروع الهوية البصرية لمحافظة الإسكندرية، فى ضوء التكليف الرئاسى بتعميم مبادرة الهوية البصرية بجميع المحافظات.
وقد تسلمت المحافظة مؤخرا وثيقة حقوق الملكية الفكرية الخاصة بمشروع الهوية البصرية لمحافظة الإسكندرية، بمقر الجامعة الألمانية بالقاهرة، إيذاناً بتعميم المشروع على كافة الهيئات والمؤسسات والمشروعات المحلية والقومية والسياحية لمحافظة الإسكندرية، بالإضافة إلى الكتيب التوضيحى للتطبيقات المكانية وسبل الاستخدام للهوية والذى يندرج ضمن التكليف الرئاسى بتطبيقه على كافة محافظات مصر.