"دماء على بدلة فرح".. انفراد فى منزل "عريس السماء" ضحية عصابة الموبايلات بعين شمس.. والده: قتلوه عشان موبايل وياريتهم خدوا أضعاف تمنه وسابوه..والدته تحتضن بدلة زفافه: هيرجع.. وخطيبته تفقد النطق

ضحية جديدة انضمت لضحايا عصابات سرقة الهواتف المحمولة الذين يستبيحون دماء المواطنين، وينهون حياتهم مقابل "موبايل" يبيعونه مقابل حفنة جنيهات لشراء المخدرات.

مجرمان حولا فرح "أيوب" إلى مأتم، واغتالوا حلمه وخطيبته ووالدته بالاحتفال به عريسا فى" الكوشة" ليحملوه جثة هامدة.

انفراد انتقل لمنزل "أيوب محمد" موظف بشركة كمبيوتر بمنطقة عين شمس، الصرخات لا تتوقف والدموع تنهمر من أعين والدته ووالده، حزنا على فراق فلذة كبدتهم، فى الوقت الذى فقدت فيه خطيبته القدرة على النطق وأصيبت بحالة انهيار بسبب مشهد موت حبيبها وخطيبها أمام أعينها.

روى محمد والد "أيوب" 25 سنة تفاصيل مقتله على يد 2 من المسلحين، موضحا أن ابنه، فى يوم الحادث، توجه مع خطيبته لشراء بعض مستلزمات زفافهما المقرر عقده بعد شهر رمضان بمنطقة عين شمس، وتلقى اتصالا من خطيبته، تخبره بأن "أيوب" أصيب بطلق نارى، ونقله أحد الأشخاص بسيارته إلى المستشفى، مشيرا إلى أنه أسرع إلى المستشفى ليخبره الطبيب بأن أبنه توفى نتيجة إصابته بطلق نارى فى القلب.

وأضاف والده "أيوب" أن شخصين كانا يتسقلان دراجة نارية صينية الصنع وبدون لوحات معدنية كانت تسير عكس اتجاه سير ابنه وخطيبته بأحد الشوارع بعد أذان المغرب "بعد الفطار"، خطف أحدهم الهاتف المحمول لابنه الذى استلمه من الشركة التى يعمل بها، فأسرع المجنى عليه نحو الدراجة النارية التى كان يستقلها المتهمان، ومع صرخات خطيبته، تجمع المارة وسقط أحد المتهمين من الدراجة النارية، وعندما حاول "أيوب" الإمساك به أطلق عليه النار من فرد خرطوش، وعندما سمع المارة صوت الرصاص تفرقوا وتمكن المتهمان من الهرب.

وطالب والد "أيوب" إعدام المتهمين فى ميدان عام يليكونوا عبرة لغيرهم من المجرمين، ورادعا لتلك الجرائم التى انتشرت فى المجتمع.. وبدموع ساخنة قال الأب المكلوم: ياريتهم كانوا خدو ثمن الموبايل وسابوا ابنى أيوب.. ده كان بيحضر لفرحه ودلوقتى بقى عريس السماء".

والتقطت أطراف الحديث والدة "أيوب" التى ظلت تحتضن "بدلة زفافه" وتبكى عليها وتقول: "أنا حاسة إن أيوب هيرجع تانى.. أكيد أنا فى كابوس وهاصحى منه، المجرمين حرمونى من ابنى قبل ما أفرح بيه عشان موبايل.. ابنى كان عريس وبيحضر لفرحه وعزم أصدقائه رجع لى جثة وشرحوه منهم لله، وحسبى الله ونعم الوكيل".

وأضافت الأم وهى تتحسر على فراق ابنها أن تطالب بإعدام المتهمين بقتل ابنها فى أقرب وقت حتى يشفى غليلها، مشيرة إلى أن ابنها كان محبوبا من أهالى المنطقة ومعروف عن أدبه وتدينه وحفظه للقرآن، فهو ملتزم فى عمله وناجح والجميع يشهد بكفاءته.

وكشفت والدة المجنى عليه عن سر اندفاع ابنها لملاحقة المتهمين بقتله لاسترجاع هاتفه ليس بسبب ثمنه ولكن لوجود بيانات وأسماء عملاء على هاتفه، كانت مهمة له فى عمله، وكان يتحدث لها عن ذلك الشأن.

وقال ابن عم المجنى عليه أن "أيوب" لا يختلط كثيرا بجيرانه فى الشارع فهو من العمل والمسجد، للبيت، مشيرا الى أن جنازته تحولت إلى مظاهرة فى حب "أيوب"، مطالبا بأحكام رادعة للمتهمين حتى تكون عبرة، وللقضاء على ظاهرة عصابات سرقة هواتف المحمول.

وتمكن المقدم محمد السيسى رئيس مباحث قسم شرطة عين شمس، من القبض على المتهمين بقتل عريس لسرقة هاتفه المحمول أثناء شرائه مستلزمات فرحه، حيث تم القبض على المتهمين عقب تتبع الهاتف المحمول المسروق من المجنى عليه، وتمكن رجال المباحث من تحديد المتهمين عقب بيعهم المحمول الذى سرقوه من المجنى عليه لأحد الأشخاص الذى أرشد على المتهمين.