الإنشاد الدينىهو غذاء الروح وطرب الروحانيات، وتشهد ساحة مولد السيدة زينب رضى الله عنها وأرضاها بحى السيدة زينب بمحافظة القاهرة، أجواء الاحتفالات والتى تمثلت فى إلقاء القصائد الشعرية والمدائح النبوية، فى حلقات بها الشباب والشيوخ وكل الأعمار، فى مدح السيدة زينب، وردد الحضور مع المنشد "إبراهيم شهاب" كلمات عن حب آل البيت والسيدة زينب، والتى تم إنشادها بمصاحبة العود، ليسود جو مليء بالمحبة والمشاعر الدينية الفياضة لدى الحضور.
صاحب صوت من ذهب بمجرد إنشاده فى حب آل البيت يجذب الأذان إليه هو "إبراهيم شهاب" 45 عاما من مدينة بلقاس بمحافظة الدقهلية، وقال فى حواره لـ"انفراد" إنه بدأ إنشاد فى الثامنة عشر من عمره على يد شيخه صلاح الدين القواس، حيث تعلق قلبه وروحه من طفولته بحب الإنشاد الصوفى، وتربى فى أسرة قرآنية ومحبة لآل البيت، فجده لأبيه الشيخ "محمد مصطفى" وكان قارئا ومبتهلا ومنشدا ببلقاس دقهلية، ويقيم حضرات ومجالس الذكر فى المنزل وكان يذهب مع والده لحفلات والموالد الخاصة بأولياء الله الصالحين، فنشأ منذ نعومة أظافره فى وسط صوفى محب لآل البيت، والده هو الشيخ "شعشاعى محمد مصطفى شهاب" كان محفظ وقارئ للقرآن الكريم.
وأردف المنشد" ابراهيم شهاب"، الذى يطلق عليه محبى آل البيت منشد السيدة زينب، أنه فى الخامسة عشر درس فن الإنشاد فى شبابه على يد "عادل مراد" وتعلم العزف على العود والمقامات الموسيقية، وفى سن 18 سنة تعرفت على الأشراف المهدية ومؤسسها الشيخ "صلاح الدين القوصى "فهو شيخه واستاذه فى طريق التصوف وحب آل البيت.
وأضاف أنه فى الإنشاد تأثر بالشيخ "محمد حسن النادى" القارئ ويرى أن المنشد والمبتهل محب لجميع الطرق الصوفية وشارك الجميع فى احتفالاتهم وموالدهم من اسوان إلى الاسكندرية فى أول حفل له كان فى كوم أمبو احتفالية المولد النبوى عند الشيخ "محمود إبراهيم" أحد مشايخ الصوفية الكبار بأسوان، وطاف مع الأشراف المهدية جميع أنحاء مصر وكذلك فى ساحة آل النادى بموالد ساداتنا آل البيت، معظم قصائده التى أنشدها من تأليفه وتلحينه وقصايد من كلمات ساداتنا الصوفية مثل، الشيخ" صلاح الدين القوصي" والشيخ " أحمد أبو الحسن" والشيخ" صالح الجعفرى" بالإضافة إلى إنشاد قصائد يحبها المصريون عن أهل البيت.
ويحتفل المصريون فى تلك الأيام بمولد رئيسة الديوان، كما يطلقون عليها، وهى السيدة زينب ابنة الإمام على بن ابى طالب، رضى الله عنهما، للعام الثالث على التوالى حرمت جائحة كورونا المصريين عامة والصوفيين خاصة من احتفالات مولد السيدة زينب رضى الله عنها، والذى يوافق الثلاثاء الأخير من شهر رجب "ذكرى الليلة الختامية لمولدها"، حيث على المستوى الرسمى ألغيت الاحتفالات، فيما يحرص عدد من أتباع الطرق الصوفية على إقامة احتفالات صغيرة فى أنحاء متفرقة فى محيط المسجد الزينبى.
وكان مسجد السيدة زينب والمنطقة المحيطة يشهد توافد الآلاف لمدة أسبوع احتفالا بتلك الذكرى العطرة، وعرف عن السيدة زينب رضى الله عنها أنها أكثر نساء آل البيت صبرا وقوة، فهى ابنة الإمام على بن أبى طالب، وأمها السيدة فاطمة الزهراء وجدها رسول الله وجدتها خديجة بنت خويلد، وأخويها الحسن والحسين، كما أنها هى بطلة كربلاء، التى حمت السبايا الهاشميات ورعت الغلام المريض على زين العابدين بن الحسين، ولذا كنيت بـ"أم هاشم".
ولدت سنة 6 هجرية وسميت بـ زينب على اسم خالتها التى توفيت سنة 2 هجرية، حيث ماتت متأثرة بجراحها فى طريق هجرتها بعد أن طعنها أحد المشركين فى بطنها فماتت هى وجنينها، فسماها النبى صلى الله عليه وسلم على اسم خالتها لتهدئة لوعة الحزن فى قلبه.
توفى الرسول صلى الله عليه وسلم وعمرها خمس سنوات، فما مكثت فاطمة بعده حتى لحقت به، تزوجت من ابن عمها عبد الله بن جعفر الطيار، الذى كان عالى المكانة وعرف بالمروءة والكرم والسماحة ولقبوه بـ"قطب السخاء"، وكان لا يراها أحد فى بيتها إلا من وراء ستار، أما فى محنة كربلاء بعد خروجها من بيتها ورؤية وجهها فقد وصفوها قائلين "ما رأيت مثل وجهها كأنه شقة قمر، وقال الجاحظ فى البيان والتبيين: كانت تشبه أمها لطفا ورقة وتشبه أباها علما وتقى وكان لها مجلس علم للنساء".
وتقول كثير من المصادر والمراجع التاريخية المهمة: اختار الإمام على بن أبى طالب، لفتاته حين بلغت مبلغ الزواج، من رآه جديرا بها حسبًا ونسبا، لقد تهافت عليها الطلاب من شباب هاشم وقريش، ذوى الشرف والثراء، فكان "عبد الله بن جعفر" أحق هؤلاء جميعا بزهرة آل البيت وعقيلة بنى هاشم، وأثمر الزواج المبارك، فولدت أربعة بنين: عليا ومحمدًا وعونا الأكبر وعباسًا، كما ولدت له فتاتين، إحداهما أم كلثوم التى أراد معاوية بدهائه السياسى أن يزوجها من ابنه يزيد كسبًا للمعسكر الهاشمى، فترك عبد الله أمر فتاته لخالها الإمام الحسين الذى آثر بها أن عمها القاسم من محمد بن جعفر بن أبى طالب.