"الأرض طواعية للرجال الذين يملكون الأمل ويقدرون على تحدى المستقبل ومواجهة كافة الصعاب فالحياة ما هي إلا ساحة قتال وحرب من يصبر فيها ينتصر"، فالأبطال الحقيقيون لا يتم صناعتهم فى صالات التدريب، بل أن الأبطال يصنعون من أشياء عميقة فى داخلهم هي الإرادة والحلم والرؤية، هذا هو حال المهندس محمود عبد الرحيم ابن حارس العقار الذى حول المحنة إلى منحة وأصبح فخر مصر.
البداية كانت جملة ليست بعابرة غيرت مجريات حياة أسرة بأكملها، "انت أبوك بواب وانا مش بدى دروس لأولاد البوابين"، جملة قالها مدرس من المفترض إنه بيعلم أجيال لطفل في المرحلة الابتدائية ولكن هذا الطفل النابغة لم تمر عليه هذه الجملة بدون تدبر وقرر ان يواجه الحياة مستعينا بالله عز وجل ويبهر كل من حوله .
وفى حلقة جديدة من برنامج "فتحى شو"، تقديم محمد فتحى عبد الغفار، استضافنا المهندس محمود عبد الرحيم ووالديه في لقاء متلفز مبهر وملهم، وعرضنا كيف أن الحلم بدأ بجملة وتحققت رؤية امه عندما زارها الشيخ الشعراوى في المنام ممسكا بيده كتاب يعطيه للمهندس محمود، حيث سأل الممكن المستحيل: أين تقيم؟ فأجابه: فى أحلام العاجز، هذا هو حال المهندس محمود .
وبسؤال المهندس محمود، كيف بدأت وإلى أين وصلت، ليرد قائلا، "انا بحارب في ارض مش ارضى لانى موجود في بيت مش بيتنا عايش في اوضة مع ابويا وامى واخواتى البنات، آمنت بالعلم وبرسالته وحولته الى أداة للتعايش فالعلم وسيلة نعيشها فمنها عرفنا الله عز وجل ومنه نحيا فالعلم يدخل في كافة نواحى الحياة، كنت بذاكر على مرتبة على الأرض وجالى مكتب صغير لما وصلت للثانوية العامة".
وتابع، "ضغوط الحياة اصابتنى بمرض الوسواس القهرى، وقتها اسودت الحاية في عينى وقررت المواجهة اعلان الحرب فالحياة حرب عليك خوضها فلا يكلف الله نفسا الا وسعها ولما واجهت انتصرت على المرض في البداية وبعدها دخلت الجامعة وانتصرت برضه لاهلى على قسوة التنمر اللى واجهته لما بيتقالى مش مألوف ان ابن البواب يبقى مهندس ويوم تخرجى حمدت الله عز وجل على كافة النعم ولم اتكبر يوما ولم اتواضع حتى كلمة التواضع غير مناسبة فهذه عيشتى وهذه حياتى انا ابن حارس العقار الطيب النقى".
واردف، "العلم وسيلة للتعايش فلا قيمة للعلم بدون تنفيذه على الأرض الشهادات وفكرة انا الأول على الفصل هي ما أوصلتنا الى هذه المرحلة فلا اعترف بفكرة الأول على الفصل وتطوير التعليم مشاركة مجتمعية وليست فردية كامنة في الحكومة فالجميع مشارك فيها فلا يمكن تحقيق الأعمال بالتمنيات، إنما الإرادة، تصنع المعجزات، أول يوم ليا في الجامعة كنت برش الجنينة وهذا لا يعيبنى، بساعد ابويا وبعطف على امى لأن بدونهم لا قيمة لى في هذه الدنيا فكيف استعر من أبى حارس العقار وأول ما فعلته هو تقبيل يده بعد هذه الشهادة".
وقال عم عبد الرحيم، "قالى بلاش كلية الهندسة يا بابا لان مصاريفها كتيرة جدا ومش هنقدر عليها قولتله توكل على الله وانا هبيع هدومى كلها علشان تتعلم وتبقى مهندس، محدش يقدر يشوف فرحتى كانت عاملة ازاى لما سمعت اسمه في حفلة التخرج وهما بيقولوا المهندس محمود عبد الرحيم ناجح، فرحة العمر وقتها لما سمعت كده انهرت في البكاء ولم استطيع التوقف ابنى بقى مهندس".
واستكمل، "اشتغلت كل الشغلانات الشريفة الحلال علشان اوفرله هدمه حلوة وقولتله نعزل من هنا وناخد شقة ايجار علشان منظرك وسط زمايلك قالى لأ ديه عيشتى وانا مكمل فيها الانسان بقيمة ما يقدمه وليس بما يمتلك، ومن وقتها ومسبيش وأول يوم ليه في الجامعة كل بيرش الجنينة ملتزم ومتربى وكل الناس بتحبه".
وتقول الأم، "هو عنيا اللى بشوف بيها، قريبتى قالتلى هو انتى فكرة ان ابنك هيبقى مهندس وانتى بوابة، بكيت من قلبى بوجع هو احنا كده هنعر ابننا لما يبقى مهندس ولما بقى مهندس كنت ببكى علشان افتكرت كلمتها، انا شوفت الشيخ الشعراوى جالى في المنام وفى ايده كتاب قالى محمود فين؟ قولتله مش هنا قالى لما يجى اديله الكتاب ده، ورؤيتى تحققت لله الحمد وشوفته وهو مهندس".