طبلة ومزمار وحلاوة شعر.. شوارع العريش شاهدة على قصة بائع غزل البنات.. عبد النبى عزام قضى 40 عاما فى إسعاد الأطفال وقلبه "موجوع".. يصنع البهجة بألحان وأغانى قديمة.. وحلمه عمرة ومعاش دائم.. صور

قضى من عمره 40 عاما، يجوب شوارع مدينة العريش على ساحل محافظة شمال سيناء.. فى يده طبلة وفى فمه مزمار، يعزف بهما أعذب الألحان لأغان شهيرة . مشهد يجذب إليه الأطفال من كل الأعمار، يتسابقون بحب إليه يلتفون حوله أحيانا ويلاحقونه فى أحيان أخرى، مستمتعين بأدائه، بينما يبحث عن رزقه من أكياس "غزل البنات " التى يبيعها لهم . "عبد النبى حسنين عزام" صاحب القلب الطيب كما يطلق عليه أهل مدينة العريش، وهو القلب الذى يعانى مرض لم يثنيه عن رحلات السعى اليومى على قدميه بحثا عن لقمة عيش حلال، وهو يسير على قدميه من شارع إلى آخر يحمل الحلوى ويوزعها مع البهجة . رحلة عبدالنبى حسنين، للسعى للقمة الحلال كما رواها لـ " انفراد " بدأت مطلع الثمانينيات من القرن الماضى، عندما شد الرحال من مدينتة " دمنهور " بمحافظة البحيرة " يبحث عن وجهة سفر تمنحه لقمة عيش حلال حتى وصلت به الرحلة إلى شمال سيناء، واستقر فى مدينة العريش على ساحلها، وعمل فى بيع الحلويات " تصنيع وبيع غزل البنات"، وتجهيز وبيع عصير السوبيا فى ميدان وسط المدينة، ولكن كما يقول توقف نشاطه الأخير وظل محتفظا بمهنة بيع "غزل البنات" أو" شعر البنات" كما يطلق عليه أهل سيناء، فهى مصدر رزقه الذى أحبه . وأضاف عبد النبى حسنين، أن الله رزقه 4 أبناء استطاع أن يعلمهم، وبدورهم عادوا للعمل والاستقرار فى مدينتهم دمنهور، وانخرطوا فى يوميات حياتهم مستورين، بينما احتفظ بمكانه وعمله فى العريش، لافتا إلى أنه يستأجر شقة صغيرة يعيش فيها وزوجته رفيقة كفاحه، وعمره الآن 64 سنة. وقال إن يوم عمله يبدأ مبكرا بإعداد وتكييس "حلاوة غزل البنات" بماكينه بسيطة أحضرها وبمكونات وأدوات عادية "السكر الأبيض ، والعصير المجفف الفاخر لإضفاء اللون المناسب"، ويقوم بعمل الخلطة وتوزيعها على 150 كيس فى مجموعات، كل مجموعة 50 كيس، يحملها على ظهره، وفى يديه الطبلة والمزمار، ويبدأ رحلته ظهر كل يوم مع عودة الأطفال من المدارس . وتابع أنه يبدأ رحلته من وسط المدينة، ثم ينتقل لشوارع جانبية وأحياء قريبة .. إلى أن يبيع كل ما يحمل من الأكياس، وخلال كل خطوات سيره يصدر الحانا بالطبلة والمزمار لأشهر الأغانى القديمة التى يحبها الناس، ومنها على سبيل المثال " سلامات سلامات " ، " الأقصر بلدنا بلد سواح "، وغيرها الكثير . وتابع بائع غزل البنات بشوارع العريش عبدالنبى حسنين عزام ، ان هذا الاداء التلقائى فى الشارع وهو يسير، جذب إليه الكثيرين، وأحبه أهل العريش وأصبح الاطفال يكبرون عليها ويسعدون بها، كما هو يسعد أيضا. وقال إنه كون صداقات كثيرة فكل الاطفال، وهم أحباب الله اصدقائه، يعطى من يملك منهم ثمن كيس الحلوى ومن لا يملك، ولا يرد أحدا، ويعتبر كل مافيه من فضل الله ورحمته . وقال انه يعود لمنزله مع ساعات الغروب، ليبدأ رحلة إحضار طلبات البيت والاستراحة، و يستمع لنشرة أخبار العاشرة لمعرفة الأحوال الجوية فى اليوم التالى، فإذا كانت أمطار لايخرج لأنه لا يجد أطفال فى الشارع وقت سقوط الأمطار. وأشار إلى أنه خلال شهر رمضان، يؤدى دور" المسحراتى " فى شوارع العريش.. وقت السحور يجوب شوارع العريش، يقرع طبلته ويؤدى التواشيح والأناشيد الدينية التى يعشقها. وكشف " عبدالنبى " أنه مريض قلب، وقام باجراء عملية جراحية وتركيب 4 دعامات، ويتناول يوميا علاجات مكثفة للحفاظ على صحة قلبه تكلفتها شهريا 600 جنيه ، ومع ذلك لا يكل ولا يمل ويواصل يوميا رحلته فى السعى بحثا عن لقمة العيش . وتابع أن زوجته أيضا مريضة قلب، وأجرت عملية قلب مفتوح، وجميعهم فى حالة رضا تام، ولا يشكون همهم وقلة حيلتهم إلا لله ، لافتا إلى أن ما يتمناه فى حياته أن تكتب له عمرة أو حج. وأعرب عبد النبى حسنين عن امله، أن يتم صرف معاش شهرى له ليتمكن من توفير ثمن العلاج، فهو كما يقول لم يستفد من أى فرصة للحصول على معاش.






































الاكثر مشاهده

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

;