توقفت الطائرات المصرية عن عملياتها بضرب أهداف للعدو الإسرائيلى خمسة أيام متتالية، بدأت منذ 7 مارس 1970 لسوء الأحوال الجوية والعواصف الخماسينية، غير أن هذه الأيام شهدت عمليات بطولية أخرى، وفى 12 مارس، مثل هذا اليوم، 1970، ومع تحسن الجو عادت لتقصف مواقع العدو وتجمعاته فى القطاعين الأوسط والجنوبى من الجبهة، حسبما تذكر»الأهرام» يوم 13 مارس 1970.
كان الجيش المصرى يواصل بطولاته العظيمة أثناء حرب الاستنزاف ضد العدو الإسرائيلى، والتى بدأها بعد هزيمة 5 يونيو 1967، وكانت أحداث الأيام الخمسة نموذجا فى العمليات التى استهدفت منها حرب الاستنزاف جعل العدو تحت الضغط اليومى فى المواجهات وتكبيده خسائر مستمرة فى الأرواح والمعدات، وتكشف الأهرام يوم 13 مارس، تفاصيل ماحدث خلال هذه الأيام.. تذكر أنه وأثناء توقف الطيران عن العمل، عبرت وحدات مقاتلة مصرية القناة فى أكثر من منطقة لتقوم بعملياتها فى عمق خطوط العدو، وتقدمت أكثر من 20 كيلومترا، وقضت ثلاثة أيام كاملة تهاجم مواقع العدو على موجات متتالية، واستخدمت الصواريخ الثقيلة عيار 130 ملليمترا، وأنزلت بالعدو خسائر كبيرة فى المعدات والأفراد، وهى تهاجم منطقة عسكرية هامة تضم مركز قيادة ومعسكر قيادة، ومنطقة تجمع مشاه ودبابات.
اللافت أن هذه العمليات بدأت فى يوم ذكرى مرور عام على استشهاد الفريق عبدالمنعم رياض «9 مارس 1969».. تذكر الأهرام، أن قوة مصرية ضخمة عبرت القناة إلى الأرض المحتلة مساء الاثنين «9 مارس 1970»، ووصلت إلى عمق عشرين كيلومترا داخل خطوط العدو، وقامت بعملية هجومية جريئة على ثلاث ليال متواصلة ضد منطقة عسكرية رئيسية فى قلب مواقع العدو، تبلغ مساحتها حوالى 16 كيلو مترا مربعا ومحصنة تحصينا قويا، وتضم مركز قيادة ومعسكر قيادة ومنطقة تجمع مشاة ومدرعات، ومركز القيادة يضم قائد القطاع وأركان حربه ومساعديه، ومعسكر القيادة يضم مراكز الخدمة الكاملة من إمداد وتموين واستطلاع ومخابرات واتصالات.
تذكر الأهرام، أن القوة المصرية بعد أن وصلت إلى منطقة الهدف، وتمركزت فى مواقعها حوله انقسمت إلى عدة مجموعات، وشنت هجماتها على موجات متوالية، وكان الهجوم دائما يتم أثناء الليل، وبدأت أول موجة منه فى الساعة الرابعة صباحا واستمر حتى أول ضوء، واستخدمت فيه القوات المصرية الصواريخ الثقيلة من عيار 120 ملليمترا، وانسحبت بعده المجموعة، وخرجت وراءها قوة كبيرة من العدو تطاردها، ولكنها لم تتمكن من إصابة أى من أفراد المجموعة الذين عادوا إلى قاعدتهم على الضفة الغربية لقناة السويس.. تضيف الأهرام، أنه بينما ظن العدو أن الهجوم المصرى انتهى بانسحاب القوة المهاجمة، فوجئ فى الليلة الثانية بهجوم جديد بالصواريخ بدأ فى الساعة الثالثة صباحا واستمر حتى أول ضوء، وعاد أفراد هذه المجموعة، وتكررت نفس العملية للمرة الثالثة، وفى الليلة الثالثة على التوالى.
تكشف»الأهرام»، أن أفراد المجموعة الثالثة والأخيرة شقوا طريقهم وسط خطوط العدو أثناء النهار، ووصلوا إلى مواقعهم على الضفة الغربية أثناء ليل الأربعاء- الخميس، واكتشف أفراد المجموعة أن واحدا منهم ليس بينهم، فتطوعت قوة من زملائه بعبور القناة مرة ثانية ووجدوه فى حالة إعياء شديدة، وعادوا به سالما، وأصيب العدو فى هذه العملية الجريئة التى لم يسبق لها مثيل على مدى المواجهة مع العدو بخسائر عالية، تقدر فى الأفراد بين 14 و20 قتيلا غير الجرحى، وفى المعدات بحوالى 25 عربة ومدرعة محطمة.. تضيف الأهرام: «فى الوقت الذى كانت القوات المصرية تقوم بهذه العمليات الكبيرة، شهد خط القناة اشتباكات مستمرة بالمدفعية غير عمليات متفرقة للقناصة من الجنود، واعترف العدو بها فى بيان قصير أعلن فيه سقوط أحد جنوده قتيلا، وإصابة خمسة بجراح فى اشتباكات متفرقة فى القطاع الجنوبى للقناة خلال الفترة التى توقفت فيها العمليات الجوية بسبب العواصف الرملية والأمطار التى اجتاحت منطقة سيناء والقناة».
فى 12 مارس 197، استأنفت الطائرات غاراتها، ووفقا لثلاثة بلاغات عسكرية للمتحدث العسكرى المصرى نشرتها الأهرام، فإنه فى الصباح عبرت دورية فى القطاع الشمالى من القناة، واشتبكت مع دورية للعدو ودمرت إحدى عرباته المدرعة بمن فيها من أفراد، وعادت الدورية بجميع أفرادها سالمة، ويذكر البلاغ الثانى أن بعض طائرات العدو أغارت بعد الظهر على بعض مواقعنا فى أبوسلطان وأبوصوير والشط على فترات متقطعة، وتصدت لها وسائل دفاعنا الجوى، واستشهد سبعة أفراد وإصابة تسعة بجراح، منهم بعض المدنيين العاملين بالقوات المسلحة، ويذكر البلاغ الثالث أن مجموعة من طائراتنا قصفت فى الساعة السادسة مواقع العدو، ومناطق تجمعه فى القطاعين الأوسط والجنوبى من القناة فى الدفرسوار وجنوب البحيرات، وأصابتها إصابة مباشرة أحدثت بها خسائر جسيمة فى الأفراد والمعدات.