تعود البرازيل إلى الحياة الطبيعية من جديد بعد أن قررت ريو دى جانيرو خلع الكمامة وتبعها 8 ولايات آخرى، فضلا عن استعدادها للاحتفال بكرنفال د ى جانيرو بعد عامين من إلغاءه، وعلى الرغم من ذلك فقد اثار قرار خلع الكمامة جدلا كبيرا من قبل الخبراء فى الوقت الذى لا تزال هناك ارتفاع فى حالات الإصابة بكورونا.
وطالب باحثون من مؤسسة أوزوالدو كروز (فيوكروز)، وهى معيار فى الدراسات حول الصحة فى البرازيل وأمريكا اللاتينية، السلطات بـ"الحذر" فى تخفيف الإجراءات ضد فيروس كورونا، بعد قرار إلغاء استخدام الكمامات فى عدة مدن بالدولة.
وتسمح 9 عواصم إقليمية من أصل 27 فى البلاد بالفعل لسكانها بإزالة الكمامة هم فى الأماكن المفتوحة، بما فى ذلك ريو دى جانيرو، التى أطلقت منذ الأسبوع الماضى أيضًا استخدامها فى الأماكن المغلقة، حسبما قالت صحيفة "اوجلوبو" البرازيلية.
وأثار الخبراء الحذر خاصة فى خلع الكمامة فى المساحات المغلقة، مع مخاوف من ارتفاع عدد الاصابات فى الوقت التى تستعد ريو دى جانيرو للاحتفال بالكرنفال بعد عامين من إلغائه، والذى أدى بسبب الوباء إلى تأجيل عروضه المهيبة فى سامبودروم حتى نهاية أبريل.
بالنسبة للخبراء، فإن هذه الأنواع من القرارات تجعل الناس يفقدون الاهتمام بالتلقيح، وبالتالى يتعرضون لخطر عكس التحسينات التى تم الحصول عليها مع تباطؤ الوباء.
وأوضح الباحثون أن "تسهيل الإجراءات، مثل التباعد الجسدى أو التخلى عن استخدام الكمامات بطريقة غير مقيدة، يساهم فى زيادة محتملة فى حالات الاستشفاء والوفيات، ولا يحمينا من موجة جديدة".
وبهذا المعنى، أشاروا إلى أن الأسابيع المقبلة ستكون حاسمة لفهم السيناريوهات الجديدة لكورونا فيما يتعلق بالتحكم فى ديناميكيات ناقل الحركة، كما قال الباحثون من مؤسسة أوزوالدو كروز (فيوكروز) "إن الزيادة فى الحالات، حتى بين أولئك الذين تم تطعيمهم، تزيد من الطلب على العلاج فى المستشفيات وربما الوفيات"، مع الوضع الحالى، فإن الوضع المثالى هو العودة إلى النمط الذى كان لدينا منذ بداية الوباء، عندما أوصينا بشدة باستخدام وأكدوا أن الأقنعة ونظافة اليدين وتجنب الازدحام ".
بعد أن تسبب أوميكرون فى موجة جديدة من الإصابات فى البرازيل، لكنه لم يرفع عدد الوفيات فى البلاد بنفس المعدل، قرر العديد من رؤساء البلديات والمحافظين تحرير السكان من الأقنعة التى اضطروا إلى استخدامها فى العامين الماضيين.
منذ وصوله إلى عملاق أمريكا الجنوبية قبل عامين، خلف الفيروس حوالى 655000 قتيل وما يقرب من 30 مليون إيجابى فى البلاد.
على الرغم من أن متوسط عدد الإصابات يبلغ حاليًا حوالى 50000 حالة فى اليوم ومتوسط عدد الوفيات فى أرقام مايو 2020، مع حوالى 500 حالة وفاة كل يوم، لا تزال البرازيل ثانى دولة لديها أكبر عدد من الوفيات بسبب الفيروس، والثالثة فى عدد الإيجابيات بعد الولايات المتحدة والهند.
وأوضح "أدهانوم" فى مؤتمر صحفى بمقر المنظمة فى جنيف، أنه من الخطأ الاعتقاد بأن المتحور ليس خطيرًا مشيًرا إلى أن عدد الحالات المصابة به الأسبوع الماضى وصل إلى حوالى 18 مليون حالة.
وأعرب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، من الخشية من أثر الانتشار السريع لأوميكرون على النظم الصحية فى الدول، وعلى العاملين الصحيين المنهكين، ومع انتشار أوميكرون فى العالم فهناك خطر من ظهور متحورات جديدة.
وأفاد أن الأسابيع القادمة تظل حساسة بالنسبة للنظم الصحية، مشددًا على أنه لم يأت الوقت بعد لكى يتم التوقف عن اتخاذ الاحتياطات، ودعا إلى الاستمرار فى القيام بتدابير الحماية المعروفة للحماية من فيروس كورونا.
وأكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، "أنه أن لم يتغير منهج العمل فى الوصول للقاحات فإن العالم قد يصل إلى مرحلة أكثر خطورة".
وقالت مسؤولة كبيرة فى منظمة الصحة العالمية، أن العالم "لم يتخط مرحلة الخطر" فى مواجهة وباء كورونا، رغم الاعتقاد السائد بأن الجائحة شارفت على الانتهاء.
وأشارت ماريا فان كيركوف إلى أن أغلب المتوفين مؤخرا من جراء فيروس كورونا هم غير ملقحين، منتقدة "المعلومات المغلوطة والمضللة" حول الوباء والتى يتم تداولها عبر الإنترنت، موضحة خلال مؤتمر مباشر عبر قنوات منظمة الصحة العالمية على وسائل التواصل الاجتماعى، "الوضع لا يزال ديناميكيا للغاية، إنه ديناميكى لأننا لسنا مسيطرين على الفيروس". مضفة "لم نتخط مرحلة الخطر. لا نزال إلى حد بعيد فى وسط هذه الجائحة. لكن أين تحديدا... نحن لسنا متأكدين بعد، لأننا بصراحة لا نستخدم ما لدينا حاليا من وسائل لكى تجعلنا قريبين من النهاية".
كما قالت فان كيركوف "ما يصعب على فهمه هو أن وحدات العناية المشددة والمستشفيات فى بعض المدن مليئة والناس يموتون، وعلى الرغم من ذلك الناس فى الشوارع يتصرفون وكان الأمر انتهى تماما". وشددت على أن كوفيد-19 لن يُقضى عليه والسبب فى ذلك الطريقة التى تعامل فيها العالم مع الأزمة.
كرنفال ريو دى جانيرو
تستعد البرازيل للاحتفال بكرنفال ريو دى جانيرو الذى تم إلغاءه عامين على التوالى بسبب فيروس كورونا ومتغير اوميكرون، والذى يتم الاحتفال به فى 20 أبريل وبدأت مدارس السامبا فى الاستعداد لاستعراضات جديدة بعد فترة توقف كبيرة بسبب اوميكرون، كما تم تجهيز" سامبادروم" الذى تم تصميمها بشكل خاص لاستعراضات السامبا.
ويبلغ طول مسار سامبادروم، التى تعنى مدينة السامبا، 700 متر وتحيط به مدرجات تستقبل 80 ألف متفرج كل عام. في العام الماضي ، أجبر فيروس كورونا على تعليق الكرنفال ، تاركًا هذا المكان فارغًا تمامًا ولم يضيء إلا بالأضواء الملونة.
ومع ذلك ، في شهر مارس من هذا العام ، سيعود هذا المكان إلى الحياة بفضل التدريبات الفنية للمدارس ، والتي ستجلب الفرح والحماس للكرنفال فى أبريل. في هذا البرنامج نزور بعض المدارس لمعرفة كيف يستعدون لهذا الحدث.
وتبلغ مساحة سامبادروم 93000 متر مربع وتتألف من مجموعات من مستودعات الإنتاج العائمة وورش العمل التابعة لمدارس السامبا البرازيلية الشهيرة. هناك ، تصنع 12 مدرسة من القسم الأول أزياء العرض وبناء العوامات الشهيرة. كل شيء يكتنفه السرية حتى لا يتم الكشف عن أي تفاصيل قبل الكرنفال.
ويعتبر مهرجان ريو دى جانيرو من أهم الكرنفالات التى تحتفل بها البرازيل ، حيث أنه فى عام 2020 جذب أكثر من مليوني سائح وحقق إيرادات بنحو 800 مليون دولار، كما يعتمد مئات الحرفيين على هذا المهرجان للبقاء على قيد الحياة.