تمر اليوم 19 مارس، الذكرى 33 لاسترداد طابا، والتى أتمت السيادة المصرية على أرض سيناء بعد ملحمة دبلوماسية توجت فى العام 1989 برفع العالم المصرى على آخر بقعة مستردة من أرض الفيروز، وتحديدا فى الثانى عشر من شعبان، الذى يحل أيضا ببركته وخيراته فى الذكرى الـ33.
واحتفالا بهذه الذكرى، أجرى انفراد، حوارا مع اللواء محمد إبراهيم الدويرى، عضو لجنة مفاوضات طابا، الذى كشف ذكرياته عن استرداد أرض طابا، في الذكرى 33 لاسترداد طابا، وكيف استقبل نبأ اختياره ضمن عضوية لجنة استرداد طابا؟ والتحديات التى واجهتهم من أجل النجاح فى المهمة القانونية، و كيف تمكنوا من إثبات أحقية مصر على طابا ؟
اليوم نحن نمر بالذكرى الـ 33 لاسترداد طابا.. ماذا يمثل لك هذا اليوم؟
سوف يظل استرداد طابا ملحمة خالدة لن ينساها التاريخ المصرى الحديث الذى سجلها بحروف من نور حيث يؤكد كل حرف منها مدى ما تملكه الدولة المصرية من إرادة قوية قادرة على قهر الصعاب مهما كانت .
كيف كان شعورك بعد علمك باختيارك ضمن وفد لجنة التفاوض لاسترداد طابا؟
عندما علمت باختيارى عضواً فى اللجنة القومية العليا لطابا لم يرد إلى ذهنى إلا أمراً واحداً مفاده أن هذا التكليف يمثل بالنسبة لى مسألة حياة أو موت وأن الخيار الوحيد المطروح أمامى وأمام كل أعضاء اللجنة الموقرين هو النجاح فقط وإعادة طابا إلى السيادة المصرية .
ما هى التحديات التى واجهتكم من أجل النجاح فى المهمة القانونية؟
بالرغم من أن المعركة التفاوضية مع الجانب الإسرائيلى كانت معركة قانونية وسياسية شديدة الشراسة إلا أنه فى رأيى أن أحد أهم التحديات التى واجهت عمل اللجنة المصرية تمثلت فى كيفية التعامل مع المفاوض الإسرائيلى والتغلب عليه.
لماذا؟
لأن هذا المفاوض يتمتع بالقدرة الفائقة على الجدل والحوار غير الموضوعى والتركيز على الشكليات ومحاولة إغراق المفاوض المصرى فى تفصيلات لا حصر لها من أجل إبعادنا عن تحقيق الهدف الرئيسى الذى نسعى إليه ، إلا أن المفاوض المصرى كان شديد الوعى لمثل هذه الأساليب ونجح من خلال إمتلاكه الحرفية والمصداقية والثقة بالله وبالنفس على مواجهة المفاوض الإسرائيلى وكسب هذه المعركة التفاوضية الطويلة فى النهاية .
كيف تمكنتم من إثبات أحقية مصر على طابا ؟
نجحت مصر فى إثبات حقها فى طابا من خلال وجود منظومة عمل متكاملة من كافة مؤسسات الدولة المعنية بالأمر سواء من وزارة الخارجية أو القوات المسلحة أو المؤسسات القانونية العلمية والأمنية ومدعومة من القيادة السياسية، ومن ثم تحرك الجميع على المستويين الداخلى والخارجى من أجل الحصول على كافة الوثائق والحجج والخرائط والشهود وكلها تؤكد أحقية مصر فى طابا وهو ما تحقق بالفعل .
اللواء محمد إبراهيم خلال تكريمه من المستشار عدلى منصور
كيف تعاملتم مع التحكيم الدولى للحصول على حق مصر باسترداد طابا؟
نجحت مصر بإمتياز فى أن تحدد فى مشارطة التحكيم السؤال الذى يجب على هيئة التحكيم أن تجيب عليه والمتمثل فقط فى تحديد مواقع علامات الحدود وخاصة العلامة 91 المتعلقة بطابا دون التعرض إلى خط الحدود الثابت فى الخرائط والإتفاقات الدولية منذ عام 1906 ولم نكن نقبل بأى حال من الأحوال أن يتم المساس بهذا الخط .
وكيف استقبلت قرار التحكيم الدولى بحق مصر في استرداد طابا؟
كان نطق هيئة التحكيم بأحقية مصر فى طابا من أصعب اللحظات التى مرت على أعضاء اللجنة حيث كانت تتويجاً لجهود متفانية تم بذلها على مدار سنوات طويلة من أجل تنفيذ هذه المهمة الوطنية ، كما كان قرار المحكمة ترجمة صادقة تؤكد أن الإنتصار الذى حققه الجيش المصرى العظيم فى أكتوبر 1973 تم إستكماله بفضل الله من خلال إستعادة آخر قطعة أرض غالية حاولت إسرائيل أن تضمها إليها بدون أى وجه حق .
ما هو شعورك عندما رفع علم مصر على طابا ؟
لم يكن رفع علم مصر على أرض طابا مجرد إجراء إحتفالى بل كان تأكيداً بأن الدولة المصرية التى تحترم إلتزاماتها الدولية لا تفرط فى حقوقها مهما كان الثمن وهى قادرة على إنتهاج كافة الأساليب التى تحقق لها هذا الهدف .
كيف ترى بطولات الجيش المصرى فى سيناء ؟
فى الوقت الذى نحتفل فيه بالذكرى الثالثة والثلاثين لتحرير طابا فإننا يجب أن نستذكر شهدائنا الأبرار الذين روت دماؤهم الذكية أرض سيناء الطاهرة كما يجب أن نتذكر أعضاء اللجنة القومية العليا لطابا ممن لاقوا وجه ربهم حيث أن كل هؤلاء قد سطروا بأرواحهم ملحمة إسترداد طابا .
وكيف ترى جهود مصر في تنمية سيناء في الفترة الراهنة؟
من المؤكد أن الجهود التى تبذلها القيادة السياسية برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسى والتى تحرص على إدماج سيناء فى منظومة التنمية المصرية تعد أيضاً نقلة نوعية لربط سيناء الحبيبة بالوطن الغالى خاصة مع الجهود الناجحة وغير المسبوقة التى بذلتها القوات المسلحة والشرطة والمؤسسات الأمنية من أجل تطهير هذه المنطقة من الإرهاب .
ما هى رسالتك للشباب للحفاظ على مصر؟
إذا كان لى أن أوجه رسالة لشباب مصر الواعى فإنى أقول لهم أنهم بالفعل عماد المستقبل وأن عليهم إستخلاص العبر والدروس المستفادة من مثل هذه البطولات والملاحم الوطنية وأن عليهم أن يعلموا أن العمل الجاد هو أقصر طريق لتحقيق الإنجازات المطلوبة وأنه بحهودهم المخلصة سوف تتبوأ مصر المكانة التى تستحقها بين الدول الكبرى .