عشق الصنعة فى الصغر فأصبحت رفيقته فى الكبر.. حكاية أقدم صانع أسرة وكراسى من جريد النخيل بقنا.. عبد الفتاح مريد مدير عام وصانع أقفاص.. يؤكد: لم نترك مهنة الأجداد.. ونصنع الأباجورة والزينة وفوانيس رمضان

تفاصيل وجهه التي تعبر عن الكثير من الرضا شاهدة علي سنوات قضاها الرجل الذي قارب علي السبعين في تلك الصنعة ما بين المطرقة وآلة التقطيع، لتحافظ يديه على مهنة تراثية أشتهرت بها مدينة نقادة ونقلها الآباء للأبناء علي مدار السنوات، كما يعمل بها في الوقت الحالي مئات الأسر لتمثل لهم مصدرا للرزق والدخل، ورغم التحاقه بوظيفة في وزارة العدل بعد استكمال مشواره التعليمي إلا أنه حافظ علي تلك الصنعة وزاولها، واستطاع أن يزوج أبنائه منها بجانب وظيفته الأساسية. فمن درجة مدير عام بالوزارة إلى صانع الجريد حافظ العم عبد الفتاح مريد، علي تلك الحرفة التي عشقها منذ الصغر وأصبحت رفيقه في الكبر، حيث اعتاد علي صناعة الأسرة والكراسي والأقفاص بجوار منزله بعد بلوغه سن المعاش، لتصبح الصنعة والونيس والسند يقضي فيها معظم أوقات النهار ليمر الوقت دون ملل حتي وأن كانت يشعر ببعض التعب من الصناعة والمكوث لساعات لإنتاج قطعة واحدة من منتجات الجريد. واشتهرت عائلته التي تعمل بأكملها في صناعة الجريد "السرايرية" بحبهم لتلك الحرفة التراثية التي تراجع عدد العاملين فيها بالوقت الحالي ، ولكن ما زال البعض متمسكا بها رغم التحاق العديد منهم بوظائف حكومية، فهناك من يصنع الكراسي وآخرون مخصصون في صناعة الأسرة والأقفاص والبعض يقوم بصناعة أشكال من الجريد مثل الأباجورة والستائر والكراسي بأشكال مختلفة تتناسب مع التطور. قال عبد الفتاح مريد، مدير عام علي المعاش، إنه أحب الصنعة بعد مشاهدته والده يعمل فيها منذ الصغر، ورغم ذلك قرر استكمال تعليمه حتى حصل على المؤهل التجاري وتوظف في إحدى الوزارات، وعمل في الصنعة وهو موظف في أوقات الفراغ، حيث كان يعمل عدد من الأشخاص بمدينة إسنا مكان عمله الذي تم توزيعه إليه بعد الاستلام وبدأ في العمل معهم بعد انتهاء موعد الوظيفة واستغلال وقت الفراغ في أشياء مفيدة تعود بالنفع عليه وتساعده في مصاريف الإيجار والمصروفات الشهرية. وأوضح مريد، أن جميع أفراد أسرته في مدينة نقادة جنوب قنا يعملون في صناعة الجريد ويحملون اسم عائلة "السراسرية" ورغم أن عدد كبير منهم التحق بوظائف حكومية لكنهم لم يتركوا مهنة الأجداد والآباء التي تعلموها منذ سنوات عديدة، وما زال العديد منهم يمارس الحرفة ولكن هناك تراجع في الأعداد مقارنة بالسنوات الماضية التي نشطت فيها صناعة الجريد بمركز نقادة جنوب قنا والتي زادت فيها المبيعات. وأشار العم عبد الفتاح مريد، إلى أنه بعد بلوغ سن المعاش في عام 2015 قرر استكمال عمله في الصنعة، وصناعة الأسرة من الجريد كلما أتيحت له كمية من الجريد، ويعمل بجوار منزله حيث يستطيع إنهاء سرير في مدة يومان وكذلك يعمل في صناعة الأقفاص التي تستخدم في مجال تربية الطيور، وهناك أشكال أخرى يقوم صناع الجريدة بإنجازها وذلك علي حسب الزبون ومهارة الصناع، حيث يعمل عدد في صناعة الأباجورة وأشكال الزينة والفوانيس والمساجد من الجريد قبيل شهر رمضان. وتابع العم عبد الفتاح، أنه مع بلوغ الكبر أصبح نشاطه في تراجع ويعمل علي فترات من اليوم وليس طوال اليوم، حيث يقوم أحد التجار بتوفير الجريد له ويقوم بنصاعة الأسرة التي يقبل الكثير علي شرائها بأسعار مناسبة وهو من الأشكال القديمة التي تصنع من الجريد.
















الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;