أعرب وزير الخارجية سامح شكرى عن خالص تقدير مصر لجمهورية باكستان الإسلامية على حسن تنظيم اجتماع مجلس وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامى اليوم، مشيدا بجهود المملكة العربية السعودية رئيسة الدورة الرابعة عشر لمؤتمر القمة الإسلامية.
وأكد شكرى فى كلمته أمام الدورة 48 لمجلس وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي أن مصر تولى أولوية خاصة لدعم منظمة التعاون الإسلامى، منذ أن أسهمت في تأسيسها عام 1969، باعتبارها صوت الأمة الإسلامية، وبما يرسخ من دورها الحيوي في مساعدة الدول الإسلامية على مواجهة التحديات الإقليمية والدولية المتزايدة، مؤكدا التزام مصر بالمشاركة الفعالة والبناءة تحت مظلة المنظمة لحماية المصالح الإسلامية والعربية والأفريقية، وذلك استناداً إلى اقتناع مصر الراسخ بالدور المحوري الذي تضطلع به المنظمة في شتى المجالات بما في ذلك تمكين الشباب كصناع للمستقبل لمواجهة التحديات التي تعرقل تحقيق الاستقرار والتنمية في عالمنا الإسلامي، وكذلك دور المرأة الحيوي حيث أن معادلة التنمية لا تكتمل دون تفعيل دورها وتزويدها بالمهارات والدعم اللازمين.
وأشار وزير الخارجية إلى تثمين مصر للنجاح المشترك في إطلاق عمل المنظمة الإسلامية لتنمية المرأة، التي تعتز القاهرة باستضافة مقرها، داعيا باقي الدول الأعضاء لسرعة التصديق على النظام الأساسي للمنظمة.
وأوضح وزير الخارجية أن القضية الفلسطينية مبعث إنشاء منظمة التعاون الإسلامي، مؤكدا أنه لا حل للقضية الفلسطينية دون إنشاء الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، مشيرا إلى رفض مصر أية إجراءات أحادية تقوض حل الدولتين.
وأعرب شكري عن تطلع مصر إلى أن تُسهم منظمة التعاون الإسلامى في إرساء دعائم الاستقرار في الدول الإسلامية، مؤكدا أن مصر تشدد على أهمية ايجاد حل وطني سلمي في ليبيا الشقيقة، وضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بالتزامن وخروج كافة القوات الأجنبية والمرتزقة بدون استثناء وفي مدى زمني محدد، وتجدد مصر دعمها لجهود لجنة 5+5 العسكرية المشتركة.
وأشار وزير الخارجية إلى حرص مصر على استقرار الأوضاع السياسية والأمنية بالسودان الشقيق، والتوصل إلى توافق سوداني خالص نحو إدارة الفترة الانتقالية، ودون إملاءات خارجية، مؤكدا حرص مصر على الدفع بالعملية السياسية في سوريا تحت مظلة الأمم المتحدة وفقاً لقرار 2254.
وأكد وزير الخارجية أن مصر تشدد على أهمية الحفاظ على وحدة واستقرار وسيادة العراق، وتُثمن جهود العراق في محاربة الإرهاب، وتؤكد على ضرورة وقف التدخلات الخارجية في شئونه، وتتطلع إلى إيجاد حل سياسي للأزمة اليمنية، وفقاً لمرجعيات المبادرة الخليجية وقرارات الشرعية الدولية ومخرجات الحوار الوطني، مؤكدا على إدانة مصر للهجمات الإرهابية التي تنطلق من اليمن وتستهدف أمن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
ورحب وزير الخارجية بإجراء الانتخابات التشريعية بالصومال، وحث كافة الأطراف الصومالية على تنفيذ الاستحقاقات الانتخابية سواء الرئاسية أو التشريعية، مؤكدا دعم مصر لقرار منظمة التعاون الإسلامي الصادر عن الاجتماع الوزاري الاستثنائي حول الوضع الإنساني في أفغانستان، كما تولي أهمية قصوى لضمان عدم استخدام الأراضي الأفغانية كنقطة انطلاق أو ملاذ آمن لأية منظمات إرهابية.
ولفت وزير الخارجية إلى ان طموحات شعوبنا المشروعة تواجه تحديات جمة، يتصدرها ظاهرة الإرهاب، وظاهرة التطرف الديني الذي يتخذ من الإرهاب سبيلاً لتحقيق مآرب لا علاقة لها بأصول ديننا الحنيف، ومحاولة توظيف هذه الظاهرة لتحقيق أهداف سياسية وتوفير الملاذ والتمويل للعناصر المتطرفة.
وأوضح أن المنظمة تواجه تحدي تفاقم ظاهرة الإسلاموفوبيا، والتمييز الذي يتعرض له الإسلام. هذا، ونرحب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 15 مارس الجاري القرار المقدم من المجموعة الإسلامية حول مكافحة الإسلاموفوبيا، وهو ما ينبغي مواصلة العمل المشترك للبناء عليه.
وأكد وزير الخارجية أن معالجة التحديات الراهنة يتطلب منا النظر بجدية فى ضرورة مراجعة وإصلاح عمل الأمانة العامة، وتطوير آليات عملها لتتواكب مع معطيات العصر الحديث، وأن تتحد كلمة الدول الأعضاء على تحقيق المصلحة المشتركة ونبذ أي محاولة لتوظيف المنظمة لتحقيق مصالح ضيقة.