مثل "الفارس" فى المعركة.. يظهر النجم مصطفى شعبان فى السباق الرمضانى، متسلحًا بدراما جديدة وغير تقليدية تحت اسم "أبو البنات".. العمل كبطله ليس له شبه.. يجمع بين الكوميديا الراقية والخط الاجتماعى الهادف، هذه التركيبة يقدمها بخفة وسلاسة مصطفى شعبان الفنان المتميز الذى أصبح واحدا من أهم نجوم جيله بفضل اختياراته الذكية.. نجم محترف فى الآداء والتمثيل العالى.. يعرف متى يقدم دراما "الزوجة الرابعة" ليصبح حديث المجتمع العربى.. تحبه النساء، ويصير فتى أحلام المراهقات، حتى الرجال تمنوا أن يكونوا "الحاج فواز".. ومتى يصل إلى التجلى فى الحب والتصوف بـ "مولانا العاشق"، وهكذا يتفاعل الجمهور مع أغلب شخصياته "العار"، "مزاج الخير"، "دكتور أمراض نساء"، وأخيرا "أبو البنات".
مصطفى شعبان ليس نجما عاديا، لكنه فنان يؤمن بالفكر والفن وأهميته فى المجتمعات، لذلك أعماله لا تموت، إذ يجيد توظيفها دراميا وفنيا بروحه المحبة للفن.. هو فنان موهوب، لكنه "عاشق كبير" للفن.. بطبعه إنسان "محب" لكل شىء جميل سواء (فكرة، كلمة، مشهد، سيناريو، حوار، قصيدة).. وليس هناك أجمل من الفن، الذى يسكن بداخله ولا يمكن تحديده أو تعريفه، لذا يصعب مقارنة مصطفى شعبان بأى نجم آخر، منذ وقوفه أمام كاميرا يوسف شاهين ومحمد أبو سيف وشريف عرفة ويراه الجمهور فنان غير عادى.
هذا العام.. يقدم النجم المتميز واحدا من أنجح أعماله "أبو البنات".. فيه يلقى الكثير من القيم ويعطى درسا للآباء فى كيفية التعامل مع الجيل الجديد، أب (شيك لطيف دمه خفيف)، محب لأبنائه إلى أقصى مدى، يتودد اليهم كصديق أكثر من أب، فى ذلك العصر الذى أصبحت السيادة فيه للتكنولوجيا، ما ينتج عنها فجوة كبيرة بين الآباء والأبناء، ويأتى ذلك رغم نزوات الأب ورغبته فى الحرية، ونجح النجم بجدارة كبيرة فى تجسيد معانى الأب الذى يحب الحرية والحياة ويرفض القيود، ويتزوج أكثر من مرة لينجب الولد وهو الفكر الذى يشغل بال الملايين حول العالم.
المتابع لأعمال مصطفى شعبان يجد أن هناك رابطا دقيقا يجمعه بجمهوره ينتج عنه تفاعل كبير، فبمجرد ظهوره على الشاشة يدخل الجمهور فى نوبة كبيرة من الضحك على إيفهاته وحركاته، ويقومون بتقليده حبا فيه، وهذا نادرا ما يتكرر مع نجم الا إذا كان قريب من الشارع ومن الناس.
فى المسلسل لا يكتفى مصطفى شعبان بطرح قضية واحدة، بل تطرق لعدد كبير من القضايا وطرحها بخفة دم، حيث سلط الضوء على رجال المال والأعمال الذين يتدثرون ويخفون جرائمهم فى ثياب رجال الدين، والمسبحة، وذلك من خلال صراعه مع "رجب الرازى" يجسده باقتدار صلاح عبد الله، إذ يعمل فى جميع أنواع التجاره المشبوهة ويتظاهر بالفضيلة.
ومنذ عرض الحلقة الأولى للمسلسل وحتى الآن وهو يحتل الأكثر بحثا على محرك "جوجل" وكذلك يتصدر باستمرار "تريند" موقع "تويتر" إضافة لاحتلاله نسب صدارة المشاهدة ضمن المسلسلات المعروضة فى رمضان، وتميز العمل بالكثير من المشاهد البديعة منها مشهد يجمعه ببناته (سارة، نور، جنى) يقوم فيها بتجليد الكراسات الخاصة لهم ويتعمد أن يحكى لهم عن ذكرياته فى المدرسة، وفى مشهد آخر يجهز لهم الفطار بنفسه ويقوم بتحضير الطعمية المحشية والفول الإسكندرانى ويوقظهن ليأكلن معه، ويسرح لهن شعرهن.
المسلسل يحمل العديد من المفارقات الكوميدية التى جمعت "فارس حظو" ببناته، فتارة يحملهن إلى الحمام ويقوم بإفاقتهن من خلال رش الماء على وجوههن خاصة مع البنتين الوسطى "نور" والصغرى "جوجو"، وأخرى يقوم بارتداء ملابس "دراكولا" للاحتفال بعيد الهالوين مع بناته فى المدرسة، ونسى أنه يرتدى هذه الملابس وذهب إلى عمله وقابل وفد صينى، تعجب من ارتدائه هذه الملابس وقال لهم إنها ملابس شعبية.
مصطفى شعبان نجح بقوة فى تقديم عمل درامى، لم من خلاله شمل الأسر العربية، وأعاد الضحكة الحلوة والبريئة لكل الأجيال التى تهرع لمشاهدة العمل فى التلفزيون وعلى الإنترنت، لتستمتع بالأداء الراقى والفن المحترم بعيدا عن الابتذال.