الإذاعى حازم طه فى حوار خاص مع "انفراد": دخلت الصف الثانى الابتدائى مباشرة بعد إجراء امتحان فى القراءة والكتابة ونجاحى فيه.. وتحولت للتحقيق بعد إذاعة أغنية "عاشت الأسامى" عقب ذكر اسمى بنهاية البرنامج

- ابن خال والدتى الإذاعى المأمون أبو شوشة دفعنى لحب الإذاعة وكان يجيد تقليد أصوات الفنانين.. وفاروق شوشة جعلنى أرغب فى العمل كمذيع - بابا شارو وزعنى على البرنامج العام بعدما سمع مخارج حروفى وكنت أسرع واحد يجتاز التدريب فى أقل من شهرين - من أساسيات حياتى أحتفظ بالأرشيف ومثلى فى ذلك الكاتب الصحفى الراحل محمد حسنين هيكل - فايق فهيم رشحنى لبرنامج أوائل الطلبة بعد سفره للسعودية وكنا أصدقاء على المستوى الشخصى - حاولت الالتحاق بالتليفزيون وتم رفضى.. وتماضر توفيق قالت عنى "شكلى طفولى" - عبد المنعم الصاوى طالب بمعاقبتى عام 1977 بعدما تمت إذاعة أغنية "والله وفرحتى يا مصر" عقب إذاعتى لخبر وفاة أمير الكويت فى النشرة.. وسامية صادق قالت لى "أنت ليس لديك أى مسئولية ولا أستطيع معاقبتك" - فاروق شوشة من النماذج التى أعتز بها وكان قدوتى خلال تقديمى للبرامج الأدبية - صبرى سلامة كان أستاذ الأستاذة ونصحنى بأن آكل وأنام جيدا قبل اختبار المذيعين وكنت تلميذه النجيب وعلمته السواقة عقب شرائه لسيارة وذاكرت لبناته اللغة العربية - جورج جرداق كشف لى كواليس تأليفه "هذه ليلتى" وقصيدة "سمراء النيل".. واحتفظت بخطاب شكر لنزار القبانى منذ كنت طالبا بدار العلوم 1969 وأعطيته الخطاب في التسعينيات خلال حوارى معه - عمر الشريف من الشخصيات الجميلة ولكنه كان عصبيا والبعض كان يتوجس من أن يسأله.. وعلاقتى مع نور الشريف كانت شبه صداقة والتقيته قبل عام من وفاته لا يمكن لأحد من عشاق الراديو ألا يعرفه، هو واحد من الأصوات الجميلة التى ارتبطت بالإذاعة المصرية، حتى أصبح جزءا رئيسيا من تاريخها، برامجه علامة فارقة في ماسبيرو، تتلمذ على أيدى عملاقة الإذاعة المصرية، ونقل خبراته لأجيال من الإذاعيين، إنه الإذاعى الكبير محمد حازم طه والمعروف دائما بـ"حازم طه". خلال حوارنا مع الإذاعى الكبير حازم طه تطرقنا إلى طفولته وكيف تمكن من الالتحاق بالصف الثانى الابتدائى مباشرة دون الدخول للصف الأول، ومن شجعه على الالتحاق بالإذاعة، ودعم كل من صبرى سلامة وفاروق شوشة له، وأبرز البرامج والحلقات التي قدمها، وحكاياته مع برنامج أوائل الطلبة، ولماذا لم يتمكن من الالتحاق بالتليفزيون في شبابه، والعديد من الأسرار والكواليس من حياته الإذاعية في الحوار التالى.. ما حقيقة أنك خلال فترة دراستك لم تمر بالصف الأول الابتدائى والتحقت مباشرة بالصف الثانى الابتدائى؟ دخلت الصف الثانى الابتدائي مباشرة، حيث كنت منذ طفولتى أتعلم أقرأ وأكتب، ووالدى كان مهندسا زراعيا وكان يعلمني أقرأ، وكانت جريدة الأهرام من المقدسات لديه، وكان لا بد صباحا أن تكون الصحف موجودة، وتعودت أن أراه أمامى وكان لدينا كتب قديمة، وجدي من أصول تركية وكانت له مؤلفات وكتب من الصفراء القديمة، وكنت بقلب فيها، سواء فقه وتاريخ، ولدى بعضها وأحاول الحفاظ عليها لأنها كتب تراثية، وكنت أنا أكبر الأولاد ولم يكن يكبرنى سوى شقيقتى وكنت مرافقا لأبى دائما، وكنت أمسك الجورنال ويطالبنى أبى بأن أقرأ العناوين وكان لدى شقيقتى أكبر مني بسنة الحقت بالصف الأول الابتدائى، وكنت من المفترض أن التحق بالسنة التي تليها وفي إحدى القرى ناظر المدرسة قال لأبى ابنك لو بيقرأ كويس يمتحن ونلحقه بالمدرسة، وعمل لى امتحان قراءة وكتابة وأنا لم أتعد 6 سنوات من عمرى، ووجد ناظر المدرسة أن مستوى تعليمى يفوق أولى ابتدائى وألحقني بالصف الثانى الابتدائي، وأصبحت أنا وشقيقتى مع بعضنا، ولكن لم أستفد بهذه السنة التي اختصرتها في تعليمى. لماذا؟ لأننى اضطررت أن أعيد السنة في الثانوية العامة، حيث كانت امتحانات الثانوية العامة في النكسة، ويوم 5 يونيو كانت الحرب، وكان امتحانى السبت الذى يلى حرب 1967، وكنت على استعداد ومراجعة اللغة العربية فإذا بالنكسة والحرب وخرجنا في اللجان الشعبية ونزلنا الشارع، وبعد انتهاء الحرب دخلت الامتحان وحصلت على مجموع يفوق الـ50% ولم يكن هذا طموحى فعدت السنة. ما الذى دفعك للاتجاه نحو العمل بالإذاعة؟ ابن خال والدتي المأمون أبو شوشة كان يعمل في الإعلام، وهو اسم لامع ونموذج في الإذاعة المصرية، وفترة طفولتي كلها كان المأمون أبو شوشة من العائلة وصوته في الراديو ويقدم برامج كثيرة، وكان يجيد تقليد أصوات الفنانين مثل يوسف وهبي ونجيب الريحاني طبق الأصل، وعملوا مسلسل عن تاريخ حياة يوسف وهبي وآخر لنجيب الريحاني والمأمون أبو شوشة كان يأخذ البطولة، فهو من الناس التي جعلتنى أحب الالتحاق الإذاعة، بالإضافة إلى أننى سميع إذاعة 100%. أنت كنت ترغب فى الالتحاق بالإذاعة.. لماذا التحقت بكلية دار العلوم؟ كان من مقدسات الحياة أن تسمع المسلسل في الراديو، مثل مسلسل سمارة وغيرها، واتجاهي لمجال الإذاعة كان هواية، وهذا ما دفعني أن أدخل كلية دار العلوم، ففي البداية كنت أرغب فى الالتحاق بكلية الألسن وأتعلم لغة، ولكن كلية دار العلوم ستعلمني اللغة العربية، وكنت مركزا على الالتحاق بالإذاعة، فمن طفولتي كان لدى كتب، وما زالت لدى مكتبة صغيرة، فكتاب أنا للعقاد قرأته وأنا في الصف الثالث الإعدادى، فكنت متدربا على القراءة، وأنا في دار العلوم كنت أقرأ أمام الدكتور في المحاضرة، وكان في نصوص معينة يحب الدكتور أن نقرأها وأنا كنت أقراها، وهذا شجعنى أكثر على الالتحاق بالإذاعة، كما أنه من أبناء كلية دار العلوم فاروق شوشة وكان علم وقتها، وكان الشعر يعيش في وجدان جميع الناس، وكان فاروق شوشة المثل الأعلى بالنسبة لنا وبالنسبة لي قبل ما أراه، وكنا في انبهار به، الصوت الرائع المتعلق موجود بشحمه ولحمه عندنا في الكلية، وكان أيضا من الناس الذين جعلونى أرغب في أن التحق بالإذاعة، وتعلمت من دار العلوم اللغة كما ينبغى وكنت أحصل على كورسات في الجامعة الأمريكية وهذا ساعدني في اجتياز اختبار الإذاعة من الترجمة، وكان الامتحان لغة عربي وإنجليزي، دخلنا 1200 وتم تصفيتنا حتى تم قبول 40 شخصا فقط. كنت تريد فى البداية الالتحاق بإذاعة الشرق الأوسط ولكنك عملت فى شبكة البرنامج العام.. كيف تم ذلك؟ بابا شارو وزعني للبرنامج العام، وكان قد سمع مخارج الحروف لدى، ورواد الإذاعة كان لديهم نظرة لمخارج الحروف، والدفعة عندما تلتحق بالإذاعة تأخذ شبكة البرنامج العام وش القفص، ومن يرونهم توب وقمم في اللغة العربية والأداء الصوتي، حيث يعملون مباشرة فى قراءة نشرات أخبار، ويبدأ توزيعهم بالبرنامج العام، يليه صوت العرب والشرق الأوسط، ثم يتم توزيع الباقين على باقي المحطات وإذاعة الشعب، وأنا كنت من قراء النشرات. من تولى تدريبك فى الإذاعة المصرية؟ بديعة رفاعي دربتني، وكانت تدرب بصفتها كبيرة المذيعين وهي إنسانة جميلة أداء وصوتا ولكن مقومات أنها تدرب لم تكن كما ينبغى، خاصة إذا قارنت بينها، وبين صبري سلامة، وكبير المذيعين يتولى التدريب، وبعد ذلك تولى تدريبى هالة الحديدي وهى أستاذة للتدريب ودفعات كثيرة يدينون بالفضل لها، وأنا استفدت من صبرى سلامة في الاستوديو أو الاستراحة أكثر من الذي استفدته من التدريب المباشر، وكنت أسرع واحد يجتاز التدريب، وقرأنا نشرة أخبار وكنت بحمد الله أول من يجتاز دورة التدريب في أقل من شهرين، وخرجت في برامج على الهواء، والدفعة التي كانت معى لم يخرجون على الهواء غير بعد 4 شهور، وبدأوا يقرأون الموجز بعدي بعام وأنا بدأته بعد 3 شهور، ومن أساسيات حياتي أحتفظ بالأرشيف، ومثلي في ذلك الكاتب الصحفى الراحل محمد حسنين هيكل. احكِ لنا عن أول البرامج التى دقمتها في الإذاعة؟ أول برنامج قدمته كان "أضواء على الماضى" مع زميلتي سهام كمال، وكنا نذهب للفنانين والأدباء والسياسيين، وكل النجوم الذين اعتزلوا ويجلسون في البيت ونطرق الباب ونقول لهم أخباركم إيه، وأول لحلقة كان مع رجاء عبده، التي غنت "البوسطجية اشتكوا" مع الموسيقار محمد عبد الوهاب، وهي من مواليد 1919، وذهبنا لنسجل معها في عام 1975 وكانت حينها قد اعتزلت، وكلمناها وقلنا لها "ماذا تفعلين؟"، فردت: " قاعدة مستنياكم"، وقدمنا معها حلقة جميلة وغنت البوسطجية اشتكوا، وهي تشكو من النسيان، وأنا احتفظ بالبرامج لدى على شرائط كاسيت وأنقلها الآن ديجيتال. كيف جاء تقديمك لبرنامج أوائل الطلبة؟ فى برنامج أوائل الطلبة كنا نزور فيها أنحاء الجمهورية، ومن رشحنى لأوائل الطلبة هو الأستاذ فايق فهيم قبل سفره للسعودية، ولكن لم يكن أحد غيري موجود في هذا الوقت لتولي المسئولية، وتقريبا الإذاعة تفرغت في نهاية 1975 من الأصوات الرجالي، وظل في البرنامج العام فقط حينها صبري سلامة، وحازم طه، وأحمد وهدان، وأنا كنت جاهزا، والقدر وضعني لعمل البرنامج، ومع تأكيد فايق فهيم على أننى يمكننى أن أقدم البرنامج بعده ونحن كنا أصدقاء على المستوى الشخصي وكنا أهلاوية مثل بعضنا، وكنت أذهب معه أوائل الطلبة وهو كان يرى أنني المؤهل للبرنامج لأنه كان شبه يدربني عليه. فى تصريح سابق لحسن مدنى رئيس شبكة البرنامج العام الأسبق قال إنه قابلك عندما كان طالبا في برنامج "أوائل الطلبة" وكنت حينها أنت مذيعا وتمنى أن يكون مثلك.. وفى النهاية تركت أنت برنامج أوائل الطلبة وقدمه هو.. كيف تم ذلك؟ بالفعل.. عندما كنت أقدم حلقات برنامج أوائل الطلبة، كان بعض الطلاب يلفتون انتباهى، من بينهم الإذاعى حسن مدنى الذى شارك في البداية بالبرنامج كطالب في مسابقات المدارس، ولفت انتباهى بالفعل، وهو انضم للإذاعة وأنا سافرت، وبعد عودتى من السفر وجدته مذيعا بالبرنامج العام، ويقدم برنامج "أوائل الطلبة"، وقال لى إنه وضع هدفه أن يقدم البرنامج بعدى وبالفعل حقق حلمه. هل هناك إشادة من أحد رواد الإذاعة ما زلت تحتفظ بها حتى الآن؟ أنا درست عامين قبل دخولي الإذاعة، وكنت أعمل في بعض المدارس الخاصة، وعندما أتى لي التعيين في أسيوط رفضت استلام عملى وظللت في القاهرة لأنه كان لدي طموحات للإذاعة، واخترت مدارس خاصة وظللت بها عامين ثم التحقت بالإذاعة، وسامية صادق كانت مؤمنة بي للغاية، وما زلت من الوثائق المحتفظ بها التأشيرة الخاصة بي عندما أتت لي إعارة وكتبت لي أوافق مع حبي وتقدير، إنسان مشرف على المستوى المحلي والعربي، وكان شىء في منتهى الجمال. هل حاولت العمل فى التليفزيون المصرى؟ بالفعل.. أنا قدمت للتليفزيون في مسابقة عام 1975، مع زينب سويدان ومصطفى عرفة ومحمود سلطان، ودخلنا الامتحان، ولكم هما نجحوا وأنا تم رفضى، وحينها بررت تماضر توفيق رفضى بأن شكلي كان طفوليا. وهل لم تعمل فى التليفزيون بشكل كامل؟ لا.. أنا أمتلك تسجيلات إذاعية وتليفزيونية، وأنا عملت مراسلا في قطاع الأخبار ولدى كتابات صحفية وأجريت تحقيقات صحفية ولقاءات مع مشاهير وعملت مراسل خبري لعدد من الجرائد، ولدى عدد كبير من الموضوعات التي كتبت عني، وعن البرامج التي قدمتها، بخلاف الحوارات التي أجريت معي في الصحف والتليفزيون، وأنا أستطيع أن أنشئ مكتبة صحفية صوتية وورقية وتليفزيونية وكل أصناف الإعلام أمتلك نسخا منها. ما هى أصعب المواقف التي تعرضت لها خلال مشوارك الإذاعى؟ عندما التحقت بالتليفزيون بعد ذلك، لا أنسى عندما كنا نجلس في الاستوديو، وزينب سويدان كانت بتجهز نفسها بالمكياج من أجل قراءة النشرة، وفاروق شوشة لم يكن يقرأ نشرات، ولكن قراء النشرات جميعهم من الإذاعة، وأنا تعرضت لمواقف كثيرة في نشرات الأخبار، منها موقف مشهور جدا اسمه "عاشت الأسامي"، ففي نهاية البرنامج أقول اسمي فالمخرج وضع أغنية عاشت الأساسي، وما حدث كان خروج عن المألوف لأننا كنا ملتزمين جدا باعتبار أن المنبر هو الصوت الرسمي للدولة، ولكن تم اعتبار ذلك نوعا من التهريج وأحد الصحفيين كتب عن هذا الموقف، وكانت هي المشكلة التي تحولت فيها إلى التحقيق، لأن البرنامج كان مسجلا وأنا المسئول عن الحلقة، وحينها الكاتب والروائى الكبير خيرى شلبى كتب مقالة عنى عنوانها "عاشت الأسامى التى تحترم اسمها". هل هناك مواقف أخرى تعرضت لها في الإذاعة لا يمكن أن تنساها؟ موقف آخر تعرضت له عندما توفى أمير الكويت سنة 1977، وكان لدى نشرة أخبار 7 صباحا، وأتى لى خبر الوفاة على دقات الساعة، وتم وضع الخبر في بداية النشرة التي مدتها نصف ساعة، وكانت هناك أغنية وطنية موضوعة على البرنامج اليومي تقول "والله وفرحتي يا مصر" وكانت بمناسبة تحرير سيناء وعودة القنال للملاحة، وسفير الكويت سمع الأغنية بالصدفة واعتبر أن ذلك مقصودا، رغم أنه لم يكن مقصودا، حيث إنه ليس من صلاحياتى تعديل البرنامج اليومى للإذاعة، فهذا لا يجوز، حتى ولو ستقدم الأغانى حيث تقديم أغنية عن أخرى لا بد من كتابة ملاحظة عن السبب وكانت الحكاية معقدة والتزام شديد وبالتالى اعتبروا أن هذا خطأ ووزير الإعلام وقتها عبد المنعم الصاوى طالب رئيسة الإذاعة حينها بمعاقبتى، ولكن سامية صادق رفضت عقابى وقالت أنت ليس لديك أي مسئولية ولا أستطيع معاقبتك ولا حتى ألفت نظرك، لأنك إذا غيرت الأغانى ووضعت القرآن حينها نظرا لوفاة أمير الكويت وغيرت من جدول البرامج لكانت ستحدث كارثة، وحينها كتبت الكاتبة الكبيرة سكينة فؤاد مقالا عنى بعنوان "لماذا سحب منه حق التصرف؟". فى تصريحات سابقة لك تحدثت كثيرا عن دعم فاروق شوشة لك.. احكِ لنا عن علاقتك بفاروق شوشة؟ فاروق شوشة ابن دار العلوم وابن الإذاعة، وكلنا كنا نتعلم منه وهو مثلى الأعلى حتى رحيله ووصلت العلاقة بيننا لصداقة فى سبعينيات القرن الماضى، وقريب منه ومن أسرته وابنته ونتبادل الزيارات ونخرج مع بعضنا وتعلمت منه على المستوى المهنى والأخلاقى، ومن النماذج التى أعتز بها وكان آخر لقاء معه فى عام 2012، وتوفى هو فى عام 2016، ونصحنى وأعطانى كتاب شعر، وفاروق شوشة عندما كان يدخل الاستوديو وكان يأتى بأشياء تذكره فقط بأفكار الحلقة ولم يكن يكتب اسكريبت لأنه مرجع كبير. ماذا كانت أبرز نصائحه لك؟ النصائح من أول لحظة قبل اختبار المذيعين، حيث شجعنى وعلى مدار الأعوام الكبيرة زرع لدى مهارات جعلتنى أقدم برامج "شخصيات من زمن الأغانى"، واخترت عددا من الشخصيات وكنت أكتب الحلقة والبرنامج كان مدته نصف ساعة، ومن أجمل البرامج التي دقمتها لدرجة أنه تم طبع البرنامج وتقديمه لمن يأتى بزيارة لنا، وتفننت فى البرامج الأدبية وكانت قدوتى فاروق شوشة، وأحيانا كنت آتى بكتب فاروق شوشة فلغتنا الجميلة كان له فيها 5 أجزاء وملىء بالأشياء الجميلة، وكنت آخذ بعضا من كتبه خلال برامجى الأدبية، وكنت أستعين بها ولا أخجل من أن أقول ذلك. وكيف دعمك الإذاعى صبرى سلامة خلال مشوارك فى الإذاعة؟ صبرى سلامة كان أستاذ الأستاذة فهو أستاذ كل المذيعين، ففاروق شوشة لم يكن يجلس مع الناس ويشرح لهم، فقد كان له مدرسته الشعرية الخاصة وله مكانته بين الناس، ولكن الأستاذ صبرى سلامة كان شخصية شعبية محبوب على المحتوى الشعبى ، فكان يجلس في استراحة الدور الثانى وحوله كوكبة من المذيعين والمذيعات ويقود مناقشة فكرية جميلة، يشرح فيها ذكرياته، ويوجه لغويا وأدبيا، حيث يعطى دروسا للجميع، فقد كان مدرسة قبل أن يتولى التدريب بشكل رسمي في معهد التدريب بالإذاعة، والجميع استفاد منه. هل العلاقة بينكما كانت عمل فقط؟ على المستوى الشخصى التقيته قبل أن أدخل على اختبار المذيعين، فقد كنت أسمعه في الراديو، وكان برنامجه "ع الماشى" يذاع يوميا الساعة الثامنة إلا الثلث مساء، كنت قبل أن أدخل امتحان المذيعين، كنت أسجل حلقة "ع الماشى"، وأفرغها ثم أقرأها وأسجلها بصوتى وأحاول تقليد صبرى سلامة، فقد كان مثلى الأعلى، وكانت قراءته لنشرة الإخبار غير مسبوقة وتدرس، ونموذج لنشرة الأخبار، فقد كان معلما وكل من يسمعه يتعلم منه، وكنت أنا تلميذ صبرى سلامة النجيب، وكنت بجواره في الكثير من المواقف، فعندما اشترى سيارة لم يكن يعلم شيئا عن السواقة، فعلمته السواقة وكنت معه طوال الوقت لدرجة أنه ترك السيارة وكان يقولى لى "سوقها أنت"، وتحولت صداقة على المستوى العائلى، فكنت أذهب له المنزل، وكنت أذاكر لبناته سماء وعلياء، لغة عربية، بحكم أننى كنت في السابق مدرس لغة عربية، وعائلته كانت إعلامية أيضا، فأخت زوجته الإذاعية الكبيرة عواطف البدرى، وكانت تعتز بى للغاية، خاصة أنها صديقة شخصية للإذاعى المأمون أبو شوشة، وكانت تعتبرنى من ريحة المأمون أبو شوشة، وكانت تحبنى للغاية. ما هى أبرز نصائح صبرى سلامة لك خلال مشوارك الإذاعى؟ صبرى سلامة نصحنى قبل أن أدخل اختبار المذيعين بالإذاعة، بأن أنام بشكل جيد وأكل بشكل جيد قبل الاختبار، كى يكون نفسى منظما ويكون صوتى جيدا، وعندما نجحت في اختبار الإذاعة كنت أعمل معه في الاستوديو في نوبات إذاعية كثيرة فكان يقرأ النشرة وأنا أقدم الفقرات، فقد كان لنا قدوة في الإذاعة وهو ما يجب أن يكون الآن بأن يكون هناك قدوة للمذيعين، فقد كنا نجلس أمام صبرى سلامة، وصالح مهران وعبد العال هنيدى، قد تعملنا منهم مجرد أننا نكون صامتين أمامهم، وكنا نستفيد منهم، ما هي النصيحة التي تلقيتها وحرصت على تنفيذها خلال تقديمك للبرامج الإذاعية؟ نصائح كثيرة، فكل رواد الإذاعة كانوا ينصحوننا، بالالتزام، ففي البرنامج العام، كانت نصيحة من الجميع تتوارثها الأجيال في الإذاعة، الانضباط والالتزام، النظام في الاستوديو، فأنا توليت إدارة الربط وكانت مسئولة عن كل ما ينطق على الهواء خارج نشرات الأخبار، فكنت أكتب للمذيعين الكلام الذى سيقال في فقرات الربط، فكانت هذه فترة مهمة في حياتى نقلت فيها خبرتى التي أخذتها من كبار المذيعين إلى الأجيال التي جاءت بعد ذلك، وتدريب المذيعين على أن يقول كلام في فقرات الربط في الوت المحدد له بضبط وأن يوصل الرسالة كاملة للمستمع خلال الوقت المحدد وهو أمر في غاية الدقة، وهذا ما تعلمته من كبار الإذاعيين، وتعلمت منهم التواضع في أن اسأل حتى لو كنت هسأل شخص أصغر منى، فأنا لا أنسى زينب سويدان فهى من الجيل الذى سبقتنى بعامين أو ثلاثة، ولكنها لا تتورع في أن تسأل أي شخص مهما كان صغير أو كبير، فقد كانت تسأل عن التشكيل في النشرة سواء منى أو من أشخاص أصغر منى، وكانت تسألنى بالتحديد بحكم أنى كنت مدرسا للغة العربية، ولا تخجل من ذلك رغم أنها أكبر منى. من هم الضيوف الذين استضفتهم وتأثرت بهم خلال مشوارك الإذاعى؟ كل شخصية التقيت بها لمست فيها شيئا، والتقيت شخصيات عديدة، فخلال برنامج عازم ولا معزوم، الذى أذاعه البرنامج العام استضفت فيه الدكتور محمود حمدي زقزوق، والدكتور على جمعة، والعديد من الوزراء، وكان التسجيل على الهواء، وعندما سافرت للخارج أجريت حوارات عديدة من بينها مع عبد الرحمن سوار الذهب، الرئيس السودانى الأسبق، وكان شخصية متواضعة للغاية ومثقف ولديه جزور قوية من العلم والثقافة والأدب واستفدت منه كثيرا، وأحترمه للغاية، والتقيت أمين الجميل رئيس لبنان الأسبق وهو من الشخصيات السياسية التي كانت معجونة سياسيا بحكم أسرته السياسية، والتقيت أيضا جورج جرداق، مؤلف أغنية "هذه ليلتى"، وكان من الشعار اللبنانيين الكبار، ولم يحصل على صيت كما ينبغي، ولم يعرفه الكثيرين جيدا، وحكى لى كيف ألف أغنية هذه ليلتى، وإعجاب الموسيقار محمد عبد الوهاب بهذه القصيدة وتلحينه لها، وكتب قصيدة سمراء النيل، التي غنتها ماجدة الرومى، وجسد مصر في هذه الأغنية، ومن الشخصيات أيضا التي اعتز بها نزار قبانى، حيث قالته لأول مرة كنت حينها طالب في كلية دار العلوم، وكان يأتي ليحضر مؤتمرات ومعرض الكتاب، ووجهته له حينها اللجنة الثقافية بكلية دار العلوم دعوة وأنا ذهبت له لأعطيها له وحضر معنا، وبعد ذلك قمنا بعمل خطابات شكر لمن حضر الدعوة، وأخذت خطاب الشكر وذهبت لأعطيه له ولكن وجده سافر، وكان ذلك عام 1969، فظللت محتفظ بهذا الخطاب حتى فترة التسعينيات عندما التقيته وقلت له تفضل هذا الجواب خلال تسجيلى له، فاستغرب أننى ما زلت محتفظ بهذا الخطاب، فهو كان شاعر يكتب من مشاعره الحقيقية للإنسان المحب، وحكى لى عن الحب قديما وحديثا وكيف تطور، وكان من أمتع الحوارات التي أجريتها. التقيت العديد من الفنانين خلال مشوارك الإعلامى.. من أبرز الذين أثروا فيك؟ من الناس التي التقيتها الفنان عمر الشريف، وأقمت ندوة بحضوره وأجريت حوارا مطولا معه، وما لفت نظرى فيه أنه كان عصبيا بشكل كبير، وكان البعض يتوجس أن يسأله وتخشى أن السؤال لا يعجبه، ولكن من الشخصيات الجميلة التي سعدت كثيرا أن التقيته، وكذلك الفنان نور الشريف كان بيننا شبه صداقة وأجريت معه حوارات على مدار 20 عاما، وأخر مرة رأيته قبل أن يتوفى بعام حيث قابلته في أحد المقاهى في أكتوبر وكان يجلس ويكتب أفكارا له لأعمال درامية سيقدمها.










































الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;