قال الكاتب الصحفي أحمد الطاهري، إن البعض منذ شهور كان يرى أن الحسم الروسي في أوكرانيا أمر حتمي، وأن العملية لن تستغرق سوى أيام قليلة، ولكن كلما طال الوقت كلما تغيرت القراءات لمشهد يزداد تعقيدًا كل يوم أمام طموحات بوتين بإعلان ما يعتبر عالم روسي موحد يبدو أن مقاييس الدفاع عن أوروبا قد تغيرت ولم تعد فكرة نشوب حرب واسعة مع روسيا مستبعدة.
وأضاف الطاهرى خلال برنامجه "كلام في السياسة" المذاع على قناة إكسترا نيوز الفضائية، على الأرض تواصلت المعارك على جبهات عدة بعد ما يقرب من شهر من بدء الحرب، وحديث غربي عن مبادرة يطلقها الرئيس الأمريكي جو بايدن بشأن إمدادات الغاز لأوروبا لتقليل اعتمادها على الطاقة الروسية، وذلك بعد أن أعلن الرئيس الروسي عددًا من القرارات الاقتصادية أهمها بيع الطاقة الروسية بالروبل للدول التي أسماها "غير الصديقة".
وتابع الكاتب الصحفى أحمد الطاهرى: "لا يمكننا قراءة ذلك بمعزل عن مساعي روسيا طوال السنوات الأخيرة للخروج من عباءة النظام المالي الغربي، وسعيها لتكوين نظام اقتصادي شرقي، هكذا يكون الاقتصاد هو لعبة الحروب الكبرى"، متسائلا: "هل تنجح روسيا في كسر سيطرة الغرب الاقتصادية وتنتهي هذه الأزمة ؟، فمن خلال متابعتها لقمة الناتو، فإلى أي مدى ستصل تأثيرات هذه الأزمة على الاقتصاد العالمي ومنطقتنا وفي القلب منها مصر؟".
من جانبها، قالت الدكتورة نورهان الشيخ أستاذ العلوم السياسية، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شخصية استثنائية في التاريخ العالمي وليس الروسي فقط .
وأضافت "الشيخ" خلال برنامج كلام في السياسة، إن روسيا الآن تعمل على تحييد أوكرانيا بشكل كامل. وأردفت أستاذ العلوم السياسية: "الاستيلاء على المدن من الناحية العسكرية له خطوات ".
من ناحيته، قال الدكتور أشرف سنجر خبير السياسات الدولية لقناة اكسترا نيوز، إن توقع الحرب الروسية الأوكرانية جاء بناءً على بيانات وأرقام وأمثلة نستطيع النظر من خلالها إلى أين يسير التنبؤ بها.
وأضاف "سنجر" خلال حواره فى برنامج "كلام فى السياسة"، أن قمة حلف الناتو ترسل رسالة أن الدول العظمى التى تسيطر على اقتصاد العالم اقتصاديًا وعسكريًا يقولون كلمة واحدة، وهى العمل على عزل شخص الرئيس بوتين عن مؤسسة الدفاع الروسية أو على الكرملين، وتحويل الأمر من "أزمة روسيا" لـ"أزمة بوتين".
وتابع الدكتور أشرف سنجر: "هذه استراتيجية تسعى لعدم توقيع العقوبات على الشعب الروسى بالكامل، فالضغوط على الإدارة التى تحمل قرار الحرب نفسه داخل روسيا".
وفي سياق متصل، قال الدكتور محمد فايز فرحات، مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن هناك مساعيا أمريكية لخروج الصين مُحملة بخسائر من الأزمة الأوكرانية، والدفع بها مع روسيا منفردة في معسكر يتم الترويج له على أن يمثل "التهديد للنظام العالمي".
وأكد فرحات خلال حواره في برنامج "كلام في السياسة"، أن الاقتصاد الصيني لم يتأثر بتبعات الأزمة الروسية الأوكرانية.
وتابع الدكتور محمد فايز فرحات، أن سرعة تأثر الشرق الأوسط بتبعات الأزمة الأوكرانية إلى أسباب تتعلق باعتماد دول المنطقة بشكل رئيسي على روسيا وأوكرانيا كمصدر لسلع أساسية كالقمح.
وأشار مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية، إلى أن جميع الأطراف تتعامل مع الأزمة الحالية في أوكرانيا أنها تمهد لعالم مختلف.
من جانبه، قال الدكتور عزت إبراهيم، رئيس تحرير جريدة الأهرام ويكلي، إن الولايات المتحدة لا يعنيها كثيرًا أزمة الطاقة مثل أوروبا، موضحا أن الخطاب السياسى الروسى تراجع عن فكرة تغيير النظام فى أوكرانيا.
وأوضح الكاتب الصحفي، خلال استضافته، فى برنامج "كلام فى السياسة"، أن الرئيس الأمريكى فشل فى توليد حالة الزخم المطلوبة لمواجهة الموقف الروسى فى أوكرانيا.
وأشار الدكتور عزت إبراهيم، إلى عدم استطاعة الرئيس بايدن التوصل لإجماع خلال على كيفية مواجهة موسكو، الأمر الذى اضطره للاستقرار على حشد مزيد من القوات على خط المواجهة، وتقديم مزيد من الدعم العسكرى لأوكرانيا.
وذكر رئيس تحرير جريدة الأهرام ويكلي، أن الأمور وصلت مرحلة اللا سلم واللا حرب بين حلف شمال الأطلسى (الناتو) وروسيا على خلفية الأزمة الأوكرانية.
ولفت إلى تحليل الدوائر المعنية بالأمور الاستراتيجية والترتيبات العسكرية فى الطرفين، والذى يستقر على أن الأمر بات صراع "طويل الأمد" تتخلله فترات استرخاء، متوقعا أن المفاوضات بين الناتو وروسيا "لن تكون مجدية" فى غياب الإرادة السياسية من الجانبين فى تقديم تنازلات خلال هذه المرحلة.
وأكد أن حصيلة القمم الأوروبية الثلاث المنعقدة بشأن الأزمة الأوكرانية، جاءت مخيبة لكثير من التوقعات على مستوى دوائر النخب السياسية فى الغرب، موضحا أن الغرب ولاسيما الولايات المتحدة كان يتوقع أن تحدث موجة جديدة من العقوبات عل الأقل، لكنه عزى الأمر للانقسامات الحادة بين دول الغرب والتى تعود لاختلاف الأهداف والمصالح.
من جانب آخر، قال محمد نجم الباحث الاقصادي، إن الإصلاح الاقتصادي جعل الدولة قادرة على تخفيف حدة الأزمة الاقتصادية العالمية، موضحا ان انخفاض الجنيه المصري في الفترة الأخيرة جزء من موجة وأزمة عالمية.
وأضاف خلال تصريحات لبرنامج "كلام في السياسة"، أن رفع قيمة الفائدة يقضى على فكرة وجود سوق سوداء.
وأوضح محمد نجم الباحث الاقصادي، أن مشروع الصوامع رفع قدراتنا في تخزين القمح وساعدنا في استيعاب الأزمة الحالية، لافتا إلى أنه في بعض دول اليورو يتم تخصيص كمية مُحددة لكل مواطن من السلع الأساسية.