أستاذ علم اجتماع تربوى:"تقليعة" الشباب للفت الأنظار..و"البنت الـ تلبس بالطريقة دى تستاهل التحرش"..خبيرة علم نفس: دليل "تشتت الهوية" والفراغ
بعد تداول عدد كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعى ، صورا جديدة لموضة 2016، والملابس المتوقع انتشارها فى موسم عيد الفطر المقبل ، والتى أثارت جدلاً كبيرًا داخل الشارع المصرى والفئات العمرية المختلفة ، حيث انتشرت مؤخرا موضة الملابس الممزقة ، والتى تعتبر الأكثر جرأة فى عالم الموضة والأزياء فى الفترة الأخيرة ، والتى بدأت بالبنطلونات الجينز الممزقة من الأمام على "الركبة"، ثم تطور الأمر لتصبح الفتحات خلفيه لتظهر أماكن حساسه بالجسد ، ثم مؤخرا ارتفع سقف طموحات الشباب وأحلامهم فى زيادة تمزيق الملابس وكثرة الفتحات بها لتشمل أيضا البلوزات والقمصان، وهو الأمر الذى يراه علماء النفس والاجتماع دليل على فراغ الشباب ، وتشتت هويتهم ولهثهم وراء تقاليع للفت أنظار من حولهم ، ويتوقع البعض أن تكون هذه الظاهرة سبب من أسباب كثرة التحرش.
أستاذ علم اجتماع تربوى:" البنت الـ تلبس بالطريقة دى تستاهل التحرش"
الدكتورة حلا منصور أستاذ علم اجتماع تربوى أكدت لـ"انفراد"، أنه دليل على فراغ هؤلاء الشباب وعدم إحساسهم بالقيمة والكيان، حيث يلهث كل منهم وراء "تقليعة" معينة أو موضة من أجل إحساسه بالاختلاف والتميز عمن حوله ولفت أنظارهم.
وأشارت "أستاذ الاجتماع التربوى" إلى أن اندفاع الشباب وراء هذه السطحيات يعد نقص دائم وشعور داخلى لديهم بعدم قيمة أى عمل يقومون به، وتابعت: هؤلاء الشباب لايروا أنفسهم سوى بتقليد "أعمى"، يحاول لفت أنظار من حوله بها، ليكون محور اهتمامهم، وهو يعد نوع من أنواع الفراغ غير الموظف بشكل سليم، ومن الممكن أن يزيد نسبة التحرش فى التجمعات التى تحدث فى المناسبات مثل الأعياد، وتابعت: " البنت اللى تلبس بالطريقة دى تستاهل التحرش".
وأكدت أستاذة علم الاجتماع لـ"انفراد"، أن الأمر ليس له علاقة بالتعليم والثقافة أو الدين أو حتى العادات والتقاليد، لكن الذوق العام اختلف للأسوأ، وهؤلاء الشباب يلهثون وراء الموضة والتقاليع ويعتقدون أن هذا هو التميز والقيمة، بعكس الماضى الذى كان الجميع يعلم أن الشعور بالقيمة يكمن فى التفوق الدراسى أو جمال الشخصية أو التميز فى الأخلاق، وللأسف تم فقدان كل هذه المعايير لتكون سبب من أسباب التميز، فبدأ هؤلاء الشباب فى رحلة بحث على أشياء "تافهة" يجدون فيها التميز من وجهة نظرهم الخاصة.
وأضافت"الدكتورة حلا منصور": الحل أن يبحث هؤلاء الشباب فى أنفسهم عن قيمة أو شعور بالتميز أو شئ إيجابى، بالإضافة إلى إعادة معايير التقييم لدينا ولا نلهث وراء أشياء لا تشبهنا،وتابعت: دور الأباء هام فى بث شعور داخلى لدى هؤلاء الشباب بأهميتهم ومساعدتهم فى بناء أنفسهم والبحث عن مستقبلهم، وليس فقط بالاكتفاء بالصرف ببزخ دون أدنى توجيه لهم.
وطالبت "الدكتورة حلا منصور"، أباء هؤلاء الشباب بإعلان حالة التمرد العام داخل المنازل وإعادة الحسابات الأسرية والمجتمعية من جديد، مؤكدة أنه كلما تقبل المجتمع لمثل هذه التقاليع، كلما زادت، وتطل علينا كل يوم بجديد، مثل تقليعات قصات الشعر والبنطلونات الشارل ستون وتسقيط البناطيل لدى الشباب.
أستاذ علم نفس: الملابس الممزقة دليل "تشتت الهوية" والفراغ لدى الشباب
وبدورها أكدت الدكتورة سلوى عبد الباقى أستاذ علم النفس، فى تصريح خاص لـ"انفراد"، أن عصر المعلومات والإنترنت هو سبب انتقال مثل هذه الظواهر لدينا بسرعة البرق، وأن الفئه العمرية للشباب بحد أوسط 15 عاما، يكون لديهم مايسمى بـ"تشتت فى الهوية"، أى عدم إدراك هؤلاء الشباب لهويتهم من هم ؟؟
ومايفعلون ومايريدون؟؟
ويكونون فى حالة تخبط، ولا تستطيع الهوية ان تستقر قبل العشرينات، مع مراعاة الفروق الفردية لكل شخص، حيث من الممكن أن تتأخر او تتقدم.
وأشارت الدكتورة سلوى عبد الباقى إلى أن هذا السن هو سن التطرف والخروج عن المألوف والأفعال الغريبة، للفت الانتباه وعدم شعورهم بأهميتهم، وعدم انتباه من حولهم لهم ، وإحساسهم بإنهم ليس لديهم قيمه فى الحياة، وغير منتجين، ولا يزالون "عالة" على المجتمع، بالإضافة إلى الفراغ الذى يسيطر عليهم.
وأضافت " الدكتورة سلوى عبد الباقى " لـ"انفراد"، أن تدهور التعليم فى مصر، وإنحدار المدارس والجامعات لابد أن تكون نتيجته أن ينشأ هذا الجيل من الشباب، وتابعت: "هذا نتيجة الإهمال".
واستطردت قائلة: لا سبيل للتقدم سوى بالاهتمام بالتعليم والبحث العلمى، ولابد من ربط مثل هذه الظواهر بقضايا المجتمع الكبيرة والخروج عن المألوف، هؤلاء الشباب ليس لديهم شئ حقيقى يملء الفراغ الروحى والمعنوى، ولديهم احتياجات روحيه لابد من توظيفها بشكل سليم، بالإضافة إلى غياب النوذج الذى يحتذى به هؤلاء الشباب سواء فى الآباء أو المدارس والجامعات، فضلا عن حالة ترهل المجتمع و"الخيبة"، حيث أن المجتمع بأكمله أصبح "مهزوز" وليس هؤلاء الشباب فقط.
وأوضحت أستاذ علم النفس: أزمة الهوية ليست البعد عن الدين لأن الدين بناء روحى وقيمى، وليس تعليمى، إلا أن الأزمة الحقيقية تكمن فى انخفاض المد الأخلاقى، ولابد أن يستيقظ المجتمع من "الغيبوبة"، وعدم خلط الأوراق، التى من الممكن أن ترجعنا للخلف 1600 عام.