سلطت الحلقة السابعة من مسلسل الاختيار 3، الضوء على أحداث الاتحادية واغتيال شهيد الصحافة الحسينى أبو ضيف، الذى استشهد خلال الاشتباكات التي وقعت بمحيط قصر الاتحادية بين مؤيدى ومعارضى الرئيس الأسبق محمد مرسى بسبب الإعلان الدستورى الذى أصدره فى 21 نوفمبر من عام 2012، ويتضمن تحصينًا لبعض قراراته.
ورصدت الحلقة اللحظات الأخيرة للشهيد الحسينى أبو ضيف، الذى قام بدوره الفنان محمد عبده، فخلال تغطيته لأحداث الاتحادية وأثناء حديثه مع زميل له عن أفعال أنصار جماعة الإخوان الإرهابية وتسجيله لحظات القتل المنهجى الذى يقومون به، تم تسليط ضور الليزر عليه من قبل أحد عناصر الجماعة الإرهابية لاستهدافه، وتم إطلاق النار عليه.
الحسينى أبو ضيف، جاء من مركز طما محافظة سوهاج، ليحقق حلمه الوحيد فى أن يكون صحفيا، مناصرا للفقراء، لكنه دفع حياته ثمن ذلك، حينما كتب على صفحته الشخصية على فيس بوك :"هذه آخر تويتة قبل نزولى للدفاع عن الثورة بالتحرير، وإذا استشهدت لن أطلب منكم سوى إكمال الثورة"، كأنما كان يشعر بأن رصاصة الغدر تنتظره لينضم اسمه لقائمة طويلة من الشهداء، ولتروى بدمائه أرض الاتحادية.
كان الحسينى أبو ضيف عضوًا فى حركة كفاية، وعمل على إحياء حركة شباب من أجل التغيير، وشارك فى كثير من الوقفات الاحتجاجية للدفاع عن المظلومين، فيما عمل محررًا صحفيًا بجريدة الفجر، بعدما تخرج فى كلية الحقوق جامعة أسيوط.
استشهاد فارس الصحافة الحسينى أبو ضيف، جاء عندما خرج الشعب المصرى فى الخامس من ديسمبر لعام 2012، ليعبر عن رأيه ضد سياسات جماعة الإخوان والرئيس الأسبق محمد مرسى بعد إعلانه الدستورى الذى كبل الحرية، وأكد رغبة الجماعة فى السيطرة على حكم البلاد والانفراد بالسلطة، وهو ما دفع المتظاهرين للاعتصام أمام قصر الاتحادية، للمطالبة بإلغاء ذلك الإعلان الدستورى.
ودفعت جماعة الإخوان حينئذ بميليشياتها للاعتداء على المتظاهرين أمام قصر الاتحادية، مستخدمين الأسلحة النارية والبيضاء، الأمر الذى أدى إلى وقوع اشتباكات بين الطرفين، وتدخلت حينئذ قوات الأمن للفصل بين الطرفين فى المذبحة التى عرفت حينئذ "بمذبحة الاتحادية"، التى تسببت فى استشهاد العديد من المتظاهرين، وكان أبرز ضحايا تلك الأحداث شهيد الصحافة المصرية الحسينى أبو ضيف، بعد إصابته برصاصة فى الرأس.
نقل أبو ضيف من موقع الحدث إلى مستشفى منشية البكرى، فرفض استقباله، كذلك فعل عين شمس التخصصى، واستقر به المقام فى مستشفى الزهراء الجامعى، وبدأت ملحمة جراحية استمرت أسبوعًا كاملًا، حيث وضع على أجهزة التنفس الصناعى كى تساعد رئتيه على نقل الهواء دخولًا وخروجًا.
وبعد أسبوع كامل من الغيبوبة التامة، سلم الحسينى أنفاسه الأخيرة إلى بارئه، وفاضت الروح فى الأسبوع التالى يوم 12 ديسمبر 2012، ليشيع شهيدًا من مقر نقابة الصحفيين إلى طما بسوهاج.
الحسيني أبو ضيف لم يكن الشخص الوحيد الذي تعرض لإطلاق النيران في هذا اليوم، ولكنه كان مختلفا عمن ماتوا، حيث كان يصور ويسجل، لم يتظاهر، لكن من قتلوه اعتبروا أن كاميرته خطرا عليهم.
مقتل الحسينى أبو ضيف، ساعد على إشعال الثورة وسقوط الرئيس الأسبق محمد مرسى، وكان من أولى البلاغات التى تقدمت ضد مرسى، بلاغًا تم تقديمه لنيابة مصر الجديدة يوم 6 ديسمبر 2012 يتهم فيه مرسى وعددًا من قيادات جماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة بمقتل أبو ضيف.