مخطرش على بالك يوم إنك تعمل زينة رمضان بكانز؟.. شاب من الدقهلية يزين شارعه بالعبوات المعدنية الفارغة.. هانى: استغرقت وقتا طويلا فى تجميعها من المنازل وقاعات المناسبات.. والأهالى : الفكرة مختلفة وغير م

فى حارة قديمة تعبق بالأصالة والدفئ، ترتدى حلة رمضانية مبهجة، تزهو معالمها العتيقة ببساطة ألوانها وبهاء طلتها، تفوح نسائمها العطرة بالفرحة والألفة والرضا وروح قلما تجدها فى مكان آخر، بمجرد أن تزورها تألفها روحك وتأسرها بعطاياها ألا حصر لها، وتحتمى حواسك ببهجة أهلها و"لمتهم"، وتسحرك عناقيد الزينة المعلقة التى تتلألأ ويعلو رنينها بينما يداعبها حفيف الهواء ولهو الأطفال وحماسهم وضحكاتهم التى تظللها فوانيس الخيامية. إنها لوحة فنية مبهرة تعيد للأذهان ذكريات "الزمن" الجميل، أحياها أبناء إحدى حوارى قرية اتميدة التابعة لمدينة ميت غمر بمحافظة الدقهلية، بالزينة الجميلة والعناقيد المضيئة والفوانيس المبهرة التى تعد مصدر بهجة المصريين وإحدى مظاهر الفرحة فى الشهر الكريم. تعليق العبوات المعدنية الفارغة أو عبوات "الكانز" فى أروقة الشوارع.. فكرة مبتكرة خارج الصندوق اهتدى إلى تنفيذها الشاب هانى الروبي، فى شارعه بقرية اتميدة هذا العام احتفاءا بقدوم شهر رمضان وروحانيات الخير واليمن والبركات، فأراد أن يغير من مفهوم زينة رمضان التقليدى والمتعارف عليه والذى بات لسنوات طويلة مقتصر على القصاقيص البلاستيكية والأوراق وقماش الخيامية وأفرع الأنوار، رغبة منه فى إضفاء لمسة جمالية وفنية وبصمة جديدة ومختلفة وغير مكلفة يضفى من خلالها رونق خاص على شارعه، ليميزه عن باقى شوارع مصر. وفى هذا الصدد، قال هانى الروبى صاحب الفكرة لـ"انفراد"، إنه نجح بفكرة بسيطة ومميزة وغير مكلفة أن يضفى البهجة والسعادة على أهالى وأبناء قريته، ويصنع زينة رمضان بأشكال فنية جميلة ومميزة تبهر الناظرين، مشيرا إلى أن سبب اختياره للعبوات الفارغة واستبادلها بزينة الخيامية وغيرها هو أنه أراد أن يغير من الطرق التقليدية والروتينية فى الاحتفال بالشهر الكريم. وتابع أن بداية تنفيذه الفكرة كانت فى شهر رمضان الماضي، حيث قام بتجميع ما يقرب من 30 عبوة معدنية فارغة وقام بتعليقها بحبلين فقط فى الشارع، مشيرا إلى أن الفكرة كانت مبهجة وأضفت الفرحة على الشارع رغم بساطتها وحظت بقبول جميع الأهالى والأطفال فى القرية، ومن لحظتها قرر أن يواصل مسيرته فى تجميع العبوات الفارغة من أصدقائه وأقاربه وقاعات المناسبات ليكمل تعليق العبوات المعدنية الفارغة على امتداد الشارع ويفرح الأهالى والأطفال، حتى نجح فى الإنتهاء من تزيين نصف مساحة الشارع، مؤكدا على أنه سيواصل رحلته فى تجميع العبوات الفارغة ليتمكن من تزيين كل أرجاء الشارع بالعبوات الفارغة مع قدوم شهر رمضان القادم. واستطرد أنه واجه العديد من الإنتقادات ومظاهر السخرية فى بداية تنفيذه للفكره، فالبعض رفض تنفيذ الفكرة لغرابتها، والبعض لم يعجبه شكل الشارع بعد تعليق العبوات مفضلين زينة رمضان التقليدية من القصاقيص وأفرع الأنوار التى اعتادوا على تعليقها وتزيين شوارعهم بها منذ سنوات طويلة، والبعض الآخر سخر منه ومن فكرته وظنوا أنه يقوم بتجميع العبوات المعدنية الفارغة ليبيعها ويتاجر فيها، مشيرا إلى أنه لم يبدى أى اهتمام بسخريتهم واستهزائهم به ومن فكرته وأصر على تنفيذها، يقينا منه بأنها ستنال إعجابهم بعد الإنتهاء من تعليق كافة الأفرع وتزيين الشارع بعبوات "الكان" الفارغة. وقال إن فكرته ليست مجرد عبوات فارغة تم تعليقها، بل إبداع من نوع خاص خلقه مع زوجته وأبنائه على مدار أكثر من عام، مشيرا إلى أنهم اجتهدوا سويا فى تجميع العبوات الفارغة وترتيبها مع بعضها البعض، لتضفى تناغما وانسجاما شكليا ولونيا مبهرا يخطف الأنظار، فضلا عن مجهودهم الذى بذلوه فى تعليق الأحبال على امتداد الشارع، مؤكدا على أنهم نجحوا بفكرتهم البسيطة والمميزة أن يسعدوا أنفسهم وأطفالهم.