أثارت فتوى سلفية بتطبيق حد الحرابة على الفنانين، غضب الإسلاميين الذين أكدوا أنها فتوى متشددة ولا علاقة لها بالدين الإسلامى، موضحين أن الأعمال الفنية تخضع للمعايير التنافسية وجميعها خاضعة لإرادة المشاهد ولا يجوز إصدار مثل هذه الفتاوى.
البداية عندما طالب الداعية السلفى محمود لطفى عامر، بتطبيق حد الحرابة على الفنانين، وكل من يشارك فى انتاج الأفلام أو المسلسلات بدعوى سرقة وقت المواطنين فى شهر رمضان.
وقال "لطفى" فى بيان حمل عنوان "سارق الدرهم وسارق الوقت": "القارئ لآية حد السرقة وآية حد الحرابة يجد أمرًا عجبًا بإعمال (قياس الأولى) فالله جل وعلا يقول: "السارق والسارقة فاقطعوا أيديهما" وفى نفس سورة المائدة يقول المولى عز وجل فى الآية (33): (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ)".
وأضاف "عامر": "فإذا كانت عقوبة سرقة المال قطع اليد فما بالنا بسرقة الوقت، وليس أى وقت بل أشرف الأوقات، ولولا العذر بالجهل وإقامة الحدود إنما موكولة للحاكم لا ينازع فيها، لقلت أن القائمين على المسلسلات والأفلام سواء منتجين أو مخرجين أو ممثلين أو قنوات حكم الشريعة فيهم هو حد الحرابة إما إعمالا بعموم اللفظ أو بإعمال قياس الأولى".. مضيفًا:"اللهم أهدى الفنانين والفنانات ولا تؤاخذنا بأعمالهم ولا بخطايانا وتب علينا إنك أنت التواب".
فى المقابل، قال هشام النجار، الباحث الإسلامى، إن الأعمال الفنية تخضع للمعايير التنافسية وجميعها خاضعة لإرادة المشاهد الذى يستطيع التحكم والفرز واختيار ما يشاهده، والقضية نسبية فلا ينبغى التعميم بوضع كل ما يعرض على الشاشة فى سلة واحدة وهناك أعمال جيدة فنياً وتقدم رسالة أما الأعمال السطحية أو الهابطة فعقابها ليس بهذا الشكل الذى تحدث عنه الداعية السلفى إنما بعدم مشاهدتها ومقاطعتها.
وأضاف فى تصريح لـ"انفراد" أن الحكم على العمل الفنى وظيفة الناقد الفنى والمتخصص فى هذا المجال، وتظل التنافسية هى التى تحقق الإصلاح الحقيقى فى مجال الإبداع والفن، فالأعمال الهابطة تواجه بالأعمال الهادفة ذات القيمة الفنية العالية التى يقبل عليها الجمهور دون سواها ليصبح أكبر عقاب للأعمال الهابطة السطحية هو مقاطعتها وإهمالها جماهيرياً.
وفى سياق متصل، أكد الدكتور محمد الشحات الجندى، عضو مجمع البحوث الإسلامية، بضرورة أن يكون هناك سيطرة على الفتاوى الصادرة والتى تمثل خطرًا على المجتمع، موضحًا أن هذه الفتاوى متشددة ولا علاقة لها بالدين.
وأضاف عضو مجمع البحوث الإسلامية، الجميع الآن أصبح يصدر فتاوى دون أن يكون مؤهلا لذلك، ولابد أن تكون صادرة من الأزهر ولا تصدر من أى أحد.