قال جيمس موران، سفير الاتحاد الأوروبى بالقاهرة إن الجميع يشعر بالقلق حيال انفصال بريطانيا، ولكن الاستفتاء بشأن عضوية المملكة المتحدة تم خلال عملية حرة وديمقراطية، ويمكن أن يكون البعض يشعرون بالغضب والقلق، وهو قرار غير مسبوق، والاتحاد الأوروبى سيظل يقوم بدوره الداعم.
وأوضح فى كلمته خلال حفل الإفطار السنوى الذى تقوم به سفارة وفد الاتحاد الأوروبى، أن المملكة المتحدة تبقى عضوا فى الاتحاد الأوروبى حتى تنفصل بشكل نهائى وتتوقف عضويتها، ولن يتغير شئ طوال مدة التفاوض التى تستمر عامين، وبناء على ذلك، تبقى جميع الاتفاقيات مطبقة وملزمة، حتى تتم عملية الخروج بشكل كامل، ولكن ما إن تتم العملية بشكل كامل خلال الخطة الزمنية التى حددتها اتفاقية لشبونة وتحديدا المادة 50، وإذا لم يتم مد فترة التفاوض، ستتوقف عضوية المملكة نهائيا فى الاتحاد.
وأكد موران أنه حتى الآن لم يتغير أى شئ على الإطلاق، وتبقى المملكة المتحدة عضو كامل يلتزم بدوره فى الاتفاقيات.
المساعدات لمصر لن تتغير
وبسؤاله عما إذا كان خروج المملكة المتحدة من أوروبا، والتى تساهم بـ11% فى ميزانية الاتحاد الأوروبى، أكد السفير موران أن المساعدات لمصر لن تتغير الآن بأى شكل ، لأن المملكة المتحدة تزال ضمن الاتحاد الاوروبى وليس من الواضح كم ستستغرق للخروج.
وأوضح السفير أن المناقشات مستمرة مع السلطات المصرية مشيرا إلى أنه يثق فى الوصول إلى اتفاق بشأن الأمن ومكافحة الإرهاب، والتعاون مع المجتمع المدنى، ونعمل مع مصر فى قضية سلام الشرق الأوسط ، وليبيا، والتحدى الخاص بالهجرة.
وقال موران إن الاتحاد الأوروبى سيبدأ مشروع "صوفيا" خاص بمساعدة مصر فى ملف الهجرة غير الشرعية واللاجئين، وأضاف إن مصر تعانى من مشكلات الهجرة غير الشرعية.
أما عن التجارة، فأوضح أن هناك مؤشرات حول زيادة الصادرات من مصر، التى بدأت تتعافى، إذ كان هناك زيادة بنسبة 10% خاصة فى المنتجات الزراعية، وانخفضت الصادرات الخاصة بالنفط بسبب انخفاض أسعار النفط، معربا عن تفاؤله حيال تعافى مصر وتعزيز قدراتها .
وقال إن الاتحاد الأوروبى يعمل مع مصر لزيادة الصادرات لأنها السبيل للتقدم للأمام، وأكد "لكن نشعر بالقلق على القيود التى فرضت على الصادرات لأن هذا سيؤثر سلبا على سير التجارة وهناك قيود غير ضرورية وتؤخر وصول الشحنات وتؤدى إلى ارتفاع أسعار السلع ويجب التفكير فى هذه القيود، لأنها تضر" حسب تعبيره.
وأضاف أنه برغم أن القيود المفروضة قد تكون من أجل حماية المستهلك، ورغم أن مصر تعانى من مشكلة فى العملة الصعبة، ولكن هذا القرار يضر أكثر مما يفيد، لأن الاستثمار مصدر رئيسى للعملة الصعبة لمصر، ويجب أن نهتم بعلاقات التجارة، ولن يكون فى مصلحة الطرف المصرى الاستمرار فيها.
وأوضح موران أن مصر بحاجة إلى دفع الاقتصاد، ومستثمرى الاتحاد الاوروبى يحتلون مكانة كبيرة ونحن نأمل أن تسحب السلطات المصرية الإجراءات الأخيرة وتراجعها بشكل يتلاءم مع ارشادات التجارة العالمية.
وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبى قدم منح تقدر بمليار يورو دعم لمصر ولكن نقوم بالكثير للفئات التى بحاجة إلى الدهم والمساعدة من أجل رفاهية الشعل المصرى، مشيرة إلى أن نصف مليار وجهت للتنمية الاقتصادية فى قطاعات الصحة والتعليم والتنمية المحلية وكل البرامج مخصصة لدعم الشعل المصرى وقمنا بكثير من الأشياء ومررنا بتجارب رائعة مع المزارعين، وأكد موران أن هناك مليون ونصف مليون أسرة مصرية تستفيد من مساعدات الاتحاد الأوروبى، و8 ملايين ونصف مليون أسرة يستفيدون فى قطاع المياه، و2.2 مليون أسرة فى معالجة المخلفات، وملايين فى مجال النقل والمواصلات ، فى مختلف القطاعات المتعلقة بالتنمية الاجتماعية.
وذكر أنه سعيد للفترة التى قضاها فى مصر سفيرا للاتحاد الأوروبى معتبرا أن مصر كانت جزء مهم من رحلته التى تنتهى فى سبتمبر المقبل، إذ تنتهى مدته كسفير لمصر، وكانت هناك تحديات وكان هناك خلافات واختلافات مع الاتحاد الأوروبى ولكنه هذا يحدث لان العلاقات قوية ، والعلاقة بين المصريين والأوروبيين فريدة ونحن أصدقاء ولسنا فقط جيران.
وبسؤاله عما إذا كان يشمل دعم الاتحاد الأوروبى لمصر فى مجال التعليم مساعدتها فى التصدى لظاهرة الغش، قال جيمس موران إن هذه مسألة يمكن للسلطات المصرية حلها، و"نحن ملتزمون بتقديم يد العون لدعم التعليم فى المدراس الابتدائية والتعليم الأساسى ، والتعليم العالى وهذا سيستمر ومصر يمكنها حل المسألة".
أما عن الأوضاع فى ليبيا، فأضاف موران أن أوروبا تعمل بشكل وثيق مع مصر، لأن كلا منهما دول جوار لليبيا، ولدينا قلق لما يحدث هناك، معربا عن أمله فى استقرار سريع، وأشار إلى العملية صوفيا فى البحر المتوسط، وهناك تعاون بين البحريتين المصرية والأوروبية .
أما عن مكافحة الإرهاب، قال موران إن هناك حاجة للتعاون فى هذا الملف، لاسيما مع وجود داعش ، مشيرا إلى أنه يتمنى التعاون أكثر،ورغم أن القاهرة وأوروبا قد لا يريان الأمر بنفس الطريقة، إلا أنه ليس لزاما الاتفاق فى وجهات النظر، "ولكننا نتفق على مكافحة الإرهاب ولزام علينا أن نتعاون فيما بيننا وأن ندعم بعضنا البعض فى هذا الإطار، وتحدثنا عن هذا الأمر كثيرا ونتمنى أن نصل بشكل قريب لتعاون أكبر".
وبسؤاله عن أى جهود تبذل للمصالحة مع جماعة الإخوان المسلمين، أكد موران أنه لا يوجد أى جهود تتم من قبل الاتحاد الاوروبى للمصالحة، مشددا على أن المسألة منتهية فى هذا الشأن،" ولا نفكر فى هذا الأمر، ونركز على أمور أهم".