مناظرة ساخنة فرنسية تتصدر الأخبار العالمية وتشعل الأجواء الفرنسية، مزق فيها الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون منافسته اليمينية المتطرفة مارين لوبان ليس فقط بسبب علاقاتها مع روسيا، وإنما لرغبتها فى إشعال الحرب الأهلية فى بلاد النور بسبب موقفها من الحجاب والهجرة.
وتبادل المرشحان الاتهامات التى استقبلها إيمانويل ماكرون بهدوء وردود بدلوماسية اتهمته على اثرها بالنفاق وخاصة فيما يخص الأزمة المناخية، بينما سعى ماكرون للتأكيد على أن منافسته غير جديرة بالثقة في الأساس ، متهماً إياها بعدم النزاهة واستخدام شخصيات خاطئة في وعودها الانتخابية.
وبعد خمس سنوات من مواجهتهما الأولى، و قبل أربعة أيام من إجراء الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية في 24 أبريل، تقابل المرشحان فى قضايا لاتخص فقط الشأن الفرنسى وإنما العالم أجمع.
وبدأ النقاش بالحديث عن السياسة الدولية وخاصة الحرب الروسية الأوكرانية، حيث أعرب ماكرون عن رغبته في الحوار مع روسيا لكن مع مواصلة فرض عقوبات عليها بهدف وضع حد للحرب في أوكرانيا، واتهم لوبان بالتبعية لموسكو وبوتين باعتبار أنها تحصلت على قرض بـ9 مليون يورو من بنك روسي سنة 2014، أما لوبان فقد أكدت من جهتها أنها تؤيد حرية أوكرانيا وأن تكون مستقلة عن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا، واتهمت ماكرون بأنه "غير أمين" لإثارته هذه القضية.
وعن سن التقاعد، وعد ماكرون بمواصلة تحسين المعاشات ووضع حد أدنى لها لا يقل عن 1100 يورو، بينما اقترحت لوبان زيادة تدريجية في سن التقاعد لتصل في سن 62 عاما معتبرة أن التقاعد في سن 65 عاما يعد ظلما لا يطاق.
وأكدت لوبان أمام شاشات التلفزيون على ضرورة منع ارتداء الحجاب في الأماكن العامة، بينما رد ماكرون بالقول إن منع الحجاب في الشارع سيتسسب في حرب أهلية مؤكدًا أن فرنسا بلد الأنوار ستكون بهذه القرار أول بلد في العالم يمنع الرموز الدينية في الشارع.
كما أشارت لوبان إلى أنها ترى أن الوضع في البلاد سيئ جدا داعية إلى حل معضلة الهجرة التى وصفتها بالفوضوية التي تسبب في تدهور الوضع في البلاد داعية إلى مزيد من الحزم في مجال العدالة وزيادة تسليح الشرطة، أما ماكرون فأكد أنه أوفى بوعده بانتداب 10 آلاف معاون أمن وزيادة ميزانية القضاء 30 % متحدثا عن ملف الهجمات السيبرانية التي سيخصص لها محققين مختصين.
وبالنسبة لملف الهجرة، تقترح لوبان إجراء استفتاء حول هذا الملف مع إقرار طرد المجرمين والمنحرفين الأجانب والتخلي عن حق الأرض ووضع حد لتسوية أوضاع المهاجرين غير الشرعيين وإصلاح نظام شينجن أما ماكرون فأكد على مواصلة حماية الناس الهاربين من بلادهم بسبب خطر على حياتهم مؤكدا حاجة فرنسا للهجرة الاقتصادية النظامية.
واحتلت القدرة الشرائية أجواء المناظرة فمارين لوبان قالت إنها تريد تخفيض ضريبة القيمة المضافة على الطاقة من 20 إلى 5 % كما وعدت بإعفاء من يقل سنهم عن 30 عاما من الضرائب فيما يعتبر ماكرون أن أفضل طريقة لتحسين القدرة الشرائية هي مكافحة البطالة مذكرا أن معدلات البطالة تراجعت إلى 7.4 %.
وتضمنت المناظرة تبادل الاتهامات بين المرشحين حيث اتهمت لوبان ماكرون بعدم الانسجام في تعامله مع ملف الطاقة حيث بدأ ولايته بالرغبة في إغلاق المفاعلات النووية والآن يريد بناء مفاعلات جديدة، بينما وعد ماكرون بتعيين رئيس وزراء يتولى وضع خطة لمكافحة الاحترار المناخي لكن لوبان اتهمته بـ"النفاق المناخي".