قرية كاملة لم تجف أعين أهلها عن الدمع حزناً على مصرع 3 أشقاء أطباء بعد سقوط السيارة بهم فى ترعة جلبانة على طريق "الإسماعيلية - العريش"، وناجى وحيد من هذا الحادث يعيش أزمة نفسية لما رآه خلال 15 دقيقة داخل المياه محاولاً إنقاذهم ولكن شاء الله أن يرحلوا من دنيانا.
تعيش قرية أم الرزق بمركز كفر سعد التابع لمحافظة دمياط أيام صعبة وحزن كبير لوداع 3 أشقاء أطباء إثر حادث أليم.
لكل أجلٍ كتاب
وفى هذا الصدد قال المهندس محمود الكحلاوى، الناجى الوحيد من حادث مصرع الأطباء الثلاثة الأشقاء، إننا قررنا العودة إلى محافظتنا دمياط فى آخر أسبوع من شهر رمضان بعد أداء امتحانات الميدتيرم لنقضى إجازة عيد الفطر المبارك.
وأضاف "الكحلاوي"، أنه تحدث إلى محمود - طالب كلية الطب، للسفر ولكنه رد عليه قائلاً "منسافرش دلوقتى خلينا بعد الفطار"، وبالفعل تحركنا من محافظة شمال سيناء حوالى الساعة السابعة والنصف.
لحظات ما قبل السقوط بالترعة
وأشار إلى أن محمود كان يقود السيارة وبعد أن انتهى من طريق العريش ووصلنا إلى ترعة جلبانة، فوجئ بوجود ترعة السلام أمامه مباشرةً، فحاول السيطرة على السيارة ولكننا سقطنا جميعا بالسيارة فى الترعة قائلاً: "بقينا قدام ترعة السلام وحاول محمود يفرمل وشد فرامل اليد لكن السيارة زحفت بينا جوه ترعة السلام وسقطنا فى المياه".
وقال الناجى الوحيد من حادث مصرع الأطباء الثلاثة الأشقاء، إنه فور سقوط السيارة فى مياه الترعة حاول محمود غلق الشبابيك فى السيارة لعدم دخول المياه فى محاولة لكسب وقت حتى يأتى أحد لإنقاذنا، ولكننا بهذا الوضع سنغرق تماما ولا نستطيع فتح الشبابيك أو الأبواب بسبب قوة دفع المياه، واستقررنا على فتح الشبابيك والخروج منها إلى أعلى المياه.
لا يستطيعوا السباحة
وبعد معرفتى منهم أنهم لا يستطيعوا السباحة، طالب محمود الكحلاوى صديقه الطبيب بالجلوس هو وأخته الصغيرة آلاء أعلى السيارة، واصطحبت أخته الكبيرة آية لتمسك بى وأحاول أن أصل بها إلى شط المياه وأعود بعد ذلك لإنقاذهما، مشيراً إلى أنه خلال ذلك كله كان يقف أهالى المنطقة أعلى الترعة يحاولوا الاستغاثة بأى شخص يجيد السباحة ولكن لا أحد منهم كان يستطيع السباحة.
واستطرد: حاولت السباحة وآية تمسك بى ولكنى شعرت أننى أتحرك فى نفس المكان، وبالفعل وجدت نفسى عكس التيار، فتوجهت إلى الجهة العكسية وحاولت السباحة ولكنى وجدت آية من خلفى تسقط وتنطق الشهادة وتركتنى فناديت عليها وحاولت الإمساك بها فلم ترد.
يناديهم ولا يردوا
وأوضح الناجى الوحيد من الحادث، أنه ظل ينادى على الجميع لأن الطريق كان مظلما تماماً وكذلك الترعة، ولكن لم يجيبنى أحد، ففقدت الأمل فى إنقاذهم وأصابتنى حالة من اليأس فتركت جسمى يسبح فوق سطح الماء حتى ارتطمت رأسى بحجر إحدى جانبى الترعة وخرجت من الماء.
ولفت إلى أنه بعدما خرج وجد أشخاص يخرجون إحدى الأختين لا أعلم أهى آية أو آلاء، وركبنا الإسعاف سوياً ولكن خالتها العامة كانت سيئة تماماً حتى وصلت المستشفى فى القنطرة شرق وتوفيت على الفور.
ربع ساعة فى المياه
وأوضح المهندس محمود الكحلاوي، أن الواقعة كلها داخل المياه استغرقت حوالى ربع ساعة، ذهبت بعدها عن طريق الإسعاف إلى مستشفى القنطرة شرق، وحاولت الاطمئنان عليهم جميعا وعلمت أنهم توفوا لأنهم لم يخرجوا من المياه على الرغم من مرور حوالى ساعة تقريبا أو أكثر.
ابنى فى أزمة نفسية كبيرة ادعوله يعدى منها
قال المهندس أحمد - والد محمود الكحلاوي، الناجى الوحيد من حادث مصرع الأطباء الثلاثة الأشقاء، "ابنى فى أزمة نفسية كبيرة ادعوله يعدى منها".
وسرد والد المهندس محمود تفاصيل الساعات الأليمة التى عاشها بعدما تلقى مكالمات هاتفية عديدة بوقوع حادث مأساوى لنجله وصديق عمره محمود وأخواته، وعلى الفور اصطحب أهل الأشقاء الثلاثة وتوجهوا إلى مكان الحادث.
وأوضح، أنهم خلال الطريق تلقى العديد من التليفونات التى كانت تخبره بالتفاصيل وحالات الوفاة الأشقاء الثلاثة، حتى أنه كان يصعب عليه الرد بسبب وجود والد الأشقاء معه، مشيراً إلى انهم فور وصولهم كانت قد خرجت جثامين محمود واخته وتبقى الأخت الأخرى فى المياه، حيث ظللنا نبحث عنها حتى التاسعة من صباح اليوم التالي.
شهامة أهل المنطقة والصحاب
وتقدم والد محمود الكحلاوي، بالشكر الوفير لأهالى المنطقة الذى وصفهم بالشهامة والرجولة فى مواقفهم وتعاملهم خلال هذه الأزمة قائلا "أنا لاحظت أن أهل المنطقة جدعان وعندهم شهامة كبيرة جدا"، كما شكر كل أصدقاء الأشقاء الثلاثة الذين وقفوا بجوار الأهل أيضا بكل شهامة ورجولة.
غسلت التلاتة بإيدى
وخلال حوارتنا مع أهالى القرية المكلومة وجدنا مجموعة من الأصدقاء يقفون بجوار شقيق الأشقاء الثلاثة فالتقينا معه وهو فى قمة الحزن والدموع تملأ عينيه قائلا : لم نكن نتوقع ما حدث فى يوم من الايام فالمصاب أليم جدا فأنا الذى قمت بتغسيل أشقائى الثلاثة "غسلت التلاتة بأيدي".
رسالة مؤثرة من صديق محمود
قال أحد أصدقاء محمود وهو من أبناء محافظة سوهاج، إنه حرص على التواجد والمشاركة هو وزملائه فى كل أعمال الخير كصدقة جارية على روح محمود، لأن محمود كان أكرم وأفضل وأصدق الأصدقاء كان محبا للجميع والكل يشهد له بالخلق، فإن كنا نشارك له فى بير بأفريقيا صدقه له لو كنا مكانه لكان حفر البير بنفسه بل وحفر لنا قبور وسار فى كل أعمال الخير.
وأضاف صديق محمود، أنه يشهد له بالتفوق أيضا فكل الأعمال الدراسية التى كانت مطلوبة مننا خاصة خلال فترة كورونا كان يقوم هو بها نيابة عنا من أبحاث وغيرها.
كان أهالى محافظة دمياط، استيقظوا أمس على خبر حزين، بعد وفاة 3 أشقاء " بكليتى الطب والصيدلة "من أبناء قرية أم الرزق التابعة لمركز كفر سعد بدمياط فى حادث انقلاب سيارة ملاكى بناحية ترعة الجلبانة طريق الإسماعيلية العريش.
وتم إخطار مرور الاسماعيلية لمعاينة موقع الحادث وتحديد أسبابة، والدفع بعدد من سيارات الإسعاف لنقل الجثامين إلى مشرحة مستشفى القنطرة شرق، وإخطار النيابة العامة لمباشرة التحقيق ومعاينة موقع الحادث واستصدار تصريح بدفن الجثث وتسليمها.
وثلاثة أشقاء لقوا مصرعهم فى حادث انقلاب سيارة ملاكي، قرب قرية جلبانة التابعة لمركز ومدينة القنطرة شرق، على طريق "القنطرة شرق _ العريش"، وأصيب شخص آخر نقل إلى مستشفى جامعة قناة السويس لتلقى العلاج.