عشاق الحيوانات لهم عالمهم الخاص، وقوانينهم التى ربما لا يعرفها الكثيرون، وخلال الفترة الأخيرة بدأت تنتشر حالة جديدة فى هذا العالم وهى تبنى القطط والكلاب وحتى باقى الحيوانات الأليفة، ولكن لماذا التبنى وليس البيع، وكيف يطمئن صاحب الحيوان أن المتبنى سيرعى كلبه، ولماذا لا يبيعه، وكيف يدار هذا العالم، كل هذه التفاصيل يهتم بها عشاق الحيوانات الأليفة وصنعوا لها خلال السنوات الأخيرة قواعد هامة وصارمة وقوانين واضحة.
لمياء حمدين، واحدة من الفتيات اللاتى دخلن لهذا العالم بقوة، وتملك حاليا 7 قطط وكلب، تقول إن معظم مربى القطط والكلاب يرفضون بيعهم لأن الأرواح لا تباع وتشترى، وعرضهم للتبنى فى الأصل يكون لظروف خاصة مثل أن المالك لا يتمكن من تقديم الرعاية الكافية لحيوانه، فيكون الحل هو البحث عن متبنى له، ويجب أن تتوافر فى هذا المتبنى مجموعة من الشروط مثل أن تكون لديه خبرة فى التربية، وأن يكون لديه مكان ليعيش فيه الحيوان، فلا يقبل تربية الحيوان فى السطح أو فى البلكونة على سبيل المثال، فمن شروط التبنى أن يعيش الحيوان فى المنزل وأن يكون له مكان.
ولكن كيف يضمن المالك معاملة المتبنى للحيوان، وكيف يضمن عدم بيعه، كل هذه التفاصيل لها قواعد صرامة وقوانين، فمن شروط التبنى توصيل الكلب لبيت المتبنى ورؤية أهله والحياة التى سيعيشها.
بعد ذلك يتم الحصول على صورة لبطاقة المتبنى وإقرار بمراعاة الكلب مع إلزام المتبنى بإرسال صورة كل أسبوع أو اثنين للحيوان للاطمئنان عليه والسماح بزيارته فى أى وقت.
يضاف لكل هذا عقود بها الرقم القومى، والعنوان، وإقرار بالالتزام بعلاج الحيوان والاهتمام بتطعيماته، ومتابعة حالته مع طبيب بيطرى، والمحافظة على معاملته كما تقول الشهادة معاملة طيبة وحميمة وإطعامه بما يفيد صحته.. وعدم إزائه بدنيا أو نفسيا، وفى حال عدم الالتزام بكل التفاصيل يتم إبلاغ منظمة حقوق الحيوان لاتخاذ اللازم ضد المتبنى وتوقيع الغرامة التى تقررها المنظمة.
عشاق الحيوانات الأليفة استغلوا أيضا مواقع التواصل الاجتماعى، لتسهيل رحلة التبنى بأشكالها المختلفة، ودشنوا مئات المجموعات التى تحاول جمع المهتمين بعمليات التبنى للتواصل فيما بينهم، يمكنك أن تجد جروبا مثل "تبنى ومساعدة الكلاب والقطط" الذى يكتب فى التعريف الخاص به "تبنى الكلاب والقطط والبحث لهم عن منازل هدفنا الإصرار على مساعدة الحيوانات وفعل أى شىء لهم لكى ينعموا بحياة سعيدة"، وجروب آخر بعنوان "تبنى الكلاب البلدى أنها أرواح"، والذى يهدف لدعم فكرة تبنى الكلاب البلدى التى يرى أنها تعانى فى الشوارع ويجب الاهتمام بها، فضلا عن الاهتمام بالكلاب الأليفة التى تباع فى المحلات وتتوفر لها درجات رعاية عالية.
وبالتأكيد لا تسلم تلك المجموعات من حملات الانتقاد، التى تؤكد أن هناك من الأطفال من يستحقون التبنى أكثر، ولكن يرد أصحابها أن الحيوانات أرواح هى الأخرى، وأنه فى الوقت الذى يجد البشر فيه من يرعاهم، ويمكنهم التحدث والتعبير عن مشاكلهم فإن الحيوانات لا يمكنها القيام بنفس الأمر.