تشتعل الانتخابات البرازيلية قبل انطلاقها فى أكتوبر المقبل، وتشتعل المنافسة بين الرئيس السابق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا والرئيس الحالى، جايير بولسونارو، خاصة فى ظل أزمة المناخ والأزمة الاقتصادية والصحية التى تمر بها البرازيل بسبب فيروس كورونا.
وسخر رئيس البرازيل، جايير بولسونارو، من دعوة من الممثل الأمريكى والناشط البيئى ليوناردو دى كابريو، أحد منتقدى الرئيس اليمينى المتطرف، للشباب من أجل التصويت فى الانتخابات الرئاسية البرازيلية المقررة فى أكتوبر القادم.
وقال بولسونارو فى رده على دعوة دى كابريو بطريقة ساخرة "شكرا لك على دعمك يا ليو! من المهم جدًا أن يصوت جميع البرازيليين فى الانتخابات القادمة. سيقرر شعبنا ما إذا كان يريد الحفاظ على سيادتنا على منطقة الأمازون أو يريد أن يحكمه لصوص يخدمون مصالح أجنبية "، حسبما نقلت صحيفة الكوميرثيو البيروفية.
واستجاب بولسونارو، الذى يطمح لإعادة انتخابه فى انتخابات أكتوبر، بهذه الطريقة لدعوة وجهها الفنان للشباب البرازيليين للتسجيل فى الانتخابات وفرض تصويتهم تغييرًا فى سياسات حماية البيئة.
وكتب دى كابريو، على صفحته بالشبكات الاجتماعية، مرفقا رابطًا بمعلومات التسجيل الانتخابى فى البرازيل، "البرازيل هى موطن غابات الأمازون وغيرها من النظم البيئية الهامة فى مواجهة تغير المناخ. ما يحدث هناك يعنينا جميعًا، والناخبون الشباب هم المفتاح لتعزيز التغيير نحو كوكب صحي".
ولم تكن هذه الأزمة الأولى بين دى كابريو ورئيس البرازيل، فقد تعرض بولسونارو لانتقادات واسعة من الممثل الأمريكى بسبب حرائق غابات الأمازون التى تتعرض لها المنطقة منذ توليه السلطة فى 2019.
انضم دى كابريو حتى إلى مبادرات من قبل العديد من المنظمات غير الحكومية والسلطات الدولية التى تطلب أن يعتمد أى استثمار فى البرازيل على التزامات صارمة بالحفاظ على غابات الأمازون، وهى الطلبات التى رفضها بولسونارو باعتبارها تدخلاً فى السيادة البرازيلية.
فى رسالته المليئة بالسخرية، هنأ الرئيس اليمينى المتطرف أيضًا النجم على أدائه فى فيلم "The Revenant"، الذى أكسبه جائزة الأوسكار لأفضل ممثل فى عام 2016، وتساءل عما إذا كان قد قدم صورة يفترض أنها عام 2003 على أنها حالية.. فى منشور على انستجرام فى عام 2019، لفت الانتباه إلى الحرائق فى الغابة البرازيلية.
هناك أشخاص يريدون اعتقال مواطنين برازيليين يرتكبون مثل هذه الأنواع من الأخطاء هنا فى بلادنا. لكننى ضد هذه الفكرة الاستبدادية، لذا فأنا أسامحك. أحضان من البرازيل!".
ومن ناحية آخرى، قالت السلطة الانتخابية فى البرازيل، أنها قامت بدعوة ممثلى الاتحاد الأوروبى لمراقبة الانتخابات الرئاسية، وذلك لأول مرة؛ بهدف ضمان شفافية النظام الانتخابى.
وأشارت صحيفة "لابانجورديا" الإسبانية إلى أن المحادثات جارية أيضا مع مجموعات أخرى سبق وأن راقبت الانتخابات البرازيلية، بما فى ذلك منظمة الدول الأمريكية ومجموعة البلدان الناطقة باللغة البرتغالية، إلى جانب مركز كارتر.
وأشارت إلى أن بولسونارو، الذى يسعى لإعادة انتخابه، طالما اتهم أعضاء السلطة الانتخابية بتفضيل منافسه الرئيس السابق لولا دا سيلفا، كما أصر على أن نظام التصويت الإلكترونى فى البلاد غير موثوق، إلا أنه لم يقدم أبدا دليلا على مزاعمه.
ومن المقرر أن تبدأ الحملة للانتخابات الرئاسية فى البرازيل رسميا يوم 16 أغسطس القادم، فى ظل توقعات بإمكانية إجراء جولة إعادة بين بولسونارو ولولا دا سيلفا.
لولا المفضل لدى البرازيليين يقوى التحالفات الحزبية
ويعتبر الرئيس لولا دا سيفا المفضل حتى الآن لدى البرازيليين، كما أنه أصبح يقوى التحالفات الحزبية، خاصة بعد إعلانه لحلفاءه بأنه يطمح لتمثيل ائتلاف من سبعة أحزاب يسار الوسط فى تحديه للرئيس الحالى جاير بولسونارو فى انتخابات أكتوبر المقبل.
وقام لولا، وهو منظم نقابى سابق يقود السباق الرئاسى، بتعبئة جدول أعماله بمؤتمرات حزبية لتوطيد هذا التحالف، بما فى ذلك التجمعات الحاشدة الخميس الماضى مع الحزب الاشتراكى البرازيلى وشبكة الاستدامة (REDE)، وقال للصحفيين فى اجتماع مع ريد "بالنسبة لأولئك الذين لم ينضموا إلينا بعد، فإن أذرعنا مفتوحة لاستقبال كل من يريدون استعادة هذا البلد".
ووعد السناتور راندولف رودريجيز بدعمREDEلترشيح لولا، لكن مؤسِسة الحزب، مارينا سيلفا، وزيرة البيئة السابقة لولا، كانت غائبة.
ورحب لولا بالنتائج التى توصلت إليها لجنة حقوقية تابعة للأمم المتحدة وجدت أن قضية الفساد التى سجنته ومنعت ترشحه للرئاسة فى 2018 انتهكت الإجراءات القانونية الواجبة. ووصف الحكم بأنه "تطهير غير عادى للروح".
وقالت مصادر مقربة من لولا أن استراتيجيته قبل خمسة أشهر من الانتخابات هى التركيز على حشد أقصى قدر من الدعم للجولة الثانية المتوقعة ضد بولسونارو.
وعلقت صحيفة "الكونفدنثيال" الإسبانية على الانتخابات البرازيلية قائلة فى تقرير لها إنه قبل 5 أشهر من الانتخابات الرئاسية فى البرازيل يبدو أن رئيسها الحالى مصمم على عدم إخضاع منطقة الامازون بل تدميرها بالكامل قبل أن يغادر منصبه.
وأشارت الصحيفة إلى أن غابات الأمازون المطيرة البرازيلية مرت بفترة انتعاش فى نهاية الألفية الماضية، حيث كان من الممكن ليس فقط وقف إزالة الغابات، ولكن أيضًا لتعزيز تدابير جديدة للحفاظ عليها.
ووفقًا لبيانات من الحكومة البرازيلية نفسها، فقدت منطقة الأمازون البرازيلية ما يقرب من 10000 كيلومتر مربع من مساحة الغابات فى عام 2020، وهو رقم قياسى. ولكن فى عام 2021، تسارع معدل إزالة الغابات بشكل أكبر حتى تجاوز هذا الرقم. ويمكن أن يكون عام 2022 أسوأ. حذرت المنظمات البيئية مؤخرًا من أنه كان من الممكن قطع أكثر من 1500 كيلومتر مربع من الغابة فى الشهر الأول من هذا العام وحده. جنون حقيقى.
وتؤكد وكالة ناسا، التى تراقب تقدم حرائق الغابات وقطع الأشجار عبر الأقمار الصناعية، هذه الزيادة الملحوظة فى النشاط التدميرى، وقالت أن الحرائق والمناشير والجرافات تتعمق أكثر فأكثر فى الغابة، مفضلة زحف مزارع المطاط وفول الصويا وزيت النخيل وإنشاء مزارع كبيرة ومزارع كبيرة من خلال الاستيلاء غير القانونى على الأرض. وكل هذا بينما تنظر السلطات فى برازيليا فى الاتجاه الآخر أو تكذب بشكل مباشر. وقد تجلى ذلك مؤخرًا بعد إعلان شركةMetaأنها شرعت فى تحديد وتعليق العديد من حسابات فيسبوك المزيفة المخصصة لإنكار تدمير الغابة، وهى حسابات يختبئ وراءها أفراد من الجيش البرازيلى. ولكن بخلاف تراثها الطبيعى الهائل والقدرة على تمثيل أكبر حوض لغاز ثانى أكسيد الكربون فى مكافحة تغير المناخ (ينبعث منه حاليًا أكثر مما يلتقطه)، يسكن الأمازون أكثر من 500 من السكان الأصليين والجنسيات: يتركز معظمهم فى الجزء البرازيلى.
وعلى الرغم من صعوبة إجراء إحصاء تقريبى، وفقًا للمؤسسة الوطنية الهندية (FUNAI)، يعيش أكثر من مليون شخص من السكان الأصليين فى منطقة الأمازون البرازيلية، وكثير منهم فى قبائل منعزلة، حتى فى قبائل غير معروفة.