تشهد المملكة المتحدة غدا، الخميس، إجراء الانتخابات المحلية فى أجزاء كبيرة منها، والتى تعد أشبه باختبار منتصف المدة لرئيس الحكومة بوريس جونسون، وتأتى فى الوقت الذى تحيط فيه الأزمات به من كل جانب.
وقالت شبكة "سى إن إن" الأمريكية إن رئيس الوزراء البريطانى بوريس جونسون يواجه أول اختبار انتخابى جدى له هذا الأسبوع مع إجراء الانتخابات المحلية فى بريطانيا، فى الوقت الذى يواجه فيه تداعيات أزمة "فضيحة الحفلات".
وأشارت الشبكة إلى أن جونسون، ومنذ أن عصفت به فضيحة حفلات داوننج ستريت، التى شهدت تجمعات داخل مقر الحكومة البريطانية فى وقت إغلاق كورونا، رد مرارا على التساؤلات بشأن مستقبله بالتأكيد على أن الرأى العام يريد من السياسيين المضى فى إدارة البلاد، وليس الهوس بالأحداث التى حدثت قبل قرابة العامين.
وسيحصل جونسون هذا الأسبوع على بعض المؤشرات حول ما إذا كان هذا الزعم صحيحا أم لا. حيث يتوجه البريطانيون غدا الخميس فى إنجلترا وويلز وإسكتلندا للتصويت فى الانتخابات المحلية، وهى أقرب شىء للانتخابات النصفية، يواجهها جونسون منذ أن تولى منصبه فى عام 2019.
وتأتى الانتخابات، فى الوقت الذى تحيط فيه الفضائح والأزمات بجونسون وحزبه المحافظين، حتى أن أعضاءً من حزبه دعوا إلى استقالته. ومن بين أسوأ تلك الأزمات والفضائح، والتى أدت إلى تغريم بوريس جونسون من قبل الشرطة، انتهاكه قواعده الخاصة بإغلاق كورونا عام 2020، الذى كان يمكن أن تؤدى إلى الإطاحة به من منصبه فى ظروف عادية.
لكن جونسون أثبت مجددا أنه فريد بين السياسيين وقادر على التعامل مع كل لكمة توجه إليه، بحسب ما تقول CNN. لكن الأمر غير المعروف فى الوقت الحالى هو ما إذا كان أى من هذه اللكمات، وإن كانت قد فشلت فى إقصاء جونسون، قد سببت ضررا كافيا بحيث يواجه الأخير فى نهاية الأمر المصير المحتوم.
ولا تزال الشرطة تحقق فى انتهاك جونسون للقانون بحضور حفلات فى وقت إغلاق كورونا. وتم إصدار مزيد من الغرامات على العاملين مع رئيس الحكومة داخل داوننج ستريت، ومن الممكن أن يتم تغريم جونسون نفسه مجددا مرة أخرى.
ومن الأمور التى تلاحق جونسون أيضا احتمال أن يتم الكشف عن أنه تعمد تضليل البرلمان، عندما أخبر المشرعين، ردا على مزاعم أن تجمعات داوننج ستريت قد انتهكة لقواعد الإغلاق، بأنه تم إتباع القواعد طوال الوقت. ووفقا للمعايير الحكومية، فإن مثل هذا الأمر سيؤدى إلى استقالة.
وتقول "سى إن إن" إن الشعور بوجود أزمة تحيط بقيادة جونسون يتجاوز فضيحة الحفلات.
ففى الأسبوع الماضى، تم اتهام حزبه بوجود مشكلة خطيرة تتعلق بكراهية النساء، بعدما زعم أحد نواب المقاعد الخلفية فى حوار مع صحيفة "ميل أون صنداى" أن انجيلا راينر، نائبة زعيمة حزب العمال المعارض، حاولت إلهاء جونسون فى مجلس العموم بوضع ساقيها فوق بعضها بطريقة أشبه بالشخصية التى أدتها الممثلة شارون ستون فى فيلم "غريزة أساسية".
ووصفت راينر المزاعم بأنها أكاذيب حقيرة، وكتبت على تويتر تقول إن مشجعى بوريس جونسون لجأوا إلى نشر لطخات يائسة فى محاولاتهم الفاشلة لإنقاذه. وانتقد جونسون نفسه ما نشر فى "ميل أون صنداى"، وقال إنها مروعة وتحمل كراهية للنساء، وتوعد المصدر وراء هذه القصة.
و يوم السبت الماضى، اعترف نائب آخر من حزب جونسون، وهو نيل بارش، بأنه سيستقيل بعد أن اعترف بمشاهدة مواد إباحية عدة مرات فى مجلس العموم.
وإلى جانب هذا، يواجه 56 عضوا بالبرلمان البريطانى حاليا تحقيقا حول سوء السلوك الجنسى، وتعتقد مصادر من داخل الحكومة أن أعضاء من حكومة جونسون مدرجون على تلك القائمة.
وإضافة إلى كل هذا أزمة ارتفاع تكاليف المعيشة المرتبطة ببريكست، والتضخم الذى وصل إلى أعلى مستوى له فى بريطانيا منذ 302 عاما، واتهام المعارضين لجونسون بأنه ليس لديه إجابات واضحة لتلك الأزمة.
إلا أن سى إن إن ترى أنه برغم كل هذا، لا يزال من غير الواضح ما إذا كان جونسون سيضطر إلى الاستقالة أو يتم الإطاحة به، ويعتقد البعض أنه من الممكن جدا أن يخوض الانتخابات العامة المقبلة فى 2024.
وتشهد الانتخابات المحلية سباقا على أكثر من 4350 مقعدا فى إنجلترا فى حوالى 140 مجلس محلى، بينا ستجرى كل المجالس فى استكتلندا البالغ عددها 32، ومجالس ويلز الـ 22 انتخابات أيضا.
وتقول شبكة سكاى إنه فى حين أن هذه الانتخابات ستقرر بشكل مباشر من المسئول فى منطقة الفرد عن قضايا التخطيط والإسكان وجمع القمامة، إلا أنها ستسمح أيضا للناخبين للإدلاء برأيهم فى قضايا وطنية تشمل تكاليف المعيشة، والصراع الحالى بين الأحزاب فى داوننج ستريت وفى الحكومة، واستجابة الحكومة للحرب فى أوكرانيا.