رغم حالة التأهب التى ينظمها الجيش التركى على حدود بلاده، واستنفار الشرطة داخل المحافظات، وتوعد رجب طيب أردوغان بالضرب من حديد ضد كل من يحاول زعزعة استقرار أمن تركيا، إلا أن السلطات غير قادرة على حماية شعبها والحفاظ على أمن بلادها.
وتوجه المعارضة التركية كافة الاتهامات إلى الرئيس رجب طيب أردوغان، وبرغم من إعلان "أردوغان" أن بلاده تدعم العمليات الحربية التى يقودها التحالف الدولى بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش، إلا إن شكوكا تحيط بشأن تعاونه مع هذه المساعى الدولية.
فبرغم من حالة الاستنفار القصوى التى تنظمها القوات التركية إلا أن العاصمة أنقرة، شهدت فى 17 فبراير الماضى، تفجيران انتحاريان وقعا تحت جسر يؤدى إلى محطة قطارات أنقرة فى حى أولوص، تسبب بمقتل 28 وجرح العشرات، لحق هذا الهجوم فى اليوم التالى تفجيرًا لقافلة عسكرية على الطريق بين ديار بكر وليجى، قُتل فيه 7 من أفراد الأمن.
أما فى يوم 13 مارس الماضى فقد قتل 34 شخصا على الأقل وجرح 125 آخرين فى تفجير سيارة مفخخة وسط أنقرة، بحسب ما أعلنته السلطات التركية ووقع التفجير قرب موقف الحافلات الرئيسى فى متنزه غوفين الواقع فى منطقة كيزلاى التجارية وسط العاصمة التركية وقد احترقت العديد من الآليات فى موقع الانفجار بضمنها حافلة واحدة على الأقل.
وفى نهاية شهر أبريل الماضى، وقع انفجار انتحارى بمدينة بورصة شمال غرب تركيا، قالت مصادر أمنية وحكومية بأن منفذته فتاة، وأدى الهجوم إلى وقوع مالا يقل عن عشرات القتلى والجرحى.
وفى بداية شهر يونيو الجارى لقى 11 شخصا مصرعهم وأصيب 36 آخرون، بتفجير سيارة مفخخة فى منطقة بايزيد التاريخية بوسط إسطنبول.
كما قتل وأصيب ما يقرب من أكثر 10 قتلى فى تفجير بمدينة ديار بك، استهدف قافلة عسكرية تركية.
وتشهد هذه المدينة يوميًا تفجيرات انتحارية تستهدف القوات التركية التى تشن هجمات عسكرية ضد حزب العمل الكردستانى وكل من ينتمى إليه، أسفرت عن قتل المئات من الجيش التركى و الأشخاص الأتراك.
وأمس الثلاثاء، هزت انفجارات ضخمة مطار "أتاتورك" قتل بسببها ما يقرب من 50 شخصا وأصيب ما يزيد عن 147 آخرون، فى هجمات على المطار الرئيسى فى إسطنبول.
الهجوم بدأ بتواجد مسلحين فتحوا النار بشكل عشوائى عند مدخل أحد صالات المطار قبل وقوع ثلاثة انفجارات، وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعى أشرطة مصورة تظهر لحظات تفجير شخص نفسه بحزام ناسف بعد أن أصابته الشرطة التركية بالنيران.
على الفور هرعت سيارات الإسعاف لنقل المصابين، وتواجدت القوات التركية ومشطت كافة المنطقة المحيطة بالمطار، وتوالت ردود الأفعال على الهجوم من كافة دول العالم فأدانت الهجوم وأعلنت تضامنها مع تركيا.
ودعا الرئيس التركى رجب طيب أردوغان إلى "مكافحة دولية مشتركة" ضد الإرهاب بعد الهجمات التى شهدتها بلاده.
وقال: "آمل بشدة أن يكون الهجوم الذى استهدف مطار أتاتورك منعطفا، ونقطة مفصلية، لبدء مكافحة مشتركة، بقيادة الدول الغربية، فى أنحاء العالم ضد التنظيمات الإرهابية".
وبرغم من إعلان "أردوغان" أن بلاده تدعم العمليات الحربية التى يقودها التحالف الدولى بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش، إلا إن شكوكا تحيط بشأن تعاونه مع هذه المساعى الدولية.
هذه الشكوك أكدتها مصادر كردية لـ "انفراد" عن تعاون كامل بين النظام التركى وتنظيم داعش لبيع المواد النفطية عبر الحدود السورية التركية.
وقالت المصادر الكردية، إن تنظيم داعش يستخدم الطرق الحدودية بين مدينتى جرابلس السورية و "قره قاميش" التركية لنقل شاحنات النفط وبيعها خارج سوريا بعلم القوات التركية المتواجدة على الحدود السورية التركية، مضيفة: "داعش حتى الآن موجودة بمدينة جرابلس التى تقع على حدود تركيا الملاصقة لمدينة قره قاميش التركية ويوجد معبر حدودى بينهم (...) القوات التركية لم تطلق أى طلقة باتجاه داعش بل تساعدهم مثلما دخل عناصرها من الجانب التركى وهاجموا بوابة كوبانى أثناء القتال داخل المدينة فى الأيام الماضية".
وأكدت المصادر الكردية، أن حركة التجارية مفتوحة بين النظام التركية و تنظيم داعش عبر معابر مدينة جرابلس، متابعة: "داعش تبيع للنظام ومعارضة النفط".