شهدت نتائج انتخابات المجالس المحلية فى بريطانيا، ضربة جديدة لحزب المحافظين الحاكم الذى يعانى من عدة أزمات فى الوقت الراهن، بما سيفرض مزيدا من الضغوط على رئيس الحكومة بوريس جونسون فى الفترة القادمة.
وقالت صحيفة إندبندنت البريطانية إن حزب العمال استطاع أن يسحب انتصارا تاريخيا فى مجلس ويستمنستر بالعاصمة لندن بحصوله على مقعد سيطر عليه المحافظون منذ إنشائه عام 1964.
وجاء هذا بعد ساعات من خسارة المحافظين درة التاج فى واندوارث، التى كانت آخر مرة يسيطر عليها حزب العمال قبل 44 عاما فى عام 1978، فيما قالت الصحيفة إنه ضربة كبرى لرئيس الحكومة بوريس جونسون.
وذكرت الصحيفة أن خسارة مقاعد المجالس المحلية عبر البلاد قد دفعت قادة المحافظين المحليين إلى دعوة جونسون للنظر فى المرآة بشكل جيد وقوى، بينما قال رئيس موظفى داوننج ستريت السابق اللورد جافين باروسي إن تلك الهزائم كارثية.
وبدت ليلة الخميس جيدة للديمقراطيين الأحرار الذين استطاعوا أن يحصدوا منطقة هول من حزب العمال. وبعد انتصارهم، قالت رئيسة الحزب البارونة كرامر إنه هول كانت مجتمعا تم التعامل معه من قبل العمال والمحافظين على أنه مضمون.
وكانت الانتخابات المحلية قد أجريت يوم الخميس على آلاف المقاعد فى أكثر من 200 مجلس محلى والتى تحدد من سيتولى الإشراف على جمع القمامة والقضايا المحلية، لكنها كانت مؤشرا هاما أيضا للرأى العام قبل الانتخابات العامة المقبلة التى يجب أن تنعقد بحلول عام 2024.
من جانبها، قالت صحيفة التليجراف إن جونسون والمحافظين عانوا من خسائر فادحة فى الانتخابات المحلية فى لندن، بينما يبدو أن حزب العمال يكافح من أجل إحراز تقدم خارج العاصمة.
واستطاع حزب العمال أن يفوز بمجال وندسورت وبارنت وويسمنستر ، وهى ثلاث معاقل للمحافظين فى لندن.
وبرغم خسائرهم فى لندن، فيبدو أن أداء المحافظين كان أفضل من المتوقع فى مناطق أخرى بالبلاد فى حين فشل حزب العمل فى تحقيق مكاسب.
وقال السير جون كيرتس، خبير استطلاعات الرأى، إن دعم حزب العمال زاد فى لندن، لكن الحزب فى الواقع انخفض خارج العاصمة مقارنة بنتائج الانتخابات المحلية لعام 2018.
وأدعى حزب العمال أن النتائج تمثل نقطة تحول للحزب، إلا أنه من المرجح أن يواجه رئيس الحزب السير كير ستارمر ضغوطا من نوابه لو فشل فى تحقيق أى شىء أقل من خطة كبيرة للأمام.
وقالت وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية إن نتائج الانتخابات ستفرض مزيد من الضغوط على جونسون فى ظل الفضائح التى يواجهها وفى ظل صورة اقتصادية تزداد سوءا.
وهيمنت على الحملات الانتخابية فى مختلف أنحاء بريطانيا قضايا ارتفاع أسعار الغذاء والوقود، والتى أدت إلى ارتفاع فواتير الأسر.
وطالبت أحزاب المعارضة الحكومة بفعل المزيد لتخفيف أزمة تكاليف المعيشة وارتفاع الأسعار التى أدى إليها الحرب فى أوكرانيا والتعطيل الذى سببه وباء كورونا والصدمات الاقتصادية الناجمة عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى. ودعا كل من حزب العمال اليسارى وحزب الديمقراطيين الأحرار الوسطى إلى فرض ضرائب على شركات الطاقة التى سجلت أرباحا قياسية فى ظل ارتفاع أسعار النفط والغاز.
وجادلت حكومة المحافظين بأن فرض ضرائب على الشركات الكبرى مثل شل وبى بى من شأنه أن يؤثر سلبا على الاستثمارات المطلوبة بشدة فى الطاقة المتجددة، والتى تعد مفتاح لتلبية التزامات بريطانيا المتعلقة بالمناخ.
وجاءت الانتخابات أيضا بعد أشهر من الاضطراب لجونسون، الذى أصبح أول رئيس حكومة بريطانى يتم معاقبته لخرقه القانون أثناء توليه المنصب. فتم تغريمه 50 جنيه استرلينى من قبل الشرطة لحضوره حفل عيد ميلاده المفاجئ فى يونيو 2020 فى الوقت الذى كانت فيه قواعد إغلاق كورونا تحظر التجمعات الاجتماعية.
واعتذر جونسون، لكنه أنكر معرفته بخرقه القواعد، ويواجه احتمالية أن يتم تغريمه على مزيد من الحفلات التى يحقق فيها الشرطة، كما أن هناك تحقيقا برلمانيا لمعرفة ما إذا كان قد ضلل المشرعين حول سلوكه.
كما يواجه جونسون أيضا استياءً من داخل حزبه، ومن شأن النتيجة السيئة للانتخابات أن تدفع المحافظين لمحاولة استبدال جونسون بقائد أخر.