•• قائد قوات الدفاع الجوى: المؤامرات التى تحاك بالوطن تدفع الجميع للتكاتف والاصطفاف خلف القيادة السياسية الواعية للحفاظ على الدولة والعبور إلى بر الأمان
•• الفريق عبدالمنعم التراس: القوات المسلحة ستظل درعا وسيفا لهذا الوطن.. وعلى عاتقها مسئولية تاريخية فى حماية الأمن القومى المصرى والعربى
•• قائد قوات الدفاع الجوى: الدفاع الجوى المصرى أعقد سلاح على مستوى العالم.. ولديه قدرات فنية وقتالية تمكنه من حماية المجال الجوى
•• الفريق عبدالمنعم التراس: نعمل دائماً على التطوير والتحديث وامتلاك القدرة الرادعة.. ونساند شعب مصر فى مسيرة التنمية والتقدم
تحتفل قوات الدفاع الجوى فى الـ 30 من يونيو من كل عام بعيدها الذى يخلد ذكرى بناء حائط الصواريخ عام 1970، الذى منع طائرات العدو الإسرائيلى الاقتراب من قناة السويس، وتوالت بعده عمليات إسقاط الطائرات ( فانتوم، سكاى هوك ) ذات الإمكانيات العالية مقارنة بوسائل الدفاع الجوى المتيسرة فى ذلك الوقت، وأسر العديد من الطيارين الإسرائيليين وكانت هذه أول مرة تسقط فيها طائرة فانتوم، وقد أطلقت وسائل الإعلام العالمية فى هذا التوقيت على المعركة بـ"أسبوع تساقط الفانتوم".
ويعتبر يوم الثلاثين من يونيو عام 1970 هو البداية الحقيقية لاسترداد الأرض والكرامة بإقامة حائط الصواريخ الذى أعاق الهجمات الجوية للعدو الإسرائيلى، حيث يعد حائط الصواريخ أكبر تجمع قتالى متنوع من الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات، قادرة على صد وتدمير الطائرات المعادية فى إطار توفير الدفاع الجوى للتجميع الرئيسى للتشكيلات البرية والأهداف الحيوية والقواعد الجوية والمطارات غرب القناة مع القدرة على تحقيق امتداد لمناطق التدمير لمسافة لا تقل عن (15) كم شرق القناة.
وقد تم بناء حائط الصواريخ فى ظروف بالغة الصعوبة، حيث كان الصراع بين الذراع الطولى لإسرائيل المتمثل فى قواتها الجوية وبين رجال القوات المسلحة المصرية بالتعاون مع شركات الإنشاءات المدنية فى ظل توفير دفاع جوى عن هذه المواقع بالمدفعية المضادة للطائرات، لمنع إنشاء هذه التحصينات.
من جانبه، قال الفريق عبد المنعم التراس قائد قوات الدفاع الجوى إن سماء مصر لها رجال يواصلون الليل بالنهار للدفاع عنها ضد كل من تسول له نفسه المساس بها، ولديهم القدرات الكافية لتحويل السماء المصرية إلى جحيم على من يفكر فى الاعتداء على أمن مصر وشعبها.
وأوضح الفريق التراس على هاش العيد 46 للدفاع الجوى أن ذكرى 30 يونيو من كل عام فرصة طيبة لتذكر الشهداء الأبرار رجال الدفاع الجوى والمهندسين العسكريين، والرواد الاوائل الين كان لهم دور كبير فى انتصارات اكتوبر المجيدة، وكانوا على قدر المسئولية التى كانت على أعناقهم، قائلا :" أتوجه بكل العرفان والتقدير لشهداء مصر الأبطال الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم ضد الإرهاب الأسود، فى سبيل عزة وكرامة الوطن الغالى.
وأكد الفريق عبد المنعم التراس أن القوات المسلحة ستظل درعا وسيفا لهذا الوطن المفدى، تحمى وتدافع لدعم جهود التنمية والإصلاح، والأجيال الجديدة التى لم تعاصر فترة أكتوبر يجب عليها أن تقرأ تاريخ هذا الجيل من الرجال، حتى يستلهموا منه القدوة ويفخرون بما قدموه من تضحيات فى سبيل هذا الوطن الذى يستحق الكثير.
وأضاف التراس :" إن المتغيرات الإقليمية والدولية والمحلية والمؤامرات التى تحاك لهذا الوطن جعلت لزاماً على الجميع التكاتف والاصطفاف خلف القيادة السياسية الوطنية الواعية للمحافظة على الدولة المصرية والعبور بالوطن إلى بر الأمان، والقوات المسلحة ومن منطلق مسئوليتها التاريخية فى الحفاظ على الأمن القومى المصرى والعربى تعمل دائماً على التطوير والتحديث وامتلاك القدرة الرادعة وتكون دائماً على أهبة الاستعداد للحفاظ على أمن وسلامة الوطن وترابه المقدس وتساند شعب مصر العظيم فى مسيرة التنمية والتقدم".
وأشار الفريق التراس إلى أن التحديث والتطوير داخل القوات المسلحة مستمر ومتواصل دائما ولا يتوقف أبدا، وقد بدأت قاطرة التطوير منذ تولى المشير عبد الفتاح السيسي مسئولية وزارة الدفاع والإنتاج الحربى، حيث وضع خطة تطوير طموحة، تشمل كافة أفرع وتشكيلات القوات المسلحة، وقد كان نصيب قوات الدفاع الجوى من هذا التطوير كبير جدًا، وهذا أمر لم يكن هيئنا، بل كانت له تكلفة اقتصادية ضخة جدا، تدفعنا إلى ضرورة الحفاظ على ما لدينا من أسلحة ومعدات ورفع كفاءتها وصيانتها بشكل مستمر ودائم.
وكشف الفريق التراس أن سلاح الدفاع الجوى المصرى يعتبر أكبر وأعقد شبكة دفاع جوى على مستوى العالم، ولديه من الامكانيات والأسلحة والمعدات ما يمكنه من حماية الحدود والمجال الجوى المصرى بقدرة كبيرة جدا، بالإضافة إلى أن هذا السلاح القوى لديه خبرة قتال كبيرة جدا، اكتسبها فى حرب اكتوبر 1973، جعلته قادر على مواجهة كافة الصعاب والتحديات، والعمل تحت ظروف فى غاية الصعوبة.
وأوضح الفريق التراس أن منظومة الدفاع الجوى تتكون من عدة عناصر، استطلاع وإنذار ووسائل دعم مختلفة، تمكن القادة من اتخاذ الإجراءات التى تهدف إلى حرمان العدو من تنفيذ مهامه أو تدميره بوسائل دفاع جوى تنتشر فى كافة ربوع الدولة فى مواقع ثابتة، وبعضها يكون متحركاً طبقاً لطبيعة الأهداف الحيوية والتجمعات المطلوب توفير الدفاع الجوى عنها.
ويتطلب تنفيذ مهام الدفاع الجوى اشتراك أنظمة متنوعة لتكوين منظومة متكاملة تشمل على أجهزة الرادار المختلفة التى تقوم بأعمال الكشف والإنذار بالإضافة إلى عناصر المراقبة الجوية وعناصر ايجابية من صواريخ مختلفة المدى والمدفعية المضادة للطائرات والصواريخ المحمولة على الكتف والمقاتلات وعناصر الحرب الإلكترونية ، و يتم السيطرة على منظومة الدفاع الجوى بواسطة نظام متكامل للقيادة والسيطرة من خلال مراكز قيادة على مختلف المستويات فى تعاون وثيق مع القوات الجوية والحرب الإلكترونية بهدف الضغط المستمر على العدو الجوى وإفشال فكره فى تحقيق مهامه وتكبيده أكبر نسبة خسائر ممكنة.
وأكد قائد الدفاع الجوى أن قواته لا تعمل بمفردها أو بمعزل عن القوات المسلحة، ولكنها تعمل فى منظومة متكاملة مع القوات الجوية، والحرب الاليكترونية، وكافة الأسلحة المعاونة فى القوات المسلحة، من أجل تأمين وحماية سماء مصر، حيث قال: "نحن قادرون ومستعدون دائما لمواجهة كل التحديات الموجودة ونستعد لها جيدًا، قد نكون لا نتحدث كثيرًا، ولكن أحيانا يكون الجزء الغاطس من السفينة أكبر وأهم من الظاهر منها.
وبيّن قائد قوات الدفاع الجوى أن هناك حرص كامل على توفير عناصر التأمين الفنى للأسلحة والمعدات التى نمتلكها للحفاظ على العمر الافتراضى الخاص بها، بالتعاون مع الأسلحة والذخيرة، قائلا :" نمتلك أحدث الأجهزة والأطقم الفنية لتوفير التأمين الفنى والصيانة للأسلحة والمعدات الموجودة لدينا ورفع كفاءتها.
وتابع الفريق عبد المنعم التراس: "معركة الدفاع الجوى معقدة جدًا، لأنها بين الطائرة والصاروخ، خاصة وأن أعلى مستوى من التكنولوجيا موجود فى الطائرة، وكذلك أيضا موجود فى الصاروخ، الأمر الذى يحتم علينا ضرورة الإعداد والتأهيل الفنى للضباط والصف والجنود، على وسائل وأساليب الدفاع الجوى الحديثة"، بالإضافة إلى ما تقوم به كلية الدفاع الجوى كلية الدفاع من مهام إعداد وتدريب للطلبة ضباط المستقبل.
وأضاف قائد الدفاع الجوى: "الركيزة الأساسية فى العمل القتالى هى الفرد المقاتل، وقديما قالوا " انما السيف بضاربه"، لافتا إلى أن الفرد المقاتل كان المشكلة الرئيسية، التى واجهت اسرائيل فى حرب أكتوبر 1973 لم تكن المعدة ولكن نوعية الفرد المقاتل، الذى يعتبر أقوى من أى السلاح".
واستطرد قائد الدفاع الجوى: "الطبيعى أن يكون هناك تطوير دائم فى أسلحة الهجوم الجوى، وهذا لا يقلقنا، لأننا نستطيع طوال الوقت تطوير ما لدينا من امكانيات الموجودة فى ايدينا، وحرب 73 كانت اسرائيل تمتلك التفوق النوعى والكمى، ومع ذلك انتصرنا عليها، خبرة القتال والفرد المقاتل".
وحول دور قوات الدفاع الجوى فى سيناء، أكد الفريق عبد المنعم التراس، أن الحرب على الإرهاب فى سيناء مستمرة، وتشترك فيها قوات الدفاع الجوى مع باقى وحدات وتشكيلات القوات المسلحة فى الجيشين الثانى والثالث بعدد كبير، لافتا إلى أن جميع الكمائن فى شمال وجنوب سيناء، بها عناصر من الدفاع الجوى بكامل أسلحتها ومعداتها لصد أى عدوان.
وأضاف التراس: "الفرد المقاتل هو أهم عنصر على الإطلاق، بغض النظر عن نوعية المعدات المستخدمة أو مدى تطورها، وهذا الأمر نعرفه جيدًا، ونوليه اهتمامًا كبيرًا، ونرصد كافة الامكانيات والقدرات لذلك، والكليات العسكرية، ومعهد ضباط الصف المعلمين تم تطويرهم وفق أحدث الوسائل الفنية والأساليب العلمية، لتخريج عناصر على مستوى عالى جدًا من المهارة والانضباط، والوعى والفهم، محصن فكريًا، لا يستطيع أحد أن يدفع به فى الاتجاه الخاطئ".
وحول أهمية حاملة المروحيات "ميسترال" جمال عبد الناصر للقوات المسلحة المصرية، أكد الفريق التراس أن الميسترال إضافة كبيرة لمصر، والأمة العربية بالكامل، ويوجد بها حجم معدات كبير جدًا، وعلى سطحها عناصر من الدفاع الجوى للحماية، بالإضافة إلى قطع بحرية موجودة ترافقها لتوفير الدعم والحماية اللازمين.
وذكر قائد قوات الدفاع الجوى أن الرماية الحقيقية هى أرقى مراحل التدريب القتالى، وتعطى نتائجها الإيجابية الثقة فى السلاح، وتعتبر تتويجاً لما تم بذله من جهد خلال العام التدريبى، باعتبارها مؤشر حقيقيى على سلامة تخطيط وتنفيذ التدريب، لافتا إلى أنه تم تنفيذ برنامج تطوير ميدان الرماية ليكون مركز رماية حضارى مجهز بمنشآت حديثة مع تزويده بأحدث أنظمة أهداف الرماية، وتقييم وتحليل وتسجيل نتائج الرمى، للوقوف على نقاط القوة والسلبيات سواء بالنسبة للفرد أو المعدة، وتحقيق العائد القتالى والتدريبى لكلاً من الفرد و المعدة.
وكشف قائد قوات الدفاع الجوى أن الإمكانيات الكبيرة الموجودة لدى لمركز الرماية فى الدفاع الجوى أكبر مركز رماية على المستوى الإقليمى، ولا توجد مراكز مشابهة له فى دول منطقة الشرق الأوسط.
وأوضح الفريق التراس أن قوات الدفاع الجوى تهتم بجميع مجالات البحث العلمى التى يمكن الاستفادة منها فى تطوير أسلحة ومعدات القتال، ونمتلك مركزا للبحوث الفنية والتطوير، هو المسئول عن التحديث والتطوير وإضافة التعديلات المطلوبة على معدات الدفاع الجوى بالاستفادة من خبرات الضباط المهندسين / الفنيين / المستخدمين للمعدات حيث يقوم المركز بإقرار عينات البحوث وتنفيذها عملياً بداية من إجراء الاختبارات المعملية، ثم الميدانية للوقوف على مدى صلاحيتها للاستخدام الفعلى الميدانى بواسطة مقاتلى الدفاع الجوى.