يحتضن المغرب اليوم الأربعاء اجتماعا للتحالف الدولي ضد تنظيم داعش الإرهابي، بدعوة من وزيري الخارجية المغربي ناصر بوريطة، والأمريكي أنتوني بلينكن.
وذكرت وكالة المغرب العربي للأنباء، أن ذلك الحدث الدولي، الذي سيعقد في مدينة مراكش، سيحضره ممثلون عن أكثر من 80 دولة ومنظمة دولية، وأنهم "سيبحثون سبل مواجهة التهديدات التي تطرحها إعادة تموقع التنظيم بالقارة السمراء".
أضافت الوكالة المغربية أنه من المتوقع أن يتيح الاجتماع "الفرصة لتسليط الضوء على التحديات الأمنية التي تواجهها القارة، خاصة في ظل التوترات والنزاعات العرقية التي تشهدها بعض مناطقها، وخاصة منطقة الساحل، وهو ما يمكن استغلاله من قبل تنظيم داعش لجعل هذه المناطق منطلقا جديدا للعمليات الإرهابية ونشر الفكر المتطرف".
وقالت الوكالة إن الاجتماع سيشكل "مناسبة لبحث سبل العمل المشترك لمواجهة هذه الأخطار الإرهابية بشتى أشكالها، وكذلك تعزيز الاستراتيجيات والقدرات الأمنية لبلدان القارة، من أجل إضعاف قدرات تنظيم داعش ودحره".
وكان مساعد الأمين العام للأمم المتحدة المكلف بمحاربة الإرهاب، فلاديمير فورونكوف، وصف تعاون المملكة مع مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب بأنه "استثنائي"، وأضاف أن المغرب "يعد شريكا متميزا في دعم وتعزيز مهمة مكافحة الإرهاب".
يذكر أن التحالف الدولي لمحاربة "داعش"، تأسس في سبتمبر 2014، بهدف القضاء على التنظيم.
كما يلتزم هذا التحالف الدولي بتدمير البنى التحتية الاقتصادية والمالية لتنظيم داعش، والحيلولة دون تدفق المقاتلين الإرهابيين الأجانب عبر الحدود، علاوة على دعم استقرار المناطق المحررة من التنظيم.
ومن المتوقع حضور الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرج، والممثل السامي للاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية والأمنية، جوزيب بوريل.
وسيركز الاجتماع على تعزيز التعبئة العالمية لمحاربة التنظيم الإرهابي الذي مازال يشكل تهديدا كبيرا للمجتمع الدولي. وبعد نجاح المهمة الأولى في سوريا والعراق، اتفق أعضاء التحالف، في يونيو 2021، على تحويل التركيز إلى إفريقيا، لاسيما في منطقة الساحل، حيث تصاعد التوتر وسيطر الإرهابيون الإسلاميون على جزء كبير من المنطقة.
فقد شهدت استراتيجيات "داعش" مجموعة من التغيرات يسعى من خلالها التنظيم إلى توحيد فروعه الإقليمية، حيث تم إدراج 27 كيانا إرهابيا متمركزا في إفريقيا ضمن قائمة عقوبات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بصفتها جماعات إرهابية.
وإلى جانب تعريض أمنها واستقرارها للخطر، يكبد الإرهاب بلدان القارة الإفريقية خسائر اقتصادية ضخمة قدرت بنحو 171 مليار دولار خلال العقد الماضي، وهو ما تترتب عنه انعكاسات مباشرة على الاستقرار السياسي والاجتماعي للدول الإفريقية.
بدوره، قال وزير الخارجية سامح شكري في مؤتمر صحفى مشترك مع نظيره المغربي إنه يتمنى نجاح اجتماع التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الإرهابي، الذي سيستضيفه المغرب، متمنيًا أن يكون الاجتماع ناجحا ومؤثرا في استمرار الجهود المشتركة للقضاء على هذه الآفة، موجهًا في الوقت ذاته، شكره وتقديره لوزير الخارجية المغربي على ما قدمه من تعازي وتضامن مع مصر، في إطار العمل الإرهابي الذي تم منذ يومين، وراح ضحيته أفراد من القوات المسلحة المصرية.