الكاتبة الإماراتية ميسون صقر بعد حصولها على جائزة الشيخ زايد: فوز "مقهى ريش" توثيق لمحبة الإماراتيين لمصر .. وحبى للقاهرة يجرى فى عروقى .. ومصر فى آخر سبع سنوات اتخذت خطوات كبيرة نحو التنمية

كاتبة منحها الله ملكة الإبداع فى شتى المجالات، سواء فى كتابة فنون الكتابة الأدبية المختلفة أو الفنون التشكيلية، احتلت مصر فى قلبها مكانة ومحبة كبيرة، لدرجة أنها تقيم بين الإمارات ومصر، فقد تخرجت فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة، ولحبها فى الثقافة اندمجت داخل المجتمع الثقافى المصرى حتى أصبحت من أبرز الكتاب العرب، وتتسم بالبساطة والتواضع الكبير وهذا ما جعلها تحظى بمحبة كبيرة داخل الأوساط الثقافية، هى الكاتبة ميسون صقر، التى حصدت مؤخرًا على جائزة الشيخ زايد للكتاب عن كتابها "مقهى ريش عين على مصر" لتصبح أول كاتبة إماراتية تحصل عليها فى فرع الآداب، ولهذا كان لنا هذا الحوار للوقوف على بعض التفاصيل والكواليس فى حياة ميسون صقر .. إلى نصر الحوار احتفى المصريون بـ فوز ميسون صقر بجائزة الشيخ زايد.. كيف تفسرين هذه المحبة؟ أظن أننى لست بعيدة عن الوسط الثقافى المصرى فقد عشت فيه وبدأت منه، ودائما أعد نفسى من داخل الوسط الثقافى المصرى، وبطبيعة الحال أن الوسط الثقافى فى مصر إذا أحب أحد أخلصوا له بشكل كبير وأحبوه من قلبهم، وهذه طبيعية الشعب المصرى بشكل عام، وبالطبع المحبة متبادلة بينى وبينهم، فبيننا عشرة وتاريخ مشترك، وعلاقتى بالثقافة المصرية والمثقفين والأحداث العامة أيضًا داخل مصر جعلتنى واحدة منهم، فلا أعد نفسى شخصا بعيدًا عن هذا الواقع، وفكرة احتفائهم بالجائزة فذلك من العلاقة الوطيدة بين تاريخهم الثقافى الكبير ومحبتى لهم، كما أن الكتاب هو وصل محبة بين الإمارات ومصر وما بين جائزة باسم الشيخ زايد الله يرحمه لمصر التى أحبها كثيرًا، والكتاب له قيمته التى أضافت لى الكثيرة وهو عن مصر ومحبتنا لها، وأظن لذلك هو سبب احتفائهم بفوزى بالجائزة، واعتبر نفسى محظوظة بأننى عشت فى مصر، وتربطنى صدقات ومحبة داخل الوسط الثقافى المصرى، وبالطبع المحبة متبادلة، ومصر تستحق الاحتفاء بها دائما فإذا لم نحتفى بمصر بمن نحتفى إذن؟، ومهما عبرت عن حبى لمصر فشهادتى مجروحة، لأن محبتى فى مصر بعروقى وليست كلمة تقال. مقهى ريش عين على مصر.. من أين جاءت فكرة كتاب مقهى ريش؟ جاءت من أهمية الوثائق التى كانت موجودة فى هذا المقهى من تاريخه الفنى والسياسى والثقافة، فى المقابل تاريخ مصر العريق والمثقفين المصريين والذين كانوا يتوافدون على هذا المقهى غيرالعادى والتى كانت تتحول مع تحولات السياسة المصرية، فنرى فى فترة الثورات التى حدثت فى مصر من 1914 وحتى فترة الستينيات، السياسة هى المسيطرة فى تلك الفترة، وخلال أحداث ثورة 23 يونيو تحول المثقفون الذين يؤمنون بالثورة إلى هذا المقهى، وكنا قبل السياسة نرى الفن المصرى والدعوة للانتماء فعلى سبيل المثل كان هناك "جروبى" المحل المشهور فى نفس الفترة وفى نفس المكان، وكان معدا للفئة ذات السمات الأوروبى، أما ريش فكان يضم الفكرة المصرية بكاملها سواء المطربين والفنانين مثل أم كلثوم وصالح عبد الحى، كما شهد على أبرز الأعمال السياسية وأحاديث المثقفين والصحفيين الذين قاموا بعمل التغطيات الخاصة بالحرب العالمية وغيرها من الأحداث خلال جلوسهم على هذا المقهى الشهير، واظن أن كل هذا جعل فكرة المقهى مصرى فى العمق، رغم أن أصاحبه إلى فترة الستينيات غير مصريين، بل كانوا يونانيين وهم أقرب للشعب المصرى وللروح المصرية آنذاك، وعندما أطلعت على الوثائق الخاصة بالمقهى لاحظت أن هناك علاقات دائمة بين الدولة والمقهى، وهذا أعطانى الفرصة أن أنظر إلى التغيرات والأحداث التى حدث من عين تنظر إلى التاريخ فى ذلك الزمن وحسب التواريخ المسجلة فى الوثائق، وكل هذا أكد لى أهمية المكان، وقرأت مقالات كثيرة عن مقهى ريش ولكنها لم تمس سوى قشور حول المقهى ولم تتغلل داخل علاقة المقهى بالتغيرات السياسية والثقافية والفنية، وهو ما جعلنى أبحث عن نقاط معينة للمقهى تجعله وسط المدينة وليس مجرد مقهى فى المدينة. حدثينا عن كواليس كتابة "مقهى ريس" كم استغرق وكيف تم تجميع وثائقه؟ كواليس كتابة "مقهى ريش عين على مصر" كثيرة، فقد استغرق 10 سنوات من البحث والتجميع والرؤية والقراءة والمتابعة، إلى أن بدأت أكتب ثم بعد ذلك توقفت فترة للتوسع فى أعمال البحث عن المقهى، حيث بدأت أولا بالمقهى ولكننى وجدت أنه لابد أن أكتب عن القاهرة فى تلك الفترة الزمنية التى حملت الكثير من التغيرات، ثم بدأت بعد ذلك اختصر فى تحليلى للوثائق، وأضفت أمورا عن العلاقات الاجتماعية والثقافية، والنظر فى فكرة أخرى وهى علاقة الشعب بالسلطة من خلال مجموعة من التماثيل، فنجد من عند قصر عابدين إلى ميدان التحرير وكأنه طريق للسلطة مجموعة من التماثيل التى شيدت مثل سليمان باشا وتمثال إبراهيم باشا الذى كان سيتم وضعه فى ميدان التحرير آنذاك، لنجد فى المقابل تاريخ آخر من خلال تماثيل للزعماء المصريين مثل مصطفى كامل وسعد زغلول ومحمد فريد، والتى تم تنفيذها من المال الخاص للشعب المصرى ليدل على معرفة هذا الشعب بقيمة زعمائه، وأن هناك زعامة خاصة بهم وكل هذه التجميعات والتحليلات استغرقت منى وقتًا طويلًا، وخلال ذلك كله كان يهمنى القاهرة والإنسان المصرى فى ذلك الوقت فى هذا المكان، والكتاب لم يخرج بخطة محكمة فى البداية ولكنه من داخله فتح لى طرقا أخرى للتعامل معها وقدم لى أفكارا جديدة، وكلما أكتب تتفتح لى الجديد، إلى جانب التاريخ المتحول دائما، وحكاية أمور تغيرت لأشياء أخرى عبر الزمن، ولن تتخيل أنه على سبيل المثال أننى استغرقت ما بين 7 أو 8 أشهر أبحث عن المسافة بين تمثال سليمان باشا والمقهى، ومعوقات كثيرة أخرى مرتبطة بتغير أسماء الشوارع وحكايتهم. لمن تقرأ ميسون صقر للكتاب المصريين؟ بالطبع أتابع عددا كبيرا من الكتاب المصريين، ولكن فى الفترة الماضية للأسف صعبت علىَّ المتابعة بسبب الكتابة والبحث، حيث أن كتاب "مقهى ريش عين على مصر" كان جهده كبيرا وخصوصًا العاميين الماضيين ومع فيروس كورونا الذى انتشر فى العالم أجمع، وكل هذا أثر على متابعتى للكتاب، ولكنى فى الأساس أهتم بكتاب الرواية والشعراء المصريين، إلى جانب حرصى على حضورى ندواتهم وقراءة أعمالهم، باستثناء الفترة القصيرة الماضة التى حرمتنى من المتابعة الحقيقية لهؤلاء الكتاب. هل يمكن القول إن هناك حركة نقدية حقيقية فى الوطن العربى؟ بالمقارنة لما يصدر من الكتب نلاحظ أن الحركة النقدية أقل كثيرًا بما يتناسب مع حجم الكتب التى صدرت، فنجد أن هناك قراءات ومتابعات كثيرة، ولكنها ليست كتابات نقدية حقيقة إلا ما ندر، وسبب ذلك بشكل كبير هو عدم وجود محاولة لطباعة الكتب النقدية بشكل جيد، كما نجد أن عدد المجالات النقدية لا تذكر فربما لدينا مجلة واحدة مثل مجلة "فصول"، والباقى هو مجرد متابعات وقراءات فقط، أو نقد أدبى وليس أكاديمى حقيقى، ولكن نقول أن هناك بعض البلدان مثل المغرب بها حركة نقدية قوية إلى حد ما، وهنا نجد أن كم النشر للإبداع كبير، كذلك أن فكرة مجموعات القراءة والنقد الشفاهى والمتابعات داخل المجلات والجرائد ساهمت فى فكرة انتشار الكتاب وتقريبا حصرت الأمر فى فكرة القراءة وليس النقد بشكل كبير. تقيمين فى مصر الكثير من الوقت .. كيف ترى ميسون صقر مصر فى آخر ٧ سنوات ؟ ــ أرى أن مصر تعيش حالة من الاستقرار الكبير، إلى جانب حالة البناء التى تسير بشكل جيد، والاهتمام بواقع الحياة اليومية التى يعيشها الشعب المصرى الآن، وأتمنى أن يكون خيرًا ويعم على جميع البلاد والمواطنين فى مصر الحبيبة، كما أتمنى أن يتم الاهتمام بالكاتب نفسه مثلما تهتم مصر فى الوقت الحالى بالكتب بشكل جيد، ووضعه فى وضعية ثقافية أكبر، وأيضًا يكون للشعر مكانته التى يستحقها، فى ظل ما تعيشه مصر الآن التى تخطو خطوات كبيرة نحو التنمية والاستقرار ووجودها الحضارى والثقافى والمدنى كبلد كبير على مستوى العالم العربى واضح بشكل جيد. ما المشروع الأدبى الذى تعكفين عليه الآن؟ لقد بدأت أتنفس قليلا بعد الانتهاء من كتاب "مقهى ريش عين على مصر"، وأرى أننى أحتاج إلى راحة قليلة خلال هذه الفترة، وخصوصًا أن الكتاب لم يأخذ حقه من الندوات بشكل كبير، ولكن بعد ذلك لدى تفكير بالعودة للشعر مرة أخرى، ولكن ليست لدى فكرة حتى الآن. هل تحلمين بالحصول على نوبل؟ هناك كتاب أكثر منى بكثير يستحقون نوبل بقدر إنتاجهم وما صنعوه بالثقافة، ولكن إذا حصلت عليها فلن أقول "لا"، ولكن أحلامى على قدرى، فنجد أن جائزة الشيخ زايد كبيرة وعظيمة وأنا تشرفت بالحصول عليها، سعادتى تكمن فى أن الفوز جاء من أبو ظبى وجائزة تحمل اسم الشيخ زايد وعلى كتاب عن مصر الحبيبة، وكأنه توثيق بين محبة الإماراتيين والشيخ زايد لهذا البلد، إلى جانب الجهد الذى يستحق هذا الفوز، وجائزة الشيخ زايد من أكبر الجوائز الأدبية، ولكن فكرة الأحلام بنوبل لا يهم الآن بقدر ما أن يكتب الكاتب شيئا حقيقيا والمستقبل والكتاب الجدد يستحقون الاهتمام بشكل أكبر، كما أن الجائزة الكبيرة هى محبة الناس، ومن المهم أيضًا أن يحصل الكاتب على جائزة من دولته فهى فى مقام الجوائز الكبرى فى العالم، ولا أظن أن جائزة الشيخ زايد تقل عن جائزة نوبل، فنجد أن من عمل على جائزة نوبل هو من صنع الديناميت ولكن الشيخ زايد هو من عمل السلام والمحبة.








الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;