يواجه العالم مخاطر عديدة على خلفية الحرب في أوكرانيا، ومن أبرزها أزمة امدادات القمح والذرة التي تهدد العالم بمجاعة وأزمة غذائية مفجعة، من أوروبا لأمريكا لأمريكا اللاتينية ، تعانى العديد من انخفاض في مخزون القمح.
توقعت وزارة الزراعة الأمريكية أن يصل إجمالي إنتاج القمح العالمي في الفترة 2022-23 عند 774.8 مليون طن ، وهو أول انخفاض منذ موسم 2018-2019. ومن المتوقع أن تبلغ المخزونات الاحتياطية العالمية 267 مليون طن ، بانخفاض للعام الثاني على التوالي وأدنى مستوى في ست سنوات.
وقالت المفوضية الأوروبية أمس الخميس أنها ستعمل مع حكومات الاتحاد الأوروبي لمساعدة أوكرانيا على تصدير ملايين الأطنان من القمح والحبوب العالقة في البلاد لأن البحرية الروسية تغلق الموانئ الأوكرانية.، ووفقا ل بيانات مجلس الحبوب الدولي، أظهرت أن أوكرانيا كانت رابع أكبر مصدر للحبوب في العالم في موسم 2020/21، باعت 44.7 مليون طن في الخارج، كما أنها واحدة من أكبر منتجي زيت عباد الشمس، وفقا لصحيفة "الموندو" الإسبانية.
وقبل غزو روسيا لأوكرانيا في 24 فبراير، تم شحن 90٪ من الحبوب وزيت عباد الشمس عبر الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود، وهو طريق مغلق الآن.
واقترحت كلا من اسبانيا وفرنسا على الاتحاد الأوروبى إلغاء القيود المفروضة على شراء القمح والحبوب الآخرى من أمريكا اللاتينية، والتي كان تم حظرها بسبب التعديل الوراثى التي تعرضت لها مما جعل أوروبا تقيد استيرادها، ولكن في مواجهة تقليص الواردات من أوكرانيا تقوم الدول الأوروبية بتحليل إزالة هذه الحواجز التجارية.
اقترحت كل من إسبانيا وفرنسا على الاتحاد الأوروبي (EU) إلغاء القيود المفروضة على الحبوب المعدلة وراثيًا من أمريكا الجنوبية والولايات المتحدة لزيادة المخزونات ، في مواجهة خفض الواردات من أوكرانيا بسبب الحرب مع روسيا.
وقال وزير الزراعة الإسباني لويس بلاناس "نحتاج إلى أن يجعل الاتحاد الأوروبي اللوائح المتعلقة بواردات الحبوب أكثر مرونة"، مشيرا إلى أهمية الافراج عن القيود المفروضة على الشحنات من دول مثل الارجنتين في حقيقة أن أوروبا ستسغرق سنوات لتحقيق الاكتفاء الذاتي من البروتينيات النباتية.
وأشارت بلاناس إلى أن أوكرانيا تشكل رابع أكبر مصدر للغذاء في العالم من 30% من وارادات الذرة، و62% من واردات زيت عباد الشمس.
دعم الاتحاد الإسباني لمصنعي الأغذية المركبة للحيوانات (Cesfac) اقتراح خطط لاستيراد الحبوب في أسواق مثل الأرجنتين والولايات المتحدة وكندا، وذكر أرباب العمل الأسبان أنه يوجد في الأرجنتين 7.5 مليون طن من الذرة (إضافة 15.4 أخرى من نهاية مارس) و 100000 طن من بذور عباد الشمس.
وفى إيطاليا ، أطلق رئيس الحكومة الإيطالى ، ماريو دراجى ، تحذيرا جديدا حول أزمة الغذاء، وقال إن الحصار المفروض على صادرات الحبوب من أوكرانيا يهدد بإثارة أزمة غذائية استثنائية والتي يمكن أن تؤدى بدورها إلى زعزعة الاستقرار السياسى، وفقا لوكالة "آكى" الإيطالية.
وأشار دراجى إلى أنه "بالنسبة لجميع الأنشطة الضرورية المرتبطة بالغاز، فإن هذه لا تأتي على حساب أهداف التحول البيئي التي اتفقنا عليها مع أوروبا"، موضحا أن "حالة طوارئ ما إن وجدت، فهي تدفعنا إلى تبني سرعة أكبر في استخدام مصادر الطاقة المتجددة لضمان الاستقلال الطاقي، الاقتصادي والسياسي الذي نميل إليه، والذي "يقودنا إليه الزمن المعاصر الذي نعيشه".
وكان دراجى قال أمس الخميس "يتعين علينا الاستمرار فى دعم شجاعة الأوكرانيين، الذين يقاتلون من أجل حريتهم ومن أجل سلامتنا جميعًا، وفى تحميل روسيا التكاليف من خلال التحرك بسرعة مع حزمة العقوبات الأخيرة".
وحسب رئيس الحكومة الإيطالية فإن "الهجوم الروسى لأوكرانيا تسبب فيما نسميه تحولا فى نهج الجغرافيا السياسية، فقد عزز العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وعزل موسكو، ولا تزال هذه التحولات جارية، والتى من المؤكد تبقى معنا لفترة طويلة".
وفى الولايات المتحدة الأمريكية، أعلنت وزارة الزراعة الأمريكية في تقريرها ربع السنوي لمخزون الحبوب، أن مخزونات القمح الأمريكية كانت في 1 مارس عند 1.02 مليار بوشل، بانخفاض 22% عن العام الماضي، وقالت إنه من بين إجمالي المخزونات، تم تخزين 174 مليون بوشل في المزارع، بانخفاض 39% عن العام، بينما انخفضت المخزونات خارج المزرعة عند 850 مليون بوشل بنسبة 17% عن العام الماضي.
وتعد الولايات المتحدة الأمريكية، رابع أكبر منتج عالمي من القمح، وثان أكبر مُصدر للمحصول الاستراتيجي على المستوى العالمي في 2022.
وفى الأرجنتين، هناك توقعات بانخفاض محصول القمح لما دون 20 مليون طن، حيث أشارت إلى أن سوء الأحوال الجوية الذي توقعوا بسببه أن يكون انتاج المحصول المتوقع هو 19.8 مليون طن كما هو الحال بالنسبة لخفض توقعاتها السابقة البالغة 21 مليون طن.