ربما تدور أحداث تلك القصة فى قعدة يشرد فيها ذهنك، ولكنك تستيقظ فى النهاية لتجد نفسك أنك غارق فى الخيال وأن ما دار مجرد أحداث غير حقيقية داخل عقلك، وللمرة الأولى التى تسمع فيها قصة ذلك الشاب لن تصدق أن الأشبه بالمعجزة حدث بعد ربع قرب من الضياع.
فدقائق معدودة كانت كافية لأن يختفى طفل من أمام منزله وهو فى عمر الـ4 أعوام ليبحث عن الأب والأم فى كل مكان وكأن الأرض انشقت وابتلعته ويمر الزمان ويمتد الغياب لأكثر من 25 عاما، ولكن الأمل ما زال موجود يراود الأم من حين إلى آخر، ويراود الأب الذى طرق كل الأبواب من شمالها إلى جنوبها كى يعثر على ابنه.
ومن الخيال إلى الحقيقة حولت كلمات منشور على الفيس بوك الآمال الضائعة إلى أفراح بمنزل الشاب الذى عاد إلى أحضان أسرته بعد 25 عاما من الغياب، فنشرت أحدهم صورة لطفل صغير وأخرى وهو شاب، معلقة أن ذلك الشاب يبحث عن أسرته منذ زمن بعيد، وتصادف الأقدار أن يجد أحد أقارب الشاب المنشور على صفحة للمفقودين ليهرول مسرعًا لمنزل الأم وتطلع على الصورة ثم تصمت قليلًا وتخبره أن الشاب يشبه ابنها الذى ضاع منذ سنوات، ويرجف قلبها لتبدأ سريعًا فى تجهيزات السفر إلى الوجه البحرى لمقابلة الشاب.
ولم تمر ساعات بعد رؤية صورة الشاب حتى ذهبت الأسرة للقائه وقاموا بإجراء تحليل أولى لإثبات نسب الشاب وما إذا كان إحساس الأم والأب صحيحًا أم لا، لتظهر بعد عدة أيام الحقيقة التى تبين أن الشاب هو الابن الذى ضاع منذ 25 عاما وهو فى عمر 4 أعوام، وعمت الفرحة القرية التى عاد إليها الشاب برفقة زوجته وابنته الصغرى التى لم تكمل عامها الأول وتعود الروح إلى الجسد مرة أخرى.
قال عبد الحميد رفاعى، والد الشاب، إن بداية القصة جاءت من خلال منشور عبر صفحة التواصل وعلى إحدى صفحات المفقودين، وعندما رأى نجل شقيقه الصورة أخبره بما حدث وهو نشر صورة مشابهة لرفاعى الذى فقد منذ 25 عاما، لافتًا إلى أن الطفل كان يلعب برفقة شقيقه الأصغر بجوار المنزل واختفى من أمام المنزل ولم نعرف عنه شيئًا طوال السنوات الماضية، كما أنه ظل يبحث عنه فى كل مكان، مشيرًا إلى أنه لم يتردد وذهب برفقة زوجته وابنه إلى العنوان المكتوب وقابل الشاب وشعر وقتها أنه ابنه كما شعرت الأم أن ذلك نجلها.
وتابع رفاعى: "أجرينا تحليل الـdnaلكى نتأكد من الصفات الوراثية ونسب الشاب وهو ما استقر أكثر من 20 يومًا لتظهر النتيجة فى النهاية أن الشاب هو ابنه الذى فقده وهو فى عمر الـ 4 أعوام، واتفقا على عودته مرة أخرى إلى منزله مع زوجته التى تزوجها بعد العمل فى القاهرة وابنته التى تبلغ من العمر 6 أشهر، وعمت الأفراح القرية مرة أخرى وعادت الروح إلى المنزل لتحدث ما يشبه المعجزة".
وقالت والدة الشاب، إنها كانت متمسكة بالأمل وعودة ابنها الصغير مرة أخرى رغم الأمل الضعيف ومرور السنوات، وفور علمها أن هناك صورا منتشرة على الفيس بوك ذهبت إلى القاهرة برفقة والده على الفور وشعرت للمرة الأولى أن الشاب طفلها ولم تكن تنتظر نتيجة التحاليل الخاصة بهما حيث انهارت دموعها عند رؤيته للمرة الأولى.
وأوضحت والدة الشاب، أنها كانت تشترى له الملابس فى كل عام رغم ضياعه فى عمر 4 أعوام مع إخوته الصغار، وشعرت بأنها ستفقد الوعى بعد عودة الشاب إلى أحضانها، كما تحدثت معه عن حاله خلال تلك السنوات ومعيشته وكيف عاش فى دار أيتام لمدة 15 عاما ثم خرج للعمل فى الأعمال الحرة وحافظ على نفسه من الضياع ثم تزوج وأنجب طفلة وعاش حياة مستقرة بعد أيام من الشقاء.
وقال رفاعى عبد الحميد رفاعى، الشاب العائد إلى أسرته مرة أخرى بقنا، إنه لم يفقد الأمل بعد سنوات من الضياع حيث عاش لمدة 15 عاما فى دار للأيتام، ثم بدأ العمل فى عدة محافظات وكان طوال تلك السنوات يأمل العودة لأسرته مرة أخرى، كما أنه استقر فى القاهرة وتزوج من شقيقة صديقه، وذلك بعدما تأكدوا من أخلاقه خلال العمل مع الأسرة، وأنجب من زوجته طفلة عمرها 6 أشهر.
وأوضح الشاب، أن فرحة أهله واستقباله غير متوقع حيث شعر بالسعادة فور عودته واستقباله من قبل أهله وأسرته والجيران فى القرية بالأغانى والدى جى، مضيفًا أنه عاش أيام صعبة بدون أسرته وبدون الأب والأم، ولكنه استمر فى السعى والعمل ولم يستسلم وظل يبحث عن أسرته حتى حدث ما كان يتمناه وهو العودة مرة أخرى إلى الأسرة.