اقتراح برغبة يطالب بإعادة دراسة أعمال التطوير وتأهيل الجبانات باعتبارها متحف مفتوح على غرار وادى الملوك
ينظر مجلس الشيوخ غدا الأحد خلال الجلسة العامة برئاسة المستشار عبد الوهاب عبد الرازق تقرير لجنة الثقافة والسياحة والآثار والإعلام عن الاقتراح برغبة المقدم من النائبة هيام فاروق عضو تنسيقية شباب الأحزاب بشأن إعادة دراسة أعمال تطوير القاهرة التاريخية
وقالت النائبة هيام فاروق فى الاقتراح برغبة أنه على الرغم من الجهود الكبيرة للدولة فى أعمال تطوير القاهرة التاريخية لاستعادة قيمتها التاريخية وتطويرها إلا أن الخطة المقدمة والمعلنة حاليا تهدد بفقد جزء كبير جدا من النسيج التاريخى للمنطقة والمسجل فى قائمة التراث العالمى لليونسكو منذ عام 1979 مما يهدد استمرار بقاء هذا الموقع على قائمة التراث العالمى لمنظمة اليونسكو.
واضافت تتمثل الخطة المقدمة فيما أعلنته محافظة القاهرة عن مشروع تطوير صلاح سالم من محور جيهان السادات حتى حدائق الفسطاط بطول ستة كيلو متر ويتخللها جبانات المجاورين وباب الوزير وسيدى جلال والسيدة نفيسة والطحاوية والامام الشافعى وسيدى عمر، حيث يتم نقل المدافن بمعرفة لجنة من محافظة القاهرة إلى أطراف مدينة 15 مايو.
وتابعت: تطبيقا لهذه الخطة أعلنت محافظة القاهرة عزمها نقل مجموعة من المقابر فى محيط الإمام الشافعى والإمام الليثى وهدم مجموعة من المقابر التى تقع فى مسار كوبرى السيدة عائشة الجديد الذى يربط ميدان السيدة عائشة ومحور الحضارات.
وأشارت إلى أن الجبانات الموجودة بالمنطقة كنز تاريخى وأثری، حيث أنها جزء لا يتجزأ من النسيج التاريخى والتراثى التابع لمنطقة التراث العالمى حيث تتمتع بالقيمة التاريخية ويبلغ تاريخ المبانى أكثر من 120 سنة وتتمتع بالقيمة العالمية، حيث أن الموقع مسجل فى قائمة التراث العالمى فى منظمة اليونسكو بالإضافة إلى القيمة المعمارية والفنية، حيث تتميز تلك الجبانات بطرز معمارية فريدة.
ولفتت النائبة إلى أن علماء التاريخ والتراث المصرى أطلقوا على منطقة الجبانات بالقاهرة (وادى ملوك وملكات العصر الحديث وذلك بسبب وجود مقابر للعديد من الشخصيات التاريخية التى أثرت فى تاريخ الدولة المصرية فى العصر الحديث مثل: الملكة فريدة - أمير الشعراء أحمد شوقى - على باشا مبارك -المقرئ محمد رفعت - حسن باشا صبری.
واوضحت عضو تنسيقية شباب الأحزاب أن الطريق المار فى هذه المقابر فى اتجاه مقابر الإمام الشافعى لا يوجد له احتياج حقيقى حاليا بل سيتسبب فى هدم وإزالة آثار مسجلة على قائمة التراث العالمى، مما سينتج عنه حذف الموقع من قائمة التراث العالمى لليونسكو، وإعطاء الانطباع على المستوى الدولى بأن مصر لا تحترم المواثيق الدولية التى وقعت عليها.
وأوضحت أن اليونسكو أعرب عن قلقه إزاء ما تم الإبلاغ عنة مؤخرا من إنشاء طريق يمر عبر المقابر والاضرحة، مما يهدد بحذف القاهرة التاريخية من قائمة التراث العالمي.
وطالبت النائبة فى الاقتراح برغبة إعادة دراسة أعمال تطوير القاهرة التاريخية واعادة تأهيل الجبانات باعتبارها متحف مفتوح على غرار وادى الملوك والملكات بمحافظة الأقصر.
وطبقا لتقرير اللجنة فإن الحكومة على لسان ممثلى وزارة السياحة والآثار (قطاع الآثار الاسلامية والقبطية واليهودية) اكدوا أن آثار مصر اليهودية والقبطية والإسلامية بخير ولم ولن يمس أثر فى عمل طريق أو غيره، حيث يتم التنسيق بشكل كامل مع الجهات المعنية للمشروع ومراجعة مسار الطريق داخل
نطاق القاهرة التاريخية المسجلة على قائمة التراث
الثقافى العالمى منذ 1979 وفقا لخريطة معتمدة لحدود القاهرة التاريخية لسنة 2008، وتم طلب تعديل مسار الطريق بحيث لا يتعارض مع المبانى الأثرية المسجلة فى عداد الآثار والخاضعة لأحكام قانون حماية الآثار رقم 117 لسنة 1983 وتعديلاته، وكذلك التنسيق مع الجهة المنفذة للمشروع فى حالة قرب الطريق من أى أثر مسجل يتم مراعاة مدى تأثير الأعمال على الحالة الإنشائية خشية تأثر المبانى بالمعدات والاهتزازات، وأكدوا متابعة الموقف بما يكفل الحماية والحفاظ على كافة المبانى الأثرية الواقعة بالقرب من نطاق المشروع.
وأشاروا إلى أن مشروع تطوير محور صلاح سالم يمر على الحدود الخارجية لمحتويات القاهرة التاريخية المسجل فى منظمة اليونسكو، وأن المشروع لا يدخل ضمن الممتلك الرئيسى الخاص بالقاهرة التاريخية، وأن ما تقوم به الدولة حاليا هو التطوير على الحدود الخارجية للقاهرة التاريخية، أو توسيع بعض الطرق الموجودة فعليا لتحسين وضعها أو تطويرها وفيما يتعلق بمنظمة اليونسكو، أوضح ممثلو الحكومة وجود تنسيق كبير بين مصر ومنظمة اليونسكو، من خلال التعاون المشترك فى كل الأمور التى تخص الآثار المسجلة لديهم ومنظمة اليونسكو لا تتحكم فى الدول لكنها جهة ارشادية، وكانت هناك زيارة من جانب لجنة من منظمة اليونسكو فى فبراير الماضي
(2022) لمراجعة الآثار المسجلة
وأكد نائب محافظة القاهرة للمنطقة الغربية أن ما تقوم به المحافظة إنما يستهدف صيانة وتطوير المنطقة بهدف المحافظة على القاهرة التاريخية من خلال العمل مع الجهات المعنية صاحبة الولاية على المنطقة لتطويرها، وأن ما تقوم به المحافظة هو تطوير الأماكن القديمة لإعادة رونقها الحضارى، وترميم المبانى المتهالكة مع الأخذ فى الاعتبار أن كل هذا يتم من خلال التنسيق الكامل بين وزارتى السياحة والآثار وجهاز التنسيق الحضاري.
وشدد أعضاء اللجنة على أهمية توفير المعلومات الرسمية بشأن مشروعات تطوير المناطق التاريخية حتى لا يتم الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعى مما قد يحدث لغط عند المواطنين مؤكدين أن هذه الجبانات التى يمر عبرها مشروع التطوير هى جبانات غير مسجلة آثار لأن الذى يسجل أثار له شروط معينة لا تتوافر فى هذه الجبانات، ولكنها تعتبر منطقة تراث حضاري.
وطالبوا بالحفاظ على الشواهد التى لها دلالات تاريخية، خاصة الشخصيات المهمة.
كما طالب أعضاء اللجنة وزارة السياحة والآثار القيام بتوثيق معماری وفنى لكل جبانة لأنها قيمة تاريخية كبيرة جدا مع العمل على إعادة تأهيل الجبانات مرة أخرى بحيث تكون متحف مفتوح على غرار وادى الملوك والملكات بالأقصر.
واكدت اللجنة أهمية الاقتراح برغبة التى تتمحور فكرته حول أهمية حماية القاهرة التاريخية ايقونة الحضارة الحديثة فى الدولة المصرية، مؤكدة على اهمية تحرى الدقة فيما ينشر من معلومات وبيانات بشأن تقييم مشروع تطوير تاريخى بهذا الحجم منعا لتضارب الآراء وتشتيت الجهود، إذ كشفت الدراسة أن ما يحدث هو استكمال التطوير تلك المنطقة التاريخية ذات الأهمية الثقافية والحضارية والسياحية، دون أن يكون هناك اعتداء على الآثار المسجلة فى تلك المنطقة طبقا لأحكام القانون رقم 117 لسنة 1983 وتعديلاته.
وطالبت اللجنة الجهات المعنية تحرى المزيد من الدقة والحرص فى تنفيذ عملية التطوير حفاظا على الآثار والتراث الحضارى الذى هو ملك للإنسانية جمعاء.
وشددت اللجنة على تعميق التنسيق المتواصل والمستمر مع منظمة اليونسكو بشأن مراعاة الضوابط التى تضعها فى الحفاظ على المقدرات الإنسانية التى تمتلكها القاهرة التاريخية.