غد تحل الذكرى الثالثة لثورة 30 يونيو، التى أطاحت بحكم جماعة الإخوان، والرئيس المعزول محمد مرسى، وفى الوقت الذى أكد فيه رؤساء لجان برلمانية أن هناك أهدافا كثيرة للثورة تم تحقيقها جاء على رأسها الاستقرار السياسى، وبناء مؤسسات الدولة، وعودة ريادة مصر إقليميا ودوليا، أكد آخرون أن هناك أهدافا أخرى لابد من تحقيقها، مطالبين بضرورة أن يكون هناك ائتلاف برلمانى جديد يواجه ائتلاف دعم مصر.
واعتبر أسامة هيكل، رئيس لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب، أن ما حدث فى ثورة 30 يونيو 2013 يمكن وصفه بـ"المعجزة"، وذلك من منطلق أن مصر لم تكن دولة بالمعنى المفهوم وكانت مختطفة من جماعة الإخوان التى سيطرت على المشهد، قائلا: "كانت أكثر التنبؤات تفاؤلا تقول إننا سنظل هكذا 50 سنة وكانوا هم أنفسهم يقولون 500 سنة.. معنى ثورة 30 يونيو أنها كانت ضد حكم الإخوان فقام الناس ضدهم ورحلوا فى سنة وكانت المعجزة من هذا المنطلق".
وتقييما للأوضاع فى السنوات الأخيرة، قال هيكل فى تصريح لـ"انفراد": "إذا عملنا رسم بيانى من 30 يونيو 2013 حتى 30 يونيو 2016 نقول إننا كان عندنا حظر تجول ومكنش حد بيقدر بيمشى فى الشارع وكانت ساعات الست بتتخطف من جوزها وهى ماشية.. كل هذا كان موجود فى هذا التوقيت.. يبقى إحنا فى تقدم من نواحى معينة، إنما إحنا عندنا مشاكل اقتصادية وفى العمل، لكن فى كل الأمور لا توجد مقارنة بين ما كنا فيه وما نحن عليه الآن".
وعن أولى الخطوات التى يجب اتخاذها فى الفترة الحالية، أكد هيكل: "تشجيع الاستثمار وفتح طرق لجذب استثمارات جديدة وتنقية المناخ التشريعى من الأمور اللى تساعد على طرد الاستثمار"، معلقا على المشهد الحزبى فى مصر بقوله: "الأحزاب التقليدية بتقع وبيحل محلها أحزاب جديدة بدليل نسب المقاعد فى البرلمان".
وفى السياق ذاته، توقع المستشار بهاء الدين أبو شقة رئيس اللجنة الشئون التشريعية والدستورية بمجلس النواب، أن تكون مصر أحد النمور الاقتصادية فى المرحلة القادمة حال استمرار سيرها على نفس النهج الذى تسير عليه منذ 30 يونيو 2013 قائلا: "استطعنا التخلص من شبح حرب أهلية كانت ستودى ليس بمصر فحسب بل بالمنطقة كلها، ونفسد مخططا فى وقوع مصر فى ذلك المستنقع الذى سقطت فيه سوريا وليبيا واليمن وقبل ذلك العراق، وهذا يدل على أننا كنا أمام معجزة حقيقية فى هذه الثورة".
وعن رأيه فى ما آلت إليه الأمور الآن بعد مرور 3 سنوات على ثورة 30 يونيو، قال أبو شقة: "إرادة الله ثم إرادة المصريين واتحاد إرادة الشعب القوية والصلبة، وتلاحم هذه الإرادة مع جيش وطنى وشرطة وطنية استطاعت أن تحقق هذه المعجزة وأن تفسد هذه المخططات التى كانت تستهدف مصر".
أبوشقة: الدولة تبنى مشروعات عملاقة فى وقت متزامن مع حصار اقتصادى ومقاومة إرهاب
وأضاف أبو شقة سكرتير عام حزب الوفد ورئيس كتلته البرلمانية: "لكى نقول حققنا نسبة متقدمة فى طريقنا نحو الاستقرار الحقيقى فى كل النواحى، يجب أن نستعرض المشهد الذى كانت عليه مصر فى أعقاب 30 يونيو 2013، كان مشهدا عبارة عن مرافق منهارة والبنية الأساسية منهارة، ولم نكن أمام أمان حقيقى للمواطن فى الداخل، وكان الأمن على الحدود فى غاية الخطورة، لأن الإرهاب كان يهدد مصر فى الداخل والخارج".
وتابع أبو شقة: "عندما نستعرض مشهد 2013 والمشهد اليوم، فإن المواطن آمن والدولة تنفذ مشروعات عملاقة لكى تختصر الزمن وتعوض ما فات المواطن المصرى من التسيب طوال سنوات طويلة.. مشروع قناة السويس والطرق وتعمير سيناء والمشروع الضخم المتفق عليه مع السعودية للدواجن ومشروع اتفاقية إنشاء جامعة الملك سلمان فى سيناء ومشروع المزارع السمكية الذى سيفتتح فى أغسطس.. كل هذه المسائل عبارة عن مشروعات عملاقة تبنى فى وقت متزامن مع حصار اقتصادى ومقاومة إرهاب".
بهاء أبوشقة: إرادة المصريين فعلت ما لم تستطع دول الجوار أن تفعله عندما تصدت للإرهاب
وقال أبوشقة، موجها حديثه للشعب المصرى: "إرادة المصريين صلبة وقوية، والإرادة المصرية وتصميم وقوة المواطن إذا وجدت زعامة وطنية حقيقية ووطنية تحقق المعجزات، وهذا حدث بالفعل فى مصر عام 1805 عندما جاء المصريون بمحمد على وبإرادتهم وبزعامة "على" فى هذا الوقت، حيث كانت مصر تمر بظروف أسوأ بكثير مما تمر به الآن.. هذه الإرادة استطاعت الانتصار فى 30 يونيو واستطاعت أن تواجه التحديات فى السنوات الثلاث الماضية ".
واستطرد أبوشقة: "يكفى أن إرادة المصريين فعلت ما لم تستطع دول الجوار أن تفعله عندما تصدت للإرهاب واستطاعت أن تقضى عليه بنسبة تفوق 98%.. استطاعت أن تحقق الأمن والأمان للمواطن وهذا لا يقدر بثمن، لذا قال الله سبحانه وتعالى "أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف".. إذا صارت مصر بهذه الخطى وعلى هذا النهج فأتوقع أنه من 3 إلى 5 سنوات قادمة ستكون من النمور الاقتصادية القادمة ".
رئيس اللجنة التشريعية: يجب أن يكون هناك ائتلاف آخر مع "دعم مصر" بالبرلمان لنحقق ديمقراطية حقيقية
وعن رأيه فى الوضع الحالى للأحزاب والقوى السياسية، قال أبوشقة: "يجب أن يكون هناك ائتلاف آخر على درجة من القوة مع ائتلاف دعم مصر لنحقق ديمقراطية حقيقية لأن المادة 5 من الدستور تنص على أن النظام الأساسى للحكم فى مصر يقوم على التعددية والتداول السلمى للسلطة، ولا يمكن أن تحقق المادة إلا إذا كنا أمام حزبين أو ائتلافين أو كتلتين قويتين لتحقيق التداول السلمى للسلطة، وهذا سوف يتحقق فى القريب العاجل، لأن الجميع مُصر على أن نكون أمام ديمقراطية حقيقية، والرأى والرأى الآخر موجود فى البرلمان وهذه ظاهرة صحية، مؤكدا: "الوفد يدرس الأمر بجدية وحنكة سياسية لما للحزب من تاريخ سياسى وتجربة عملية، وأعتقد أن هذا الأمر سيحدث فى القريب العاجل".
فيما قال الدكتور مجدى مرشد، رئيس لجنة الصحة بالبرلمان، إن هناك أهدافا عديدة لثورة 30 يونيو تحققت خلال الفترة الماضية أبرزها الاستقرار والأمن، بجانب الإنجازات المتعلقة بتطوير البنية التحتية، واستكمال مؤسسات الدولة المنتخبة وهو ما جعل مصر تعيش حالة استقرار.
وأضاف رئيس لجنة الصحة بالبرلمان، فى تصريحات لـ"انفراد" أن مصر استطاعت عقب 30 يونيو العودة لحضن أفريقيا من جديد، كما عادت بقوة لقيادة المنطقة العربية، وأصبحت قوة كبيرة فى الشرق الأوسط.
وفى السياق ذاته، قال السفير محمد العرابى، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، ووزير الخارجية الأسبق، إنه لولا قيام ثورة 30 يونيو لأصبحت الدولة المصرية فى عزلة عن العالم، وشهدت تمزقا داخليا كبيرا لم تشهده من قبل، الأمر الذى كان سيؤثر على وضعها الخارجى.
وأضاف رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، لـ"انفراد": "على المصريين أن يوجهوا لأنفسهم سؤالا ماذا كان سيحدث إذا لم تندلع ثورة 30 يونيو.. كنا سنشهد ترديا فى الأوضاع الاقتصادية وعزلة دولية"، مشددا على أن 30 يونيو 2013 جاءت لتنقذ البلاد.