"نار الإرهاب" تحرق قطاع السياحة التركى فى 2016.. استهداف مطار "أتاتورك" زعزع ثقة العالم فى إجراءات الأمن.. ضياع جهود السلطات التركية لدعم صناعة الطيران.. وتراجع كبير فى أعداد السائحين المتوافدين

يبدو قطاع السياحة التركى، المثقل أصلا بتبعات الاعتداءات المتكررة فى البلاد، مهددا بالانهيار الكامل هذا العام خصوصا بعد الاعتداءات الانتحارية التى استهدفت مطار أتاتورك الدولى فى اسطنبول مساء أمس الثلاثاء.

فقد أدى هجوم جديد استهدف أكبر مدن تركيا والأكثر زيارة، إلى مقتل 41 شخصا وإصابة نحو 240 بجروح، ككل الهجمات المماثلة قبله حجبت صور العنف الصادمة لهذا الاعتداء الخامس فى تركيا منذ عام، والذى يحمل بحسب انقرة بصمات تنظيم داعش، اى مشاهد ترويج سياحية.

منذ عام أدت الهجمات فى انقره واسطنبول إلى مقتل حوالى 200 شخص والاف الجرحى إضافة إلى أبعاد السياح الذين سجل توافدهم أدنى مستوياته فى البلد منذ 22 عاما، فقوضت قطاعا شكل احد اهم موارد العملات الاجنبية للاقتصاد التركى، بمعدل حوالى 30 مليار يورو سنويا.

وهذه النقطة بالذات تشكل أحد الدوافع التى أعلنتها مجموعة "صقور حرية كردستان" المتشددة المنشقة عن حزب العمال الكردستانى فى تبنيها لهجوم بسيارة مفخخة فى 10 يونيو أسفر عن مقتل 11 شخصا فى منطقة بيازيد التاريخية التى يرتادها السياح بكثافة فى اسطنبول.

قالت المجموعة انذاك "نوجه تحذيرا الى السياح الاجانب فى تركيا، والراغبين فى زيارتها: نحن لا نستهدف الاجانب لكن تركيا ليست بلدا امنا لهم".

بالفعل استهدفت الاعتداءات الاخيرة خصوصا مواقع سياحية شهيرة. ففى 12 يناير قتل 12 سائحا المانيا فى هجوم انتحارى نفذ فى منطقة السلطان احمد التى تكتظ بالسياح فى اسطنبول. والهجوم الذى نسبته السلطات الى تنظيم داعش نفذ قرب متحف ايا صوفيا والمسجد الازرق (جامع السلطان احمد)، اللذين يعتبران من ابرز صروح التراث الثقافى والهندسى التركى واهم المواقع السياحية.

بعد شهرين فى 19 اذار/مارس قتل 4 سياح (3 اسرائيليين بينهم اثنان يحملان ايضا الجنسية الاميركية وايراني) فى اعتداء نفذه انتحارى فجر نفسه فى جادة الاستقلال الشهيرة فى قلب اسطنبول، ونسبته السلطات التركية الى تنظيم داعش.

- بحر فيروزى – نفذ اعتداء المطار الثلاثاء مع استعداد الاتراك لعطلة عيد الفطر التى تشكل فرصة للسفر، وسط موسم اصطياف مزدحم فى البلد الذى لطالما شكلت شمسه الساطعة وبحره الفيروزى وصروحه التاريخية وجهات مغرية للسياح من حول العالم.

لكن شهر مايو سجل بحسب وزارة السياحة اكبر انخفاض فى عدد الوافدين فى 22 عاما، مع انخفاض ناهز 35% من عدد السياح الاجانب الذين بلغ عددهم 2,5 ملايين زائر.

مع الانهيار المتوقع لعدد السياح الروس نتيجة الخلاف الدبلوماسى بين انقره وموسكو (90%) تراجع كذلك عدد السياح الوافدين من جنسيات اخرى، اولهم الالمان والجورجيون والبريطانيون. بالاجمال سجل تراجع بنسبة 23% فى عدد السياح الوافدين فى الاشهر الخمسة الاولى من العام الجاري.

وصرح مدير برنامج الابحاث التركية فى معهد واشنطن سونير شاغابتاى لوكالة فرانس برس ان تنظيم داعش، ان تاكدت مسؤوليته عن الاعتداء، "فسيكون وجه ضربة للتو لثانى اهم موقع رمزى فى البلد بعد ساحة تقسيم".

فاستهداف مطار اتاتورك الدولى بمثابة استهداف للنقل الجوى وشركة الخطوط الجوية التركية (توركيش ايرلاينز) التى تعتبر مفخرة تركيا المعاصرة، وتملك واحدا من احدث اساطيل الطيران فى العالم.

اوضح المحلل ان "المطار هو المحور المركزى للخطوط الجوية التركية، شركة الطيران التركية الوحيدة المعروفة فى الخارج، كما انه محور الصناعة والسياحة، وسط هذه الخلفية تبدو جهود السلطات التركية لترويج صناعة السياحة بلا جدوى، بعد ان عجزت امام انعدام الامن، ففى الربيع اعلنت الحكومة عن خطة مساعدة بملايين اليوروهات لدعم النشاط السياحي، تبدو اليوم عبثية.

وبلغ الياس بالسلطات التركية مؤخرا حد اغراق هيكل قديم لطائرة ايرباص ايه300 مقابل سواحل منتجع كوش اداسى السياحى الذى يتمتع بشعبية كبرى على بحر ايجه، لتشجيع السياحة بهدف الغوص البحري. هذا المشهد قد يرمز ربما الى صناعة برمتها فى طور الغرق.




الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;