طالت فتوى شيوخ التيار السلفى الأطفال، وأصدر عدد من رموز الفكر السلفى فتاوى مرتبطا تماما بالأطفال وألعابهم وأهوائهم وعاداتهم اليومية، مستشهدين فى فتاواهم بآيات قرآنية وأحاديث نبوية للتأكيد على أنه فتاواهم تعبر عن "صحيح الدين الإسلامى."
الفتاوى الصادرة عن التيار السلفى تناولت العادات التى يقوم بها الأطفال بشكل يومى، كما أنها حفزت أولياء الأمور لأن يلتزموا بما جاء فى الفتاوى "حتى لا يقعون فى المعاصى"، ونرصد فى السطور التالية أبرز 3 فتاوى صادرة عن أعلام سلفية خاصة بالنشء.
تحريم مشاهدة قنوات الأطفال
ومن أهم الفتاوى الصادرة عن شيوخ السلفية وتتناول شئون الأطفال، ما أفتى به الداعية السلفى عمرو عبد اللطيف، بعدم جواز مشاهدة الأطفال للقنوات الخاصة بالنشء نظرا لأنها تحتوى على موسيقى.
جاءت فتوى "عبد اللطيف"، ردًا على سؤال: "ما حكم مشاهدة الأولاد للقنوات الخاصة بالأطفال وبها موسيقى؟".
وأجاب "عبد اللطيف" فى فتواه التى ألقاها خلال برنامجه على قناة البصيرة السلفية: "لا يجوز للأطفال مشاهدة القنوات الخاصة بهم طالما فيها موسيقى"، داعيا أولياء أمورهم لمنعهم عن هذه القنوات.
عدم جواز رفع السيدات النقاب أمام الأطفال
فيما أفتى الدكتور ياسر برهامى، نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية، بعدم جواز رفع السيدات النقاب أمام الأطفال، الذين بلغ سنهم 10 سنوات، مشيرا إلى أن النقاب فيه خلاف.
وفتوى "برهامى" فى هذا الشأن جاءت على سؤال نصه كتالى : ما السن الذى لا يجوز أن تَرفع فيه النساء النقاب أمام الأطفال، فإن النساء عندما يزرن بعضهن يكون معهن أولادهن، وهم فى سن ما بين السادسة إلى العاشرة والحادية عشرة، وغير ذلك، والنقاب يكون مرفوعا بطبيعة الحال.. فما الحكم؟
وجاءت إجابة "برهامى" المنشورة على موقع "أنا السلفى" كالتالى: "فبعد السابعة إن كان الطفل يميز الجميلة مِن غيرها، فهذا ممن ظهروا على عورات النساء، وما دون السابعة فالأصل فيه أنه مِن الطفل، الذين لم يظهروا على عورات النساء، ولا أشك أن ما بعد العاشرة لا يجوز الانكشاف عليه، وأمر النقاب معلوم فيه
تحريم تعليق صور ميكى وبطوط فى غرف نوم الأطفال
كما أفتى "برهامى" بتحريم تعليق صور "ميكى" و"بطوط" فى غرف نوم الأطفال.
فتوى "برهامى" جاءت ردا على سؤال :ما حكم تعليق صور بطوط وميكي في حجرة نوم الأطفال؟، وجاءت إجابة "برهامى" كالتالى :" كل ألعاب الأطفال يرميها الطفل ويضعها على الأرض ويحتضنها بعد ذلك، فلا بأس بها، ثانيا فلا أرى جواز تعليق هذه الصور للحديث الصحيح: (لا تَدْخُلُ الْمَلائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلا صُورَةٌ).
الفتاوى تصيب الأطفال بعقد نفسية
من ناحيتها أكدت الدكتورة هناء أبو شهدة، أستاذة علم نفس بجامعة الأزهر، أن مثل هذه الفتاوى تصيب الأطفال بعقد نفسية، داعية لأن يعتمد أولياء الأمور عن الفتاوى الصادرة من المؤسسات المعتمدة دينيا.
وأشارت "أبو شهد" فى تصريحات لـ"انفراد" إلى أن هناك أولياء أمور يعلمون أبنائهم على النغم نظرا لأن الأطفال لا ينسونها، مضيفة:" طالما أن الموسيقى لا يوجد فيها شىء خارج عن القيم، فلماذا لا تشاهد الأطفال القنوات التى فيها موسيقى".
وتضيف :"مثل هذه الفتاوى تصيب الأطفال بحالات نفسية وتخلق لديهم حالة من الصراع الداخلى ويجدون أنفسهم مصابون بآثار نفسية سلبية.
وعن صدور هذه الفتاوى من شيوخ التيار السلفى قال هشام النجار، الباحث الإسلامى، إن هذه القضايا الخلافية يعتبرها السلفيون جزءاً من تميزهم عن الآخرين على الساحة ويستغلونها للترويج لهم كأنهم يمتلكون مشروعاً خاصاً بهم فى التربية والفنون والثقافة ، وجانب كبير منها متعلق بالشأن السياسى والرغبة فى إظهارهم ككيان مميز عن الآخر برؤية خاصة.
وأضاف فى تصريح لـ"انفراد":" أما الجانب الدينى والشرعى والفقهى من هذه القضايا ففيه خلاف مشهور وكبار الأئمة انتصروا للجانب الإيجابى الذى يقدم الإسلام بصورة حضارية مشرقة كدين حضارى لا يخاصم الفنون، بل يعمل على ترقية الأحاسيس والذوق ويشبع ذائقة الإنسان بالفنون الراقية الهادفة .