عادل إمام الكبير مع الكبار.. فى عيد ميلاده الـ82 ننفرد بنشر صور نادرة تجمع زعيم السينما وزعيم الصحافة "هيكل" وزعيم التنوير "فرج فودة".. تعكس عمق العلاقة بين الفن والفكر والصحافة

الصور شهادة حية على عصر صاخب شهد العديد من التحولات السياسية والفنية والاجتماعية وشهد إطلاق العديد من القامات الكبيرة تعكس الصور عمق العلاقة بين عادل إمام والمفكرين والصحفيين الكبار وتؤكد أنه خاض معركة الوعي بكل بسالة مرتكزا على أرض راسخة الصور ضمت وزير الداخلية الأسبق عبد الحليم موسى وظهور نادر للمخرج الكبير شريف عرفة والموسيقار مودي الإمام كمال الشناوي وحسين فهمي وعمر الحريري والمنتصر بالله ضمن الحضور.. والمناسبة عرض فيلم "الإرهاب والكباب" لا يفتح التاريخ أبوابه لكل عابر، يفتحها للمخلصين فحسب، لأصحاب المواهب الجبارة والعقول الواعية، يفتحها لأصحاب الشغف الحقيقي والطاقة المتجددة، يفتحها للمتطورين الذين لا يخشون من الجديد، ولا تفتر عزيمتهم أبدا أمام التحديات، يفتحها لأولي الأحلام، يفتحها لأولي العزم. ويزيد الأمر صعوبة إذا ما كان هذا التاريخ هو تاريخ مصر، فقديما قالوا: "وليس في بلاد الدنيا عجيبة إلا وفي مصر مثلها أو أعجب منها"، فمصر الضاربة في عمق التاريخ الإنساني والباقية منذ آلاف السنين، صاحبة السبق في الفنون والعمارة والابتكار عصية على التجاوز، والتفرد في الفن والتمثيل أصعب وأصعب، فهذا بلد برز فيه نجيب الريحاني ويوسف وهبي وزكي طليمات ومحمود مرسى، وهذا بلد شهد بداية السينما في العالم وصاحب تطورها حتى وقت قريب، وهذا بلد صنع نهضة المسرح والفنون في تاريخ المنطقة كلها. برغم ما سبق، فتح تاريخ الفن في مصر أبوابه على مصراعيها لهذا الرجل الفذ، ولا أبالغ إذا قلت إنه فتح له أحضانه أيضا، فاستقر عادل إمام وتنعم واستوطن، هو عظيم ويدرك أنه عظيم، وفي الحقيقة فإني لم أر عظيما في حياتي إلا وأيقنت من إدراكه التام لعظمته حتى وإن أظهر عكس هذا، ولأن عادل إمام تميز دائما عن أقرانه بوعيه، فقد كافح طوال حياته ليثبت للجميع أنه يستحق أن يكون علما من أعلام هذا البلد، بل معلما من معالمها أيضا. يطيب لي هنا ونحن نحتفل بذكرى ميلاد "الزعيم" الـ 82 أن أكشف ولأول مرة عن مجموعة صور نادرة عمرها يفوق الـ 30 عاما، جمعت زعيم السينما "عادل إمام" مع زعيم الصحافة "محمد حسنين هيكل" وزعيم التنوير الشهيد الراحل "فرج فودة"، وفي الحقيقة فإن خلف هذه الصور حكايات وحكايات، لكن أكثر ما تخبرنا به هذه الصورة بلاغة، هو أن "عادل إمام" دائما كان يدرك أن موقعه بين الكبار، ليس على طريقة فيلمه الشهير "اللعب مع الكبار"، ولكن على طريقة فيلمه الآخر الشهير أيضا "سلام يا صاحبي"، فقد كان فرج فودة صديقا مقربًا من "عادل إمام"، وكانت بينهما ما يشبه الشراكة التي كانت بين "بركات الدمنهورى ومرزوق الكوتش"، وهو تقريبا مع ما حدث في الحقيقة مع "فرج فودة" فقد خاض إمام معركته ضد أعداء الفن والنور بكل بسالة، كما خاض فرج فودة معركته التنويرية مع مدعي التدين وتجار الدين بكل جسارة، وحينما سقط فارس النور "فرج فودة" شهيدا في المعركة، كان عادل إمام أول من هرع إلى المستشفى للاطمئنان عليه، وأول من انتقم له أيضا. "رأيت عادل إمام واقفا مع الدكتور حمدي السيد يسأله عن حالة أبي وحينما تركه ومشى أيقنت من أن أبى قد مات"، هذا ما قالته "سمر فرج فودة في أحد لقاءاتها التليفزيونية، وهي تتحدث عن عمق العلاقة بين والدها الراحل وعادل إمام، تؤكد أن عادل إمام لم يكن يوما هذا الفنان المشغول بنفسه والمهموم بأخباره وظهوره في المحافل العامة والجرائد والمجلات، وإنما كان هذا الرجل "ابن البلد" الذي نجده في وقت الشدة واقفا كواحد من الأهل أو أقرب، وهو الفنان الواعي الذي يتابع المفكرين والكتاب ويعجب بأعمالهم ويتصل بهم على المستويين الإنساني والفكري، وهو ما ظهر جليا في علاقته بفرج فودة التي وصلت إلى درجة كبيرة من التواصل جعلت البعض يؤكد أن عادل إمام كان أول المتبرعين للمفكر الكبير الراحل بالدم حينما أطلق عليه قاتله النار فنزف كثيرا حتى مات، وكان عادل إمام أيضا أول الواقفين في العزاء وأول الباكين على الراحل الكبير. يأتي صوت سعيد صالح في المشهد الأخير لفيلم سلام ياصاحبي قائلا "مش هشوفك تاني؟ ثم يأتي صوت عادل إمام وهو واقف أمام شاهد قبر صديقه "سلام يا صاحبي"، هكذا ودع الصاحب صاحبه في الفيلم بعد أن انتقم له بكل ما أوتي من قوة وقسوة. هل تتذكر ما فعله "عادل إمام" في نهاية فيلم "سلام يا صاحبي" مع الفنان الكبير محمد الدفراوي، الذي كان رئيس العصابة التي قتلت سعيد صالح؟، نعم ركب عادل إمام "البلدوزر" وظل يهوي بزراعه الحديدي على رأس الدفراوي انتقاما لصديقه، وهذا بالضبط ما فعله عادل إمام مع قتلة "فرج فودة" فقد انتقم عادل إمام من قاتلي "صاحبه" فرج فودة أشد انتقام، فظل يحارب التطرف بكل شجاعة في كل أفلامه ومواقفه، وتخليدا لذكرى صديقه صنع فيلم "الإرهابي" الذي جسد فيه ببراعة تاريخية شخصية الإرهابي وتقلباتها، كما شرح فيه هذه الشخصية كاشفا عوارها وضعفها وسوادها أيضا. وبرغم أن علاقة عادل إمام وفرج فودة شهيرة، وبرغم أن الجميع يعرف متانة هذه العلاقة وأثرها، لكن للأسف لا نجد في الأرشيف الصحفي صورا تعكس حميمية العلاقة وقربها، ولا يوجد سوى صورة واحدة لعادل إمام مع فرج فودة ويظهر فيها المشهد كما لو كان مبتورا، ومن يطالع هذه الصور التي ننشرها اليوم سيتأكد من أنها مبتورة بالفعل، وهنا ننشر الصورة الكاملة، كما ننشر صورة أخرى تجمع الصديقين وهما في حالة نقاش ساخن، ويظهر فيها "فودة" مندمجا في الحديث، بينما "إمام" مستمعا مستمتعا. وقبل أن نأتي إلى صور الكاتب الصحفي الكبير "محمد حسنين هيكل" يجب هنا أن نقول إن تلك الصور التي نكشف عنها النقاب اليوم وصلت إلىَّ وهي "نيجاتيف" وللأسف لم يحفظ بعضها بشكل جيد فتأثرت حالها، وقد رأيت أن أنشرها كما هي دون تعديل أو تجميل، لأني أؤمن بأن فعل الزمن فيها يمنحها جاذبيتها الخاصة، وقد حصلت على تلك الصور أو إن شئت قل "النيجاتيف" ضمن مجموعة كبيرة من الصور لنجوم التسعينيات الثمانينيات، واخترت اليوم أن أعرض الصور الخاصة لعادل إمام احتفالا بميلاده. وفي الحقيقة فقد احترت كثيرا في توثيق هذه الصور ومعرفة تفاصيلها، فللأسف كما قلت حصلت على تلك الصور في شكل "نيجاتيف"، وبالتالي فلا مجال هنا لقراءة ما كتب على الصور، لأنها لم تكن صورا في الأساس، كما أن الصور غير واضحة المعالم، وليست مثلا تسجل كواليس فيلم ما لأعرف تاريخها من الفيلم، فكان علي أن أحاول استنطاق الصور بكل الوسائل الممكنة حتى عرفت مناسبتها وتأكدت من هوية غالبية شخوصها. تضم الصور مشاهد متعددة في حفل "ما" أو مناسبة غير واضحة المعالم، وأغلب الظن أنها في دار عرض سينمائي أو مسرحي، كما يظهر في الصورة اللواء "عبد الحليم موسى" الذي شغل منصب وزير الداخلية في الفترة من 1990 وحتى 1993، وقد كانت هذه السنوات الثلاث فترة خصوبة بالغة لعادل إمام، وفيها كان يقدم مسرحية "الواد سيد الشغال"، وفيها أيضا قدم العديد من الأفلام الناجحة مثل "حنفي الأبهة 1990، وجزيرة الشيطان 1990 ومسجل خطر 1991، وشمس الزناتي 1991، اللعب مع الكبار 1991، الإرهاب والكباب 1992، المنسى 1993، وفي أواخر هذه الفترة قدم مسرحية "الزعيم". إذن تاريخ هذه الصور بناء على وجود اللواء عبد الحليم موسى يقع بين عامي 1990 و1993 كما ذكرنا لكن في أي سنة ترى أخدت هذه اللقطات؟ بناء على وجود المخرج الكبير شريف عرفة في الصور أيقنت من أن مناسبة هذه الصور هو عرض خاص لأحد أفلامه، وهكذا استبعدت المسرحيات، ولأن شريف عرفه أخرج لعادل إمام ثلاث أفلام على مدى هذه السنوات الثلاث، فقد أنقذني وجود صورة تجمع بين الفنان الراحل الكبير كمال الشناوي والفنانة الكبيرة شريهان والموسيقار الكبير "مودي الإمام" جعلني أرجح أن تكون هذه المناسبة هي عرض خاص لفيلم الإرهاب والكباب، ووقتها اتصلت بالموسيقار الكبير "مودي الإمام" وسألته فأكد لي أنها بالفعل التقطت في هذا العرض الخاص، مبديا سعادته الكبيرة بالصورة التي تجمعه مع الفنان الكبير كمال الشناوي وشريهان، ومؤكدا في الوقت ذاته أن هذا العرض كان في إحدى سينمات وسط البلد، مرجحا أن تكون هذه السينما هي سينما رينيسانس بالمنيل، وقد تصدر هذا الفيلم شكر من صناع الفيلم لوزارة الداخلية على التسهيلات التي قدمتها، ولعل هذا ما يبرر وجود وزير الداخلية في الافتتاح. تضم هذه الصور كما ذكرنا العديد من الشخصيات المهمة ونرى في الصورة التي يتصدرها عبد الحليم موسى عمر الحريري في أقصى العمق كما نرى جانبا من وجه حسين فهمي، ونرى كما ذكرنا صورة تجمع كلا من المخرج شريف عرفة والموسيقار مودي الإمام والممثل والمخرج مدحت الشريف، كما نرى صورة لشريهان وكمال الشناوي، أما في الصورتين اللتين ظهرا فيهم الكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل فنرى عصام إمام شقيق الفنان عادل إمام، ونرى الفنان الكبير الراحل المنتصر بالله، كما وجدت بين هذه الصور أيضا صورتين التقطتا في كواليس فيلم "جزيرة الشيطان" تظهر الفنانة يسرا مع عادل إمام في إحداهما، ويظهر في الأخرى بجانبهما كل من الفنان الراحل أحمد راتب، والفنان الراحل حاتم ذو الفقار. ولعل من اللافت هنا أن يظهر الكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل في مناسبة عامة كهذه، وهذا يدل على عمق محبة هيكل للزعيم، فوقتها كان هيكل مقلا في ظهوره بشكل كبير، وإن ظهر كان الأستاذ يفضل أن يكون ظهوره خاطفا في مهام محددة أو اجتماعات محددة الهوية والحضور، وللأسف نحن لا نملك تأريخا دقيقا لعلاقة عادل إمام وهيكل، فيقال إن صداقتهما بدأت بعد فيلم "اللعب مع الكبار"، أي في العام 1991، ثم امتدت حتى رحيل "الأستاذ"، لكن المؤكد في الأمر أنهما كانا على اتصال وثيق من يومها، وأنهما كانا يتقابلان بشكل دوري في لقاءات عامة أو خاصة، أشهرها لقاءات إفطار رمضان التي كان الكاتب الكبير ميلاد حنا يقيمها في منزله. تشهد تلك الصور على عصر مضى، تعكس ما شهده هذا العصر من حراك سياسي واجتماعي وفني، عصر شهد تألق كتاب كبار، وإطلاق مواهب إخراجية وموسيقية كبيرة، عصر امتزج فيه صناع "الزمن الجميل" بصناع "الزمن الأصيل" عصر كان فيه الممثل مثل "عادل إمام" لا يكتفي بجلسات النميمة ووصلات المدح الفارغ، بل كان يحرص على مصاحبة الكبار وصداقتهم، فطبيعي أن نرى مثل هذه الشخصيات الكبيرة في عرض سينمائي. تذكرنا هذه الصورة بالعلاقات الإنسانية والفكرية التي كانت تقام في سالف الزمن، حينما كان الفنانون يصاحبون الكتاب والأدباء والشعراء فكنا نرى في صالون الكاتب الصحفي الكبير محمد التابعي كلا من ليلى مراد وفريد الأطرش ومحمد عبد الوهاب وزكريا أحمد وكان محمد التابعي نفسه متزوجا من أسمهان، وكان صالون العقاد يجمع عشرات الأدباء والفنانين متبنيا مديحة يسري ثقافيا، مثلما كان أحمد بك شوقي كان متبنيا محمد عبد الوهاب. تذكرنا هذه الصور بعصر كان الفن والفكر مجتمعا واحدا لدرجة أن علاقات الحب أو الزواج توثقت بين العديد من الثنائيات، مثل كامل الشناوي ونجاة، أو نجاة ونزار قباني أو أسمهان والتابعي أو مصطفى أمين وشادية أو مصطفى أمين وأم كلثوم، زمن كانت تجلس فيه نادية لطفي كمريدة للشيخ إمام وأحمد فؤاد نجم، وكانت تحية كاريوكا من أشد المتحمسين للفكر اليساري الثوري وتصاحب نجيب سرور ونبيل الهلالي وخالد محيي الدين. تذكرنا هذه الصورة بأن أسطورة عادل إمام لم تصنع من فراغ، وأن عادل إمام استفاد أكبر استفادة من دراسته بكلية الزراعة جامعة القاهرة، فقد تعلم الزعيم منذ بدايته أن يرى في البذرة الشجرة، وأن يرى في الشجرة الحديقة، وأن يرى في الحديقة الجنة، وأن يشم رائحة الثمار فور أن يرى الأرض الطيبة، وقد تعامل "الزعيم" مع نفسه منذ البداية باعتباره "بذرة" يرى فيها جنة كاملة الأوصاف، وتحلى بحكمة النبات فصبر ثم ظفر، مؤمنا بأنه كائن "متعلم" وأنه ينتمي إلى فئة "الكبار" دائما وأبدا.






















الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;