لا يزال نقص حليب الأطفال يطغى على الولايات المتحدة، حتى بعد وصول أول الشحنات من أوروبا للمساعدة على الحد من الأزمة التي تعيشها الولايات المتحدة منذ أسابيع.
حيث وقع عمدة مدينة نيويورك الأمريكية إريك ادامز إعلان حالة الطوارئ في المدينة يوم الأحد، ما يسمح للمسئولين باتخاذ إجراءات صارمة بشأن التلاعب في أسعار لبن الأطفال.
وكان آدامز أعلن أنه سيمنح إدارة حماية المستهلك والعمال بالمدينة سلطة منع التلاعب فى أسعار لبن الأطفال بموجب قوانين مدينة نيويورك.
وأشار العمدة إلى أن النقص في حليب الأطفال في جميع أنحاء البلاد قد تسبب فى"ألم وقلق لا يمكن تصوره للعائلات في جميع أنحاء المدينة، ويجب التصرف على وجه السرعة". ووفقا لبيان صحفي، يمكن للأشخاص الذين يدفعون رسوما إضافية مقابل لبن الأطفال تقديم شكوى.
يأتى ذلك فى الوقت الذى وصلت فيه طائرة شحن عسكرية تابعة للجيش الأمريكى، إلى الولايات المتحدة قادمة من ألمانيا، وعلى متنها ة أطنان من عبوات حليب الأطفال، وأقلعت الطائرة قاعدة رامشتين الجوية الأمريكية في ألمانيا، وعلى متنها نحو 35 طنا من حليب الأطفال، حسبما أعلن البيت الأبيض.
وكتب الرئيس الأمريكي جو بايدن على تويتر، من اليابان التي يزورها حاليا فى إطار جولة آسيوية، قائلا "فريقنا يسابق الزمن، ليوفر الحليب بشكل يغطي حاجة الجميع"
بينما قال برايان ديز، المستشار الاقتصادي، للرئيس بايدن، لشبكة سى إن إن، أن الشحنة الأولية يمكن أن تغطي نحو 15% من الطلب العاجل على حليب الأطفال في البلاد. وأضاف أن هناك المزيد من الشحنات قريبا، ستبدأ بشكل متوالى مع مطلع الأسبوع" كجزء من العملية التي أطلقت عليها واشنطن "عملية الحليب الطائر".
ومن المقرر أن يعقد مجلس النواب الأمريكي جلسات استماع لمناقشة أزمة نقص الحليب يوم الأربعاء، فى إطار جهود الكونجرس لحل المشكلة.
وكانت صحيفة ذا هيل الأمريكية ذكرت أن تشريع التمويل الطارئ الذى يهدف إلى معالجة النقص فى حليب الأطفال يواجه تحديات فى مجلس الشيوخ، حيث يتردد القادة الجمهوريون فى تحديد ما إذا كانوا سيدعمون التشريع المدعوم من الديمقراطيين، والذى أقره مجلس النواب بسرعة الأسبوع الماضى.
ويضغط الديمقراطيون فى مجلس الشيوخ من أجل اتخاذ إجراء سريع بشأن مشروع القانون، ووصفوه بأنه الخطوة الأولى الحاسمة من قبل الكونجرس فى معالجة النقص فى حليب الأطفال فى جميع أنحاء البلاد. إلا أن الجمهوريين يجادلون بأن إنفاق المزيد من الأموال لهيئة الغذاء والدواء ليس هو الحل.
وقال السيناتور روى بلانت، الجمهورى، إن التشريع ربما يحل بعض المشكلات طويلة الأمد فى هيئة الغذاء والدواء، وربما لا. كما أعرب عن شكه فى التأثير الذى سيحدث فى الأسابيع المقبلة للأشخاص الذين يحتاجون إلى حليب الأطفال.
كما قال السيناتور الجمهورى ريتشارد سيلبى إنه يشك فى أن مشروع القانون يحظى بالدعم اللازم من الجمهوريين لتأمين تمريره فى مجلس الشيوخ.
ومع استمرار هيمنة أزمة نقص الحليب على الاهتمام العام، فإن أعضاء الكونجرس وإدارة بايدن يشعرون بالضغط للتعامل مع الأزمة.
ويرجع النقص الحالى جزئيا إلى الضغوط التى تواجه سلاسل التوريد، إلا أن الأزمة تفاقمت عندما تم إغلاق أحد مصانع حليب الأطفال فى ميتشجيان فى فبراير الماضى.
وتتحكم أربع شركات فقط فى أكثر من 90% من سوق حليب الأطفال. وقد هاجم الديمقراطيون احتكار السوق، لكنهم ركزوا بشكل أساسى على القضية الحالية المتعلقة بإعادة حليب الأطفال إلى أرفاف المتاجر.
من ناحية أخرى، أعلنت الإدارة الأمريكية أن شركة دانون سارعت في عملية تهيئة شحنات من حليب الأطفال، التي تنتجها مصانعها في أوروبا، لشحنها إلى الولايات المتحدة لمواجهة أزمة نقص الحليب، بحسب ما ذكرت "بى بى سى".
وتعد دانون ثاني أكبر مصنع لحليب الأطفال في العالم، وعلى الرغم من ذلك لا تستحوذ إلا على حصة طفيفة في الأسواق الأمريكية.
وشحنت الشركة أغلب إنتاج مصانعها في بريطانيا، وهولندا إلى الولايات المتحدة، عبر شركة نيوتريشيا، ذراعها الإقليمي في أمريكا الشمالية.